ولَقَدْ يَخْفِضُ الْمُجَاوِرُ فيهمْ ... غَيْرَ مُسْتَشْرَفٍ ولاَ مَظْلُومِ اسْتَشْرَفَ الشَّيْءَ : رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَيْهِ وبَسَطَ كَفَّهُ فَوْقَ حَاجَبِهِ كَالْمُسْتَظِلَّ مِن الشَّمْسِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ قال : ومنه قَوْلُ الحُسَيْنِ بنِ مُطَيْرٍ الأَسَدِيّ : .
" فَيَا عَجَباً للنَّاسِ يَسْتَشْرِفُونَنِيكَأَنْ لم يَرَوْا بَعْدِي مُحِبّاً ولا قَبْلِي وأَصْلُه مِن الشَّرَفِ : العُلُوّ ؛ فإنَّه يُنْظَر إِليه من مَوْضِعٍ مُرْتَفِعٍ فيكونُ أَكْثَرَ لإِدْرَاكِه وفي حديثِ الفِتَنِ : ( ومَنْ تَشْرَّفَ لها تَسْتَشْرِفَهُ فمَن وَجَدَ مَلْجَأً أَو مَعَاذاً فَلْيِعُذْ به ) منه حديثُ الأَضْحِيَهِ عن عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه : ( أُمِرْنَا أَن نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ والأُذُنَ ) : أَي نتفقدها ونتأملها أي نَتَأَمَّلَ سَلاَمَتَهَا مِن آفَةٍ بهما لِئَلاَّ يَكُونَ فِيهِمَا نَقْصٌ مِن عَوَرٍ أَو جَدْع فآفَةُ العَيْنِ العَوَرُ وآفَةُ الأُذُنِ الجَدْعُ فإذا سَلِمَتِ الأُضْحِيَةُ منهما جَارَ أَنْ يُضَحِّيَ وقيل : مَعْنَاه أَيْ نَطْلُبَهُمَا شَرِيفَيْنِ هكذا في النُّسَخِ والصَّوابُ : شَرِيفَيَنْ بِالتَّمَامِ والسَّلاَمةَ وقيل : هو مِن الشُّرْفَةِ وهو خِيَارُ المالِ أَي : أُمِرْنَا أَن نًتًخًيَّرَهُمَا .
وشَارَفَهُ مُشارَفَةً : فَاخَرَهُ في الشَّرَفِ أَيُّهما أَشْرَفُ فَشَرَفَهُ : إِذا غَلَبَهُ في الشَّرَفِ .
واسْتَشْرَفَ : انْتَصَبَ ومنه حديثُ أَبي طَلْحَةَ رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه ( أَنَّه كانَ حَسَنَ الرَّمْيِ فكان إِذا رَمَى اسْتَشْرَفَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِيَنْظُرَ إِلَى مَوْقِعِ نَبْلِهِ ) قال : .
" تَطَالَلْتُ واسْتَشْرَفْتُهُ فَرَأَيْتُهُ فقُلْتُ له : آأَنْتَ زَيْدُ الأَرَامِلِ ؟ وفَرَسٌ مُشْتَرِفٌ أَي مُشْرِفُ الْخَلْقِ . وشَرْيَفَهُ : قَطَعَ شِرْيَافَهُ .
ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه : الاشْتِرَافُ : الانْتِصَابُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ .
والتَّشْرِيفُ : الزِّيَادَةُ ومنه قَوْلُ جَرِيرٍ : .
" إذَا ما تَعَاظَمْتُم جُعُوراً فَشَرِّفُواجَحِيْشاً إِذَا آبَتْ مِنَ الصَّيْفِ عيرُهَا قال ابنُ سِيدَهُ : أَرَى أَنَّ مَعْنَاهُ : إذا عَظُمَتْ في أَعْيُنِكم هذه القَبِيلةُ مِن قبَائِلِكم فَزِيدُوا منها في جَحِيشِ هذه القَبِيلةِ القَلِيلَةِ الذَّلِيلة .
والشِّرْفَةُ : أَعْلَى الشَّيْءِ .
والشَّرَفُ : كالشُّرْفَةِ .
والجَمْعُ أَشْرَافٌ كسَبَبٍ وأَسْبَابٍ قال الأَخْطَلُ : .
" وقد أَكَلَ الْكِيرَانُ أَشْرَافَهَا الْعُلَىوأُبْقِيَتِ الأَلْوَاحُ والْعَصَبُ السُّمْرُ قال ابنُ بُزُرْجَ : قالُوا : لك الشُّرْفَةُ في فُؤَادِي علَى النَّاسِ .
وأَشْرَفَ علَى الشَّيْءِ كتَشَرَّف عيه .
ونَاقَةٌ شَرْفَاءُ : شُرَافِيَّةٌ .
وضَبٌّ شٌرَافِيٌّ : ضَخْمٌ الأُذُنَيْنِ جَسِيمٌ ويَرْبُوعٌ شُرَافِيٌّ : كذلك قال : .
وإنِّي لأَصْطَادُ الْيَرَابِيعَ كُلَّهَا ... شُرَافِيَّهَا والتَّدْمُرِيَّ الْمُقَصَّعَا وأَشْرَفَ لك الشَّيْءِ : أَمْكَنَكَ .
وشَارَفَ الشَّيْءَ : دَنَا منه وقَارَبَ أَنْ يَظْفَرَ به وفيل : تَطَلَّعَ إلَيْهِ وحَدَّثَتْهُ نَفْسُه بهِ وتَوَقَّعَهُ .
ومنه : فُلانٌ يتَشَرَّفُ إِبِلَ فُلانٍ أَي : يَتَعَيَّنُهَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ .
وشَارَفُوهُمْ : أَشْرَفُوا عليهم .
والإِشْرَافُ : الحِرْصُ والتَّهَالُكُ ومنه الحديِثُ : ( مَنْ أَخَذَ الدُّنْيَا بإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ له فيها ) وقال الشاعر : .
" لَقَدْ عَلِمْتُ ومَا الإِشْرَافُ مِنْ طَمَعِيأَنَّ الذي هُوَ رِزْقي سَوْفَ يَأْتِينِي ونُهْبَةٌ ذَاتُ شَرَفٍ : أَي ذَاتُ قَدْرٍ وقِيمَةٍ ورِفْعَةٍ يَرْفَعُ النَّاسُ أَبْصَارَهم إليها ويَسْتَشْرِفُونَهَا ويُرْوَي بالسِّينِ وقد أَشَارَ له المُصَنِّفُ في ( س ر ف ) .
واشْتَسْرَفَ إِبِلَهم : تَعَيَّنَها لِيُصِيبَها بالعَيْنِ .
ودَنٌّ شَارِفٌ : قَدِيمُ الخَمْرِ قال الأَخْطَلُ : .
سُلاَفَةٌ حَصَلَتْ مِنْ شَارِفٍ حَلِقٍ ... كَأَنَّمَا فَارَ منها أَبْجَرٌ نَعِرُ