أي : اليومُ يَوْمُ هَلاكِ اللِّئامِ . وفي حديثِ ثَقيفٍ : قالتْ عجوزٌ منهم : أَسْلَمَها الرُّضَّاعَ وتركوا المِصَاعَ . أي اللِّئام والمِصَاع : المُضارَبَةُ بالسيفِ والاسمُ : الرَّضَع مُحرّكةً وككَتِفٍ . قال اليَماميُّ : الرَّاضِع : اللئيمُ الذي رَضَعَ اللؤْمَ من ثَدْيِ أمِّه يريدُ أنّه وُلِدَ في اللؤْم . وهو مَجاز . قيل : الرّاضِع : الرّاعي الذي لا يُمسِكُ معه مِحْلَباً فإذا سُئِلَ اللبَنَ اعتلَّ بذلك أي بأنّه لا مِحلَبَ له وإذا أرادَ الشُّربَ رَضَعَ حَلُوبَتَه . قيل : اللئيمُ الرّاضِع : مَن يأكلُ الخُلاَلَةَ من بَيْنِ أَسْنَانِه لُؤْماً لئلاّ يَفوتَهُ شيءٌ . قال ابنُ عَبّادٍ : اللئيمُ الرّاضِع : مَن يَرْضَعُ الناسَ أي يَسْأَلُهم . قلتُ : وبه فَسَّرَ ابْن الأَعْرابِيّ قَوْلَ جَريرٍ : .
ويَرْضَعُ مَن لاقى وإنْ يَرَ مُقْعَداً ... يَقودُ بأَعْمى فالفَرَزْدَقُ سائِلُهْ قال : أي يَسْتَعْطيه ويطلبُ منه أي لو رأى هذا لَسَأَلَه . وهذا لا يكون ؛ لأنّ المُقعَدَ لا يَقْدِرُ أن يقومَ فيقودَ الأعمى . وفي الأساس وتَقُولُ : استعِذُ باللهِ مِنَ الرَّضاعةَ كما تَستعيذُ به مِنَ الضَّراعَة . ونَقَل ابن الأثيرِ أيضاً مثل ذلك . وفي الصِّحاح : قَوْلَهَم : لئيمٌ راضعٌ أَصلهُ زعموا أنَّ رجلاً كانَ يَرْضَعُ إبلَهُ ولا يَحْتلُبُها لئلا يُسمعَ صَوْتُ حَلْبهِ فَيُطْلَبَ منه . وقالَ ابنُ دُرَيدْ : كان هذا في الحدِيثِ في العمالِقَةِ فَكَثُرَ حتَّى صارَ كُلُ لئيم رَاضِعاً فَقلَ ذلك الفِعْلَ أو لمْ يَفْعَلْ . قالَ وأَصْلُ الحديثِ أنَّ رَجُلاً مِنَ العَمالِيقِ طَرَقَهُ ضَيِفٌ لَيلاً فَمضَّ ضِرْعَ شَاتِه لئلا يَسْمَعَ الضَّيفُ صَوْتَ الشَّخَبِ . قال : والرَّضاعَة : كَسَحَابةٍ : اسمُ الدَّبُور أو رِيحٌ بَيْنَها وبَيْنَ الجَنوبِ وذلك لأنّها إذا هَبَّتْ على اللِّقاحِ رَضَعَتْ أَلْبَانُها أي قَلَّت وهو مَجاز . قال : والرِّضْع بالكَسْر : شجَرٌ تَرْعَاهُ الإبلُ كما في العُباب . تقول : هذا رَضيعُكَ أي أخوكَ من الرَّضاعةِ بالفَتْح كما في الصحاح كما تقول : أَكيلُكَ قال الأعْشى : .
رَضيعَيْ لِبَانٍ ثَدْيَ أمٍّ تَقاسَما ... بأَسْحَمَ داجٍ عَوْضُ لا نَتَفَرَّقُ قال ابْن الأَعْرابِيّ : الرَّضَع مُحرّكةً : صِغارُ النَّحْل واحدِتُها رَضَعَة كالرَّصَع بالصاد وقد تقدّم عن الأَزْهَرِيّ أنّه بالصادِ المهملة تَصحيفٌ . وأَرْضَعَتِ المرأةُ فهي مُرْضِعٌ أي لها ولَدٌ تُرضِعُه ومنه قولُ امرئِ القَيسِ : .
فمِثلِكِ حُبْلى قد طَرَقْتُ ومُرْضِعٍ ... فَأَلْهَيْتُها عن ذي تَمائمَ مُحْوِلِ