عَظَّتْهُ الحَرْبُ كعَضَّتْهُ عن اللَّيْثِ . وأَنْكَرَ المُفَضَّل بنُ سَلَمَةَ عَظَّتْهُ الحَرْبُ بالظَّاءِ . وقال ابنُ فارس : فإِنْ صَحَّ فلَعَلَّه يَكُونُ من بابِ الإِبْدَالِ . وقال بَعْضُهُم : العَظُّ من الشِّدَّةِ في الحَرْبِ كأَنَّهُ من عَضِّ الحَربِ إِيّاه ولكِنْ يُفْرَقُ بَيْنَهُمَا كما يُفْرَقُ بَيْنَ الدَّعْثِ والدَّعْظِ لاخْتِلافِ الوَضْعَيْنِ .
ونَقَلَ شَيْخُنَا عَنْ بَعْضِ فُقَهاءِ اللُّغَةِ : كُلُّ عَضٍّ بالأَسْنَانِ فهُوَ بالضّادِ وما لَيْسَ بِها كعَظِّ الزَّمَانِ فهو بالظَّاءِ . وقالَ ابنُ السِّيد في كِتَاب الفَرْقِ : العَضُّ والعَظُّ : شِدَّةُ الحَرْبِ أَو شِدَّةُ الزَّمانِ ولا تُسْتَعْمَلُ الظّاءُ في غَيْرِهِما قال الفَرَزْدَقُ : وعَظُّ زَمانٍ يا ابْنَ مَرْوَانَ لَمْ يَدَعْ مِن المَالِ إِلاّ مُسْحَتٌ أَوْ مُجَلَّفُ وقَال شَمِرٌ : عَظَّ فُلاناً بالأَرْضِ إِذا أَلْزَقَهُ بِهَا فهو مَعْظُوظٌ بالأَرْضِ .
وعَظْعَظَ السَّهْمُ عَظْعَظَةً وعِظْعَاظاً بالكَسْرِ إِذا ارْتَعَشَ في مُضِيِّهِ والْتَوَى وقِيلَ : مَرَّ مُضْطَرِباً ولَمْ يَقْصِدْ . قال رُؤْبَة - ويُرْوَى لِلْعَجاج - : .
لَمّا رَأَوْنا عَظْعَظَتْ عِظْعَاظاً ... نَبْلُهُمُ وصَدَّقُوا الوَعَّاظا عَظْعَظَ الجَبَانُ عَظْعَظَةً : نَكَصَ عَنْ مُقَاتِلِهِ ورَجَعَ وحَادَ عَنْهُ مَأْخُوذٌ من عَظْعَظَة السَّهْمِ .
وعَظْعَظَ في الجَبَل : صَعَّدَ عن أَبِي عَمْرٍو وكَذلِكَ عَضْعَضَ وبَرْقَط وبَقَّطَ وعَنَّتَ .
وعَظْعَظَتِ الدَّابَّةُ عَظْعَظَةً إِذا حَرَّكَتْ ذَنَبَهَا ومَشَتْ في ضِيقٍ مِنْ نَفْسِها عن ابنِ عَبّادٍ .
وقال أَبُو سَعِيدٍ : المُعَاظَّةُ والمُعاضَّةُ وَاحِدٌ إِلاّ أَنَّهُمْ فَرَقُوا بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ كَما فَرَقُوا بَيْنَ المَعْنَيَيْنِ .
والعِظَاظُ بالكَسْرِ : شِدَّةُ المُكَاوَحَةِ وهُوَ شَبِيهٌ بالمِظَاظِ : يُقَالُ : عَاظَّهُ وماظة عِظَاظاً ومِظَاظاً : إِذا لاَحَاهْ ولاَجَّهُ وهو المَشَقَّةُ والشِّدَّةُ في الحَرْبِ كالعَظَّةِ والمُعَاظَّةِ قال : .
أَخُو ثِقَةٍ إِذَا فَتَّشْتَ عَنْهُ ... بَصِيرٌ في الكَرِيهَةِ والعِظَاظِ ومِنَ الأَمْثَالِ السّائرَةِ قَوْلُهُمْ : لا تَعِظِينِي وتَعَظْعَظِي أَي لا تُوصِينِي وأَوْصِي نَفْسَكِ . قالَ الجَوْهَرِيّ : وهذا الحَرفُ هكَذَا جاءَ عَنْهُم فيمَا ذَكَرَهُ أَبُو عُبَيْدٍ . قُلْتُ : أَي عن الأَصْمَعِيّ في ادِّعاءِ الرَّجُلِ عِلْماً لا يُحْسِنُهُ أَو الصَّوابُ ضَمُّ أَوَّلِ الثّانِيَةِ ونَصُّ الصّحاحِ : وأَنا أَظُنَّهُ : وتُعَظْعِظِى بضَمَّ التّاءِ أَي لا يَكُنْ مِنْكِ أَمْرٌ بالصّلاح وأَنْ تَفْسُدِي أَنْتِ في نَفْسِكِ كما قالَ المُتَوَكِّلُ اللَّيْثِيّ كما في العُبَابِ - ويُرْوَى لأَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيّ - : .
لا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وتَأْتِيَ مِثْلَهُ ... عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ قال : فَيَكُونُ من عَظْعَظَ السَّهْمُ : إِذا الْتَوَى واعْوَجَّ . يَقُولُ : كَيْفَ تَأْمُرِينَنِي بالاسْتِقامَةِ وأَنْتِ تَتَعَوَّجِين . قُلْتُ : ووَجَدْتُ بخَطِّ أَبِي زَكَرِيّا قال الهَرَوِيُّ : قَوْلُ الجَوْهَرِيّ علَى ما فَسَّرَهُ خَطَأٌ لأَنَّ تُعَظْعِظِي المَضْمُومُ التَّاءِ على ما ظَنَّهُ وفَسَّرَهُ خَبَرٌ يَلْزَمُه النُّون كما قالَ : أَنْتِ تَتَعَوَّجِينَ فجاءَ بالنَّونِ لَمّا كانَ خَبَراً وإِنَّمَا النُّونُ مَحْذُوفَةٌ مِنْ تَعَظْعَظ المَفْتُوحَة التاءِ لأَنَّهُ أَمْرٌ ومَعْنَاهُ : كُفِّي وارْتَدِعِي عن وَعْظِكِ إِيّاي . انتَهَى