قلت : والذي في الجَمْهَرةِ مثل روايَةِ أَبِي عَمرو وأَبِي عبَيْدٍ ومصدَرهما الحَقَقُ محَركَةً يقال : أَحَق بَيِّن الحَقق . وحَقَقْت عليه القَضاءَ أَحُقَه حقاً وأحققته أحقه إحقاقاً أوجبته وهذا قد تقدم فهو تكرار وقال أبو مالك أحقت البكرة إذا استوفت ثلاث سنين . وقال ابن عباد أحقت صارت حقة مثل حقت . ويقال : رمى فأحق الرمية إذا قتلها على المكان عن ابن عباد والزمخشري وهو مجاز . والمحق ضد المبطل يقال : أحققت ذلك أي أثبته حقاً أو حكمت بكونه حقاً ومنه قوله تعالى : " ويحق الله الحق بكلماته " وقال الراغب : إحقاق الحق ضربان أحدهما : بإظهار الأدلة والآيات والثاني بإكمال الشريعة وبثها . والمحاق من المالِ يكونُ الحَلْبَةَ الأولَى والثانيةُ منها لِبَأٌ قاله أَبو حاتِم وقال ابنُ عَبّادٍ : هي : التي لم يُنْتَجن في العام الماضِي ولم يُحلَبْنَ فيه . وحَقًّقَهُ تَحْقِيقاً : صَدقَه وقالَ ابنُ دُرَيْدِ : صَدَّقَ قائِلَه وقِيلَ : حَققَ الرَّجُلُ : إِذا قالَ هذا الشيء هو الحَق كقَوْلِكَ : صَدَّقَ . والمحَقَّقُ من الكلام : الرَّصِين المحْكًمُ النَّظْم وهو مَجازٌ قال رؤبَة : .
" دعْ ذا وراجِعْ مَنْطِقاً محَققا ويُرْوى : مذلقاً . والمُحَقَّقُ من الثِّيابِ : المُحْكمُ النَّسخ الذي عَلَيْهِ وَشى على صُورَةِ الحُقَقِ كما يُقال : برد مرجل وهو مجاز أيضاً وقال : .
تَسَرْبَلْ جِلْدَ وَجْهِ أَبِيكَ إنّا ... كَفَيْناكَ المحقَّقَةَ الرقاقَا والاحْتِقاقُ : الاخْتِصامُ وذلك أن يقولَ كُلُّ واحد منهم : الحَقُّ بيَدِي ومَعِي ومنه حديثُ الحضانَةِ : فجاءَ رَجُلانِ يَحْتَقّان في وَلَدِ أَي : تختصِان ويطْلُبُ كُلُّ واحدٍ منها حقه وفي حَديثٍ آخر : متى ما تَغْلُوا في القُرآن تَحْتَقُّوا يَعْنِي المِراءَ في القُرآنِ . ومن المَجازِ : طَعْنَةٌ محَققَةٌ : إِذا كانَتْ لا زَيْغَ فِيها وقد نَفَذَتْ هكَذا في سائرِ النسخ والصوابُ : طَعْنَةٌ مُحْتَقَّةٌ كما هو نصُّ اللِّسانِ والأَساس والعُبابِ . واحْتَقَّا : اختصَما وهذا قَدْ ذُكِرَ قريباً فلا حاجَةَ لذكرِه ثانِياً ولَعَلَّه أَعادَه ثانِياً إِشارةً إِلى أَنّه لا يُقالُ : احْتَقَّ للواحِدِ كما لا يُقال : اخْتَصَم للواحِدِ دُون الآخَرِ وإِنَّما يُقال : احْتَقَّ فلان وفُلانٌ . واحْتَقَّ المال : سَمِنَ والَّذِي في اللسان والأَساسِ والعُباب : احْتَقَّ القَوْمُ احْتِقاقاً : إِذا سَمِنَ ما لهُمْ وانْتَهَى سمَنه . واحْتَقَّت به الطعْنَةُ أَي : قَتَلَتهُ نَقَله أَبوُ عَمْرو وفَسَّرَ به قولَ أَبِي كَبِيرٍ الهُذَلِي : .
وَهَلا وقَدْ شرعَ الأَسنةَ نَحوَها ... من بَيْنِ مُحْتَقِّ بِها ومُشرَّم