لَطُفَ بهِ ولَه كنَصَرَ يَلْطُفُ لُطْفاً بالضمِّ : إِذا رَفَقَ به وأَنا أَلْطُفُ بهِ : إِذا أَرَيْتَهُ مَوَدَّةً ورِفْقاً في مُعامَلةٍ وهو لَطِيفٌ بهذا الأمْرِ رَفيقٌ بمُداراتِه قال شَيْخُنا : قد أَغْفَلَ المصنِّفُ رَحِمه اللهُ أَداةَ تَعْدِيَتِه والمَشْهُورُ تعدِيَتُه بالباءِ كقولهِ تَعالى : " اللهُ لَطِيفٌ بعِبادِه " وجاءَ مُعَدًّى باللامِ كقوله تعالى : " إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ " إِمّا حَقِيقَةً كما هو رَأْيُ ابنٍ فارِسٍ وصرَّحَ به في المُجْمَلِ كظاهِرِ تَفْسيرِ المُصَنَّفِ أَو لتَضْمِينِ مَعْنَى الإِيصالِ وعليه صاحِبُ العُمْدَةِ وصَرَّحَ به الرَّاغِبُ وعلى تَعْدِيتَهِ بالباءِ اقْتُصرَ في المِصْباحِ والأَساسِ وعليه مُعَوَّلُ الناس . قالت : وهذا الذي ذَكَرَهُ شَيْخُنا من تَعْدِيَتهِ بالباءِ واللام فقد ذَكَرَه المُصَنَّفُ بقوْلِه بعدُ : واللهُ لَكَ : أَوْصَل ... وبقوله البَرُّ بعِبادِه فتأَملْ ذلِكَ . وفي حَديثِ الإِفْكِ : ولا أَرَى مِنْهُ اللُّطْفَ الذِي كُنْتُ أَعْرِفُه أَي : الرِّفْقَ والبِرًّ ويُرْوَى بفتح الطَّاءِ واللامِ لُغَةٌ فيه . وقال ابنُ عَبادٍ : لَطُفَ يَلْطُفُ : دَنَا يَدْنُو . قلتُ : وكأَنَّه لَحَظَ إلى قَوْلِ الفَرَزْدَقِ : .
" وللهُ أَدْنَى من وَرِيدِي وألْطَفُ وليس كما فَهِم بل مَعْناه : وأَلْطَفُ اتِّصالاً فتأَمّلْ . وقالَ ابنُ الأعرابيِّ : لَطُفَ فُلانٌ لفُلانِ يَلْطُفُ : إذا رَفَقَ لُطْفاً ويُقال : لَطَفَ اللهُ لَكَ : أَي أَوْصَلَ إِلَيْكَ مُرادَك بلُطْف ورِفْقٍ . وأَما لَطُفَ الشَّيْءُ ككَرُمَ لُطْفاً بالضَّمِّ على غير قياسِ ولَطافَةً على القياس فمَعْناه : صَغُرَ ودَقَّ فهو لَطِيفٌ يُقال : عُودٌ لَطيفٌ : إذا كانَ غيرَ جافِ . واللَّطِيفُ : صفَةٌ من صفات الله تَعالَى واسمٌ من أَسمائه ومَعْناه والله أَعْلَمُ : البَرُّ بعباده المُحْسُن إلى خَلْقه بإيصال المنافعِ إِلَيْهم برفْقٍ ولُطْفٍ . وقال أَبو عَمْرٍو : اللَّطِيفُ : الذي يُوصِلُ إليكَ أَرَبَكَ في رِفْقٍ . أَو العالِمُ بخَفايَا الأُمُور ودَقائقِها قالَ شَيْخُنا : حاصلُه قَولانِ قيل : الأَوّلُ من لَطَفَ كنَصَرَ لُطْفاً : إذا رَفَق والثاني : على أَنَّه من لَطُفَ ككَرُمَ لُطْفاً ولَطافَةً بمعنَى دَقَّ وقال الفَيُّوميُّ : إِنَّهما متقاربان . قلتُ : وقالَ ابنُ الأَثيرِ في تفْسيرِه : اللَّطِيفُ : هو الَّذي اجْتَمَعَ له الرِّفْقُ في الفعْلِ والعلْمُ بدَقائق المَصالحِ وإيصالها إلى من قَدَّرَها لَهُ من خَلْقِه قالَ االأَزْهَريُّ : واللَّطيفُ من الكَلامِ : ما غَمُضَ مَعْناهُ وخَفِيَ . واللُّطْفُ بالضَّمِّ من اللهِ تعالى : التَّوْفِيقُ والعِصْمَةُ . وبالتَّحْرِيكِ : الاسْمُ منه ظاهِرُه - كالعُباب - أَنّ اللَّطَفَ مُحَرَّكَةً : اسمٌ من لَطَف بهِ أَو لَهُ والَّذِي في اللِّسانِ وغيرِه أَنَّه اسمٌ من أَلْطَفَه بكَذا : إِذا بَرَّه بهِ ويَدُلُّ له ما أَنْشَدَه الصّاغانِيُّ لكَعْبِ بنِ زُهَيْرٍ Bه : .
ما شَرُّها بَعْدَ ما ابْيَضَّتْ مسائِحُها ... لا الوُدَّ أَعْرِفُه منها ولا اللَّطَفَا ثم إِنَّ التَحْرِيكَ في الاسْمِ هو الذي صرَّحَ به أَئِمَّةُ اللُّغَة وقد أَنْكَرَه أَبو شامَةَ في شَرْحِ الشَّقْراطِسيَّة وتَوَقَّف في سَماعِه قالَ شيخُنا : وهو منه قُصُورٌ . واللَّطَفُ : اليَسِيرُ من الطَّعامِ وغيرِه يقال : طَعِمَ طَعاماً لَطَفاً . واللَّطَفَةُ بهاءٍ : الهَدِيَّةُ يُقالُ : جاءَتْنا لَطَفَةٌ من فُلانِ كما في الصِّحاحِ وظاهر الجَوْهَرِيِّ كالمُصَنِّف أَنَّه إِنَّما يُقال : اللَّطَفَةُ بالهاءِ بمعنى الهَدِيَّةِ وقد أَطْلَقُوا اللَّطَفَ أيْضاً عليها كما قال الزَّمَخْشَرِيُّ وغيرُه وأَنشَدَ : .
" كَمَنْ لَهُ عِنْدَنا التَّكْرِيمُ واللُّطَفُ