ونَقَلَ شيخُنَا عن تَوْشيحِ الجَلالِ إنَّه يُقَالُ للذَّكَرِ أَيضاً وفي حديثِ عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه : ( أَصَبْتُ شَارِفاً مِن مَغْنَمِ بَدْرٍ وأَعْطَانِي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شارفاً فأَنَخْتُهُمَا ببابِ رَجُلٍ مِن الأَنْصَارِ وحَمْزَةُ في البَيْتِ ومعه قَيْنَةٌ تُغَنِّيهِ : .
أَلاَ يَا حَمْزُ لِلشُّرُفِ النِّوَاءِ ... فَهُنَّ مُعَقَّلاَتٌ بِالْفِنَاءِ .
ضَعِ السِّكِّينَ في اللَّبَاتِ منها ... وضَرِّجْهُنَّ حَمْزَةُ بالدِّماءِ .
وعَجِّلْ مِن أَطَايِبِها لشَرْبٍ ... طَعاماً مِن قَدِيدٍ أَو شِوَاءِ فخَرَجَ إِليهما فجَبَّ أَسْنِمَتَها وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا وأَخَذَ أَكْبَادَهُمَا فنَظَرْتُ إلى مَنْظَرٍ أَفْظَعَنِى فانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم فخَرَجَ ومعه زَيْدُ بنُ حَارِثَةَ رَضِيَ اللهُ عنه حتى وَقَفَ عليه وتَغَيَّظَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِليه وقال : هَل أَنْتُمْ إِلاَّ عَبيدُ آبَائِي ؟ فرَجَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم يُقَهْقِرُ قال ابنُ الأَثِيرِ : هي جَمْعُ شَارِفٍ وتُضَمُّ رَاؤُهَا وتُسَكَّن تَخْفِيفاً ويُرْوَي : ذا الشَّرَفِ بفَتْحِ الرَّاءِ والشِّينِ أَي : ذا العَلاءِ والرِّفْعَةِ .
وفي الحديث : ( أتَتْكُمُ ) كما هو نَصُّ العُبابِ والرِّوَايَةُ : ( إِذا كَانَ كَذَا وكَذَا أَنَي أَنْ تَخْرُجَ بكُمُ الشُّرُفُ الجُونُ بضَمَّتْيْنُ أَي : الْفِتَنْ المُظْلِمَةُ وهو تَفْسِيرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم حين سُئِل : وما الشُّرُفُ الجُونُ بيا رَسُولَ اللهِ ؟ قال : ( فِتَنٌ كقِطْعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ ) .
وقال أبو بكرٍ : الشُّرْفُ : جَمْعُ شَارِفٍ وهي النَّاقَةُ الهَرِمَةُ شَبَّهَ الفِتَنَ في اتِّصالِهَا وامْتِدَادِ أَوْقَاتِهَا بالنُّوقِ المُسِنَّةِ السُّودِ والجُونُ : السُّودُ قال ابنُ الأَثِيرِ : هكذا يُرْوَي بسُكُونِ الرَّاءِ وهو جَمْعٌ قَلِيلٌ في جَمْعِ فاعِلٍ لم يَرِدْ إلا في أسْمَاءٍ مَعْدُودَةٍ ويُرْوَي : ( الشُّرْقُ الْجُونُ ) بِالْقَافِ جَمْعُ شَارِقٍ أي : الْفِتَنُ الطَّالِعَةُ مِن نَاحِيَةِ المَشْرِقِ نَادِرٌ لم يَأْتِ مِثْلُه إِلا أَحْرُفٌ مَعْدُودَةٌ مِثْل بَازلٍ وبُزْلٍ وحَائلٍ وحُولٍ وعَائِذٍ وعُوذٍ وعَائِطٍ وعُوطٍ .
والشُّرْفُ أيْضاً مِن الأبْنِيَةِ : مَا لَها شُرَفٌ الْوَاحِدَةُ شَرْفَاءُ كحَمْرَاءَ وحُمْرٍ ومنه حديثُ ابنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما : ( أُمِرْنَا أَنْ نَبْنِيَ المَسَاجِدَ جُمّاً والمَدَائِنَ شُرْفاً ) وفي النِّهَايَةِ : أَرادَ بالشُّرْفِ التي طُوِّلَتْ أَبْنِيَتُهَا بالشُّرَفِ الوَاحِدَةُ شُرْفَةٌ .
والشَّارُوف : جَبَلٌ قال الجَوْهَرِيُّ : مُوَلَّدٌ .
قال : والْمِكْنَسَةُ تُسَمَّى شَارُوفاً وهو مُعَرَّبُ جَارُوبْ وأَصْلُه جَاي رُوبْ أَي كَانِسُ المَوْضِعِ . شَرَافِ كَقَطَامِ : ع بَيْنَ راقِصَةَ والفَرْعَاءِ أَو مَاءٌ لِبَنِي أَسَدٍ ومنه حديثُ ابنِ مَسْعُودٍ رضي الله عَنْه : ( يُوشِك أَن لا يَكُونَ بَيْنَ شَرَافِ وأَرْضِ كذا وكذا جَمَّاءُ ولا ذَاتُ قرَْنٍ قيل : وكيف ذاك ؟ قال ) يكونُ النَّاسُ صُلاَمَاتٍ يَضْرِبُ بَعْضُهُم رِقَابَ بَعْضٍ وقال المُثَقِّبُ العَبْدِيُّ : .
مَرَرْنَ عَلَى شَرَافِ فَذَاتِ رَجْلٍ ... ونَكَّبْنَ الذَّرَانِحَ بِالْيَمِينَ وبِنَاؤُه علَى الكَسْرِ هو قَوْلُ الأَصْمَعِيِّ وأَجْراهُ غيرُه مُجْرَى ما لا يَنْصَرِفُ مِن الأَسْمَاءِ أَو هو : جَبَلٌ عَالٍ أَو يُصْرَفُ منه قَوْلُ الشَّمَّاخِ : .
مَرَّتْ بنَعْفَىْ شَرَافٍ وهيْ عَاصِفَةٌ ... تَخْدِى علَى يَسَرَاتٍ غَيْرِ أَعْصَالِ أو هو كَكِتَابٍ مَمْنُوعاً من الصَّرْفِ فصار فيه ثَلاثُ لُغَاتٍ . شُرَافٌ كَغُرَابٍ مَاءٌ غيرُ الذي ذُكِرَ