والذَّكَرُ ضِبْعانٌ بالكَسْر لا يكون بالألفِ والنونِ إلاّ للمُذَكَّر تقول : كأنّه ضِبْعانٌ أَمْدَر بل هو منه أَغْدَر وفي حديثِ قِصّةِ إبراهيمَ عليه السلام وشَفاعَتِه لأبيه يومَ القيامةِ قال : فَيَمْسَخُه اللهُ ضِبْعاناً أَمْدَرَ . ويُروى : أَمْجَر وقد تقدّم في الراءِ والأُنثى ضِبْعانَةٌ كما في الصحاح وأَنْكَره ابنُ بَرِّيّ في أماليه وقال : ضِبْعانَةٌ غيرُ معروفٍ يقال في المؤنثِ أيضاً : ضَبُعَةٌ عن ابْن عَبَّادٍ في المُحيط . قال : وتُجمَعُ على الضُّبْعِ أو لا يقال : ضَبْعَةٌ ؛ لأنّ الذَّكَرَ ضِبْعانٌ كما في الصحاح ج : ضَبَاعِينُ كسِرْحانٍ وسَراحين وكان أبو حاتمٍ يُنكِرُ الضَّبَاعِين وضِباعٌ وهذا الجمعُ للذكَرِ والأُنثى وضِبْعاناتٌ بكسرِهما وأنشدَ الليثُ : .
وبُهْلولاً وشِيعَتُه تَرَكْنا ... لضِبْعاناتِ مَعْقُلَةٍ مَنابا كما يقال : فلانٌ من رِجالاتِ العربِ ولم يُرِد التأنيثِ . قال : وقلتُ للخليلِ : الضَّبْعانُ ذَكَرٌ فكيف جُمِعَ على ضِبْعاناتٍ فقال : كلّما اضْطُرُّوا إلى جَمعٍ فصَعُبَ أو اسْتَقبَحوه ذهبوا به إلى هذه الجماعةِ يقولون : هذا حَمامٌ فإذا جمَعوا قالوا : حمامات ويقولون : فلانٌ من رِجالات الناسِ . وقال أبو لَيْلَى : الحَمام الكَثير والحماماتُ أدنى العَددِ . وهي سَبُعٌ كالذئبِ إلاّ إذا جرى كأنّه أَعْرَج فلِذا سُمِّي الضَّبُعُ العَرْجاءَ . من الخَواصِّ : أنّ مَن أَمْسَكَ بيَدِه حَنْظَلةً فرَّتْ منه الضِّباعُ . ومَن أمسكَ أسنانَها معه لم تَنْبَحْ عليه الكلابُ . وجِلْدُها إنْ شُدَّ على بَطْنِ حاملٍ لم تُسقِط الجَنينَ وإن جُلِّدَ به مِكْيالٌ وكِيلَ به البَذْرُ أَمِنَ الزرعُ مِن آفاتِه التي تُصيبُه . والاكتِحالُ بمَرارَتِها يُحِدُّ البَصرَ . يقال : سَيْلٌ جارُّ الضَّبُعِ أي شديدُ المطرِ ؛ لأنّ سَيْلَه يُخرِجُها من وِجارِها . وفي حديثِ الحَجّاج : وجِئْتُكَ في مِثلِ جارِّ الضَّبُعِ . أي في المطرِ الشديد . وإنّما قيل : دَلْجَةُ الضَّبُعِ لأنّها تدورُ إلى نِصفِ الليل كما في العُباب . والضَّبُع كرَجُلٍ : السَّنَةُ المُجدِبة المُهلِكةُ الشديدة مُؤَنَّث وفي حديثِ أبي ذَرٍّ قال رجلٌ : يا رسولَ الله أَكَلَتْنا الضَّبُعُ فَدَعَا لهم . وهو مَجاز وأنشدَ الجَوْهَرِيّ للشاعرِ - وهو العبّاسُ بنُ مِرْداسٍ رَضِيَ الله عنه يخاطبُ أبا خُراشَةَ خُفافَ بنَ نَدْبَةَ رَضِيَ الله عنه - : .
أبا خُراشَةَ أمّا أنتَ ذا نَفَرٍ ... فإنَّ قَوْمِيَ لم تَأْكُلْهُم الضَّبُعُ هذه روايةُ سيبويه وفي شِعرِه إمّا كنتَ قاله الصَّاغانِيّ وقال الأَزْهَرِيّ : الكلامُ الفَصيحُ في إمّا وأمّا : أنّه بكَسرِ الألفِ في إمّا إذا كان ما بعدَه فِعْلاً وإن كان ما بعدَه اسماً فإنّك تَفْتَحُ الألِفَ من أمَّا رواه سيبويه بفتحِ الهمزةِ ومعناه أنّ قومَكَ ليسوا بأَذِلاّءَ فَتَأْكُلُهم الضَّبُعُ ويعد عليهم السَّبُعُ وقد رُوِيَ هذا البيتُ لمالِكِ بنِ رَبيعةَ العامريِّ ورُوِيَ أبا خُباشَةَ يقولُه لأبي خُباشَةَ عامرِ بنِ كعبِ بنِ عَبْد الله بن أبي بَكْرِ بنِ كِلابٍ . وقال ابنُ الأثير : الضَّبُع في الأصلِ حَيَوَانٌ والعربُ تَكْنِي به عن سَنَةِ الجَدْبِ . ضَبُعَ بلا لامٍ : ع وأنشدَ أبو حنيفةَ : .
حَوَّزَها من عَقِبٍ إلى ضَبُعْ ... في ذَنَبَانٍ ويَبِيسٍ مُنْقَفِعْ قال الصَّاغانِيّ : انشدَه الأَصْمَعِيّ لأبي محمد الفَقْعَسيِّ وهو لعُكَّاشَةَ بن أبي مَسْعَدة السَّعْديِّ ولأبي محمد أُرْجوزَةٌ عَيْنِيَّةٌ وليس ما أنشدَه فيها : .
ترَبَّعَتْ من بينِ داراتِ القِنَعْ ... بينَ لِوى الأَمْعَزِ منها وضَبُعْ