وقَدْ أُوقِرْنَ من رَنْدٍ وقُسْطٍ ... ومِنْ مِسْكٍ أَحَمَّ ومِنْ سِلاَحِ وفي حَدِيثِ أُمِّ عَطِيَّةَ : " لا تَمَسّ طِيباً إِلاّ نُبْذَةً من قُسْطٍ وأَظْفَارٍ " قال ابنُ الأَثِير : هو ضَرْبٌ من الطِّيبِ وقِيلَ : هو العُودُ وقال غَيْرُه : هو عَقّارٌ مَعْرُوفٌ طَيِّبُ الرِّيحِ تَتَبَخَّر به النُّفَسَاءُ والأَطْفَالُ . قال ابنُ الأَثِير : وهو أَشْبَه بالحَدِيثِ لأَنَّه أَضَافَه إِلى الأَظْفَارِ . وفي حَدِيثٍ آخَرَ : " إِنَّ خَيْرَ ما تَدَاوَيْتُم به الحِجَامَةُ والقُسْطُ البَحْرِيُّ " . وقال البَدْرُ مُظَفَّرُ ابن قاضِي بَعْلَبَكَّ في كِتَابِه سُرور النَّفْس : العُودُ : خَشبٌ يَأْتِي من قِمَارَ ومن الهِنْد ومن مَواضِعَ أَخَر وأَجْوَدُه القِمَارِيُّ الرَّزِينُ الأَسْوَدُ اللَّوْنِ الذَّكِيُّ الرَّائِحَةِ الذّائبُ إِذا أُلْقِيَ على النّارِ الرّاسِبُ في الماءِ ومِزَاجُه حارٌّ يابِسٌ في الثّانِيَةِ . انْتَهَى . وهو مُدِرٌّ نافِعٌ للكَبِدِ جَدّاً والمَغَص والدُّودِ وحُمَّى الرِّبْعِ شُرْباً وللزُّكامِ والنَّزَلاتِ والوَباءِ بُخُوراً وللبَهَقِ والكَلَفِ طِلاءٍ ويَحْبِسُ البَطْنَ ويَطْرُدُ الرِّيَاحَ ويُقَوِّي المَعِدَةَ والقَلْبَ ويُوجِبُ اللَّذَّة . ويَدْخُل في أَصْنَافٍ كَثِيرَةٍ من الطِّيبِ وهو أَحْسَنُ الطِّيبِ رائِحَةً عند التَّبَخُّر . والقَسَطُ بالتَّحْرِيكِ : يُبْسٌ في العُنُقِ يُقَال : عُنُقٌ قَسْطاءُ من أَعْنَاقٍ قِساطٍ قال رُؤْبَةُ : .
حَتَىّ رَضُوا بالذُّلِّ والإيهاطِ ... وضَرْبِ أَعْناقِهم القِساطِ وفي الصّحاحِ : القَسَطُ : انْتِصَابٌ في رِجْلَيِ الدَّابَّةِ وذلِك عَيْبٌ لأَنَّهُ يُسْتَحَبُّ فِيهما الانْحِنَاءُ والتَّوْتِيرُ يُقَال : فَرَسٌ أَقْسَطُ بيِّنُ القَسَط . وجَعَلَ ابنُ سِيدَه الانْتِصَابِ المَذْكُورَ ضَعْفاً قال : وهُوَ من العُيُوبِ الَّتِي تَكُونُ خِلْقةً . وقال غيرُه : القَسَطُ في البَعِيرِ : أَنْ يَكُونَ يَابِسَ الرِّجْلَيْنِ خِلْقةً وهو الأَقْسَط والنّاقَةُ قَسْطَاءُ نقله أَبُو عُبَيْدٍ عن العَدَبَّسِ . وقِيل : الأَقْسَطُ من الإِبِلِ : الَّذِي في عَصَبِ قَوَائِمِه يُبْسٌ خِلْقةً وفي الخَيْلِ : قِصَرُ الفَخِذِ والوَظِيفِ انْتِصَابُ السّاقَيْنِ . وقال أَبُو عَمْرٍو : قَسِطَتْ عِظَامُه كسَمِعَ قُسُوطاً إِذا يَبِسَتْ من الهُزَالِ وأَنشد : .
أَعْطَاهُ عُوْداً قاسِطاً عِظَامُه ... وهَوَ يَبْكِي أَسَفاً ويَنْتَحِبْ فهو أَقْسَطُ ورِجْلٌ قَسْطاءُ : مُعَوَّجَةٌ وفي التَّهْذِيبِ : الرِّجْلُ القَسْطَاءُ : في سَاقِهَا اعْوِجَاجٌ حَتَّى تَتَنَحَّى القَدَمانِ ويَنْضَمَّ السّاقَان قال : والقَسَطُ : خِلافُ الحَنَفِ . وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ والأَصْمَعِيُّ : في رِجْلِه قَسَطٌ وهو أَن تكُونَ الرِّجْلُ مَلْسَاءَ الأَسْفَلِ كأَنَّها مَالَجٌ . وقيل : القَسَطُ : يُبْسٌ يَكُونُ في الرِّجْلِ والرَّأْسِ والرُّكْبَةِ . يُقال : رُكْبَةٌ قَسْطاءُ إِذا يَبِسَتْ وغَلُظَتْ حتَّى لا تَكاد تَنْقبِضُ من يُبْسِها ج : قُسْطٌ بالضَّمِّ . وقاسِطُ بنُ هِنْب بنِ أَفْصَى بنِ دُعْمِيِّ بنِ جَدِيَلَةَ بنِ أَسَدِ بنِ رَبِيعَةَ : أَبُو حَيٍّ من العَرَبِ . وقَسَطَ يَقْسِطُ من حَدِّ ضَرَبَ قَسْطاً بالفَتْحِ وقُسُوطاً بالضَّمِّ : جارَ وعَدَلَ عن الحَقِّ وهو عَطْفُ تَفْسِيرٍ لأَنَّ العَدْلَ عن الحَقِّ هو الجَوْرُ ونَقَلَه الجَوْهَرِيُّ هكذَا واقْتَصَرَ على ذِكْرِ المَصْدَرِ الأَخِيرِ ففي العَدْلِ لُغَتَانِ : قَسَطَ وأَقْسَطَ وفي الجَوْر لغةٌ واحِدَةٌ قَسَطَ بغيرِ أَلِف ومنه قَوْلُه تعالَى : " وأَمَّا القاسِطُونَ فكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبَاً " قال الفَرّاءُ : هم الجَائِرُون الكُفّارُ . وفي حَدِيثِ عَليٍّ رَضِي الله عنه : " أُمِرْتُ بقِتَال النّاكِثِينَ والقَاسِطِينَ والمارِقِينَ " النَّاكِثُون : أَهْلُ الجَمَلِ لأَنَّهم نَكَثُوا بَيْعَتَهم والقاسِطُون أَهْلُ صِفِّين لأَنَّهُم جارُوا في الحُكْمِ وبَغَوْا عليه والمارِقُون : الخَوَارِجُ لأَنَّهُمْ مَرَقُوا من الدِّينِ كما يَمْرُقُ السَّهْمُ من الرَّمِيَّة وقال الرّاجزُ :