لِحَيْنِي والبَلاءِ لَقِيتُ ظُهْراً ... بأعْلَى النَّقْعِ أُخْتَ بَنِي تَميمِ والنَّقْعُ : الأرْضُ الحُرَّةُ الطِّينِ لَيْسَ فِيها ارْتِفَاعٌ ولا انْهِباطٌ ومنْهُم منْ خَصَّصَ فقالَ : الّتِي يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ وقيلَ : هُوَ ما ارْتَفَعَ من الأرْضِ ج : نِقَاعٌ وأنْقُعٌ كجِبالٍ وأجْبُلٍ هكذا في سائِرِ الأُصُولِ والأوْلَى كبِحَارٍ وأبْحُرٍ كما في الصِّحاحِ والعُبَابِ واللِّسَانِ لأنَّ واحِدَ الجِبالِ بالتَّحْريكِ فلا يُطَابِقُ ما هُنَا فتأمَّلْ .
وقيلَ : النَّقْعُ منَ الأرْضِ : القاعُ كالنَّقْعاءِ أي في مَعْنَى القاعِ يُمْسِكُ الماءَ وفي الأرْضِ الحُرَّةِ الطِّينِ المُسْتَوِيَةِ لَيْسَتْ فيها حُزُونَةٌ ج : تِفاعٌ كجِبالٍ هكذا بالجيمِ ولو كانَ بالحاءِ يَكُونُ جَمْعَ حَبْلٍ بالفَتْحِ وهُوَ أحْسَنُ قالَ مُزَاحِمٌ العُقَيْلِي في النِّقَاعِ بمَعْنَى قِيعانِ الأرْضِ : .
يَسُوفُ بأنْفَيْهِ النِّقَاعَ كأنَّهُ ... عنِ الرَّوْضِ منْ فَرْطِ النَّشاطِ كعِيمُ وفي المَثَلِ : الرَّشْفُ أنْقَعُ أي : أقْطَعُ للعَطَشِ والمَعْنَى : أنَّ الشَّرابَ الّذِي يُتَرَشَّفُ قَليلا أقْطَعُ للعَطَشِ وأنْجَعُ وإنْ كانَ فيهِ بُطءٌ يُضَرَبُ في تَرْكِ العَجَلَةِ كما في العُبابِ .
ويُقَالُ : سُمٌّ ناقِعٌ قاتِلٌ منْ نَقَعَه : إذا قَتَلَه وقالَ أبو نَصْرٍ أي : ثابِتٌ مُجْتَمِعٌ منْ نَقَعَ الماءُ إذا اجْتَمَعَ قالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ : .
فبِتُّ كأنِّي ساوَرَتْني ضَئيلَةٌ ... منَ الرُّقْشِ في أنْيَابِها السّمُ ناقِعُ ودَمٌ ناقِعٌ : طَرِيٌّ أنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للشاعِرِ وهو قَسامُ بنُ روَاحَةَ السِّنْبِسِيُّ : .
وما زالَ منْ قَتْلَى رِزاحٍ بعَالِجٍ ... دَمٌ ناقِعٌ أو جاسِدٌ غيرُ ماصِحِ قالَ أبو سَعيدٍ : يُرِيدُ بالنّاقِعِ الطَّرِيَّ وبالجَاسِدِ : القَدِيمَ .
وماءٌ ناقِعٌ ونَقِيعٌ : ناجِعٌ يَقْطَعُ العَطَشَ ويُذْهِبُه ويُسَكِّنُه و الّذِي في الصِّحاحِ : ماءٌ ناقِعٌ : ناجِعٌ وقالَ قَبْلَ ذلكَ : والنَّقِيعُ أيْضاً : الماءُ النّاقِعُ فهو أرادَ بذلكَ المُجْتَمِعَ في عِدٍّ أو غَدِيرٍ وظَنَّ المُصَنِّف أنه أرادَ بهِ النّاجِعَ وليسَ كذلكَ فتأمَّلْ .
ونُقاعَةُ كُلِّ شَيءٍ بالضَّمِّ : الماءُ الّذِي يُنْقَعُ فيهِ كنُقَاعَةِ الحِنَّاءِ قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ ومنْهُ الحَدِيثُ في صِفَةِ بِئْرِ ذَرْوَانَ وكأنَّ ماءَهَا نُقَاعَةُ الحِنّاءِ وكأنَّ نَخْلَهَا رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ وقالَ الشّاعِرُ : .
بهِ منْ نِضاخِ الشَّوْلِ رَدْعٌ كأنَّهُ ... نُقَاعَةُ حِنّاءٍ بماءِ الصَّنَوْبَرِ ويُقَالُ : ما نَقَعْتُ بخَبَرِه نُقُوعاً بالضَّمِّ : أي : ما عُجْتُ بكَلامِهِ ولمْ أُصَدِّقْهُ وقِيلَ : لَمْ اشْتَفِ بهِ يُسْتَعْمَلُ في الخَيْرِ وفي الشَّرِّ قالَهُ الأصْمَعِيَّ .
والنَّقْعَاءُ : ع خَلْفَ المَدِينَةِ على ساكنها أفضلُ الصلاة والسلام عِنْدَ النَّقِيعِ منْ دِيارِ مُزَيْنَةَ وكانَت طَرِيقَ رسولِ اللهِ A في غَزْوِهِ بَنِي المُصْطَلِقِ .
ونَقْعاءُ : ة لبَنِي مالِكِ بنِ عَمْروٍ كما في العُبابِ وفي المُعْجَمِ : مَوْضِعٌ من دِيارِ طَيِّيءٍ بنَجْد .
وسَمَّى كُثَيِّرُ عَزَّةَ الشّاعرُ مَرْجَ راهِطٍ : نَقْعاءَ راهطٍ في قَوْلِه يَمْدَحُ عَبْدَ المَلِكِ بنَ مَرْوانَ : .
أبُوكَ تَلاقَى يَوْمَ نَقْعَاءِ راهِطٍ ... بنِي عَبْدِ شَمْسِ وهْيَ تُنْفَى وتُقْتَلُ والنَّقّاعُ كشَدّادٍ : المُتَكَثِّرُ بما لَيْسَ عنْدَه منْ مَدْحِ نَفْسِه بالشَّجَاعَةِ والسَّخاءِ وما أشْبَهَهُ منَ الفَضَائِلِ قالَهُ ابنُ دُرَيدٍ .
وقالَ الأصْمَعِيُّ : النَّقُوعُ كصَبُورٍ : صِبْغٌ يُجْعَلُ فيهِ منْ أفْواهِ الطِّيبِ يُقَالُ : صَبَغَ ثَوْبَه بنَقُوعٍ