وقد تَكُونَ ضَمِيراً مَنْصُوباً ومَجْرُوراً نحو قولِه تَعالى : " ما وَدَّعَ : رَبُّكَ وَمَا قَلَى " ونَصُّ الصِّحاحِ : وقد تَكُون ضَمِيراً للمُخاطَبِ المَجْرُورِ والمَنْصُوب كقولِك : غُلامُكَ وضَرَبَكَ زاد الصّاغانِيُّ : تُفْتَحُ للمُذَكرِّ وتُكْسَرُ للمُؤَنَّثِ للفَرْقِ . وقد تكونُ حَرْفَ معْنىً لاحِقَةً اسْمَ الإِشارَةِ ونصُّ الصِّحاحِ : وقد تَكُونُ للخِطابِ ولا موضعَ لها من الإِعْرابِ كَذِلِكَ وِتِلْكَ وأَولئكَ ورُوَيْدَكَ ؛ لأَنَّها لَيْسَتْ باسمٍ هُنا وإِنّما هي للخِطاب فقط تُفْتَحُ للمُذَكَّرِ وتُكسرُ للمُؤَنَّثِ . وتكون لاحِقَةً للضَّمِيرِ المُنْفَصِلٍ المَنْصُوبِ كإِيّاكَ وإِيّاكُما . ولا حِقَةً لبَعْضِ أَسْماءِ الأَفْعالِ كحَيَّهَلَكَ ورُوَيْدَكَ والنَّجاكَ . وتكونُ لاحِقَةً لأَرَأَيْتَ بمعَنْى أَخْبِرْنِي نحو : " أَرَأَيْتَ : َ هَذَا الذِي كَرَّمْتَ علَيَّ " وقد بُسِط معانِي الكافِ وما فِيها كُلُّه في المُغْنِي وشُرُوحِه وأَوردَ الشيخُ ابنُ مالِكٍ أَكثَرَها في التَّسْهِيل عن اللِّحْيانِيّ . وتُكافُ بضَمِّ المُثَنّاةِ الفَوْقِيّة : A بجُوزَجانَ وة أُخْرَى بنَيْسابُورَ . وكَوَّفْتُ الأَدِيمًَ تَكْوِيفاً : قَطَعْتُه ككَيَّفْتُه تَكْييفاً . وكَوَّفْتُ الكافَ : عَمِلْتُها وكَتَبْتُها . وتَكَوَّفَ الرَّمْلُ تَكَوُّفاً وكَوْفاناً بالفَتْحِ : استَدارَ وكذلِك الرَّجُلُ . وتَكَوَّفَ الرَّجُلُ : تَشَبَّهَ بالكُوفِيِّين أَو انْتَسَبَ إِلَيْهم أَو تَعصَّبَ لهُم وذَهَبَ مَذْهَبَهم .
وما يُستدركُ عليه : كَوَّفَ الشيءَ : نَحّاهُ وقِيلَ : جَمَعَه . وكَوَّفَ القومُ : أَتَوا الكُوفَةَ قالَ : .
إذا ما رَأَتْ يَوْماً مِنَ النّاسِ راكِباً ... يُبَصِّرُ من جِيرانِها ويُكَوِّفُ وقالَ يَعْقُوبُ : كَوَّفَ : صارَ إلى الكُوفَةِ . والنّاسُ في كَوْفَى من أَمْرِهِم كسَكْرى : أَي في اخْتِلاطٍ . وجمعُ الكافِ أَكْوافٌ على التَّذْكِيرِ وكافاتٌ على التَّأْنِيثِ ومن الأخِيرِ قَوْلُهم : كافاتُ الشّتاءِ سَبْعٌ . والكافُ : الرَّجُلُ المُصْلِحُ بينَ القومِ قال : .
خِضَمَّ إِذا ما جِئْتَ تَبْغِي سُيُوبَه ... وكافٌ إِذا ما الحَرْبُ شَبَّ شِهابُها والكافُ : لَقَبُ بعضِهم . والكُوفِيّةُ : ما يُلْبَسُ على الرَّأَسِ سُمِّيَتْ لاسْتدارَتِها .
ك - ه - ف .
الكَهْفُ : كالبَيْتِ المَنْقُور في الجَبلِ ج : كُهُوفٌ كذا في الصحاح أَو هو كالغَارِ كذا في النَّسَخِ وصوابُه كالمَغارِ في الجَبَلِ كما هو نَصُّ العَيْنِ إلا أَنَّه واسِعٌ فإِذا صَغُرَ فَغارٌ أَي : فالغارُ أَعَمُّ لا لأَنه خاصٌّ بغيرِ الواسِعِ كما تَوَهَّمَ قاله شيخُنا .
ومن المجازِ : الكَهْفُ : الوَزَرُ والمَلْجَأُ يُقال : هو كَهْفُ قَوْمِه : أَي مَلْجَؤهم وأُولئكَ معاقِلُهُم وكُهُوفُهم وإِلَيْهِم يَأْوِي ملْهُوفُهم كما في الأَساسِ وفي التهذيبِ : فلانٌ كهْفُ أَهْلِ الرِّيَبِ : إِذا كانُوا يلُوذُونَ به فيكُونُ وَزَراً ومَلْجأً لهم وأَنشَد الصّاغانِيُّ : .
وكنتَ لَهُمْ كَهْفاً حصِيناً وجُنَّةً ... يَؤُولُ إِلَيْها كَهْلُها وولِيدُها وقال ابنُ دُريْدٍ : الكَهْفُ زَعَمُوا السُّرْعَةُ والمَشْيُ ونصُّ الجمْهَرةِ : السُّرْعَةُ في المَشْيِ والعَدْوِ وقال : وهو فِعْلٌ مُماتٌ ومنه بِناءُ كَنْهَفَ عنّا : إِذا أَسْرعَ وقالَ مَرّةً : ومنه بِناءُ كَنْهَف وهو مَوْضِعٌ والنونُ زائِدةٌ وقد تقَدَّمَت الإشارةُ إِليه . وأَصحابُ الكَهْفِ المذْكُوُرونَ في القُرْآنِ : اخْتُلِفَ في ضَبْطِ أَسامِيهِم على خَمْسةِ أَقوالِ :