ضَبَطَهُ يَضْبُطه ضَبْطاً وضَبَاطَةً بالفَتْحِ : حَفِظَهُ بالحَزْمِ فهو ضَابِطٌ أَي حازِمٌ . وقالَ اللَّيْثُ : ضَبْطُ الشَّيْءِ : لُزُومُه لا يُفارِقُه يُقَالُ ذلِكَ في كلِّ شيءٍ . وضَبْطُ الشَّيْءِ : حِفْظُه بالحَزْم . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : ضَبَطَ الرَّجُلُ الشَّيءَ يَضْبُطُه ضَبْطاً إِذا أَخَذَه أَخْذاً شَديداً ورَجُلٌ ضَابِطٌ وضَبَنْطَى . وقالَ غيرُه : جَمَلٌ ضَابِطٌ وضَبَنْطَى أَيْضاً كِلاهُما أَي قَوِيٌّ شَديدُ البَطْشِ والقُوَّةِ والجِسْمِ وقالَ أُسامَةُ الهُذَلِيّ : .
وما أَنا والسَّيْرَ في مَتْلَفٍ ... يُبَرِّحُ بالذَّكَرِ الضَابِطِ ورَجُلٌ أَضْبَطُ : يعمَلُ بيَدَيْه جَميعاً قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : ولا أَعْلَمُ له فِعْلاً يَتَصَرَّفُ مِنْهُ وفي الصّحاح : يَعْمَلُ بكِلْتَا يَدَيْه تَقُول مِنْهُ : ضَبِطَ الرَّجُلُ بالكَسْرِ يَضْبَطُ وهي ضَبْطَاءُ وفي الحَدِيث : " سُئِلَ النَّبِيّ صَلّى اللهُ عليه وسَلّم عن الأَضْبَطِ فقال : الَّذي يَعْمَلَ بيَسارِه كما يَعْمَلُ بيَمينِهِ " وكَذلِكَ كلُّ عاملٍ يَعْمَلُ بيَدَيْه جَميعاً نَقَلَهُ أَبُو عُبَيْدٍ وهو الَّذي يُقَالُ له : أُعْسَرُ يَسَرٌ . وكانَ عُمَرُ - رَضِيَ الله عَنْه - أَضْبَطَ نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ . ويُقَالُ : تَأَبَّطَه ثمَّ تَضَبَّطَه أَي أَخَذَه عَلَى حَبْسٍ وقَهْرٍ ومِنْهُ حَديثُ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه : سافَرَ ناسٌ من الأَنْصارِ فأَرْمَلُوا فمَرُّوا بحَيٍّ من العَرَبِ فسَأَلُوهُم القِرَى فلم يقْرُوهُم وسَأَلوهم الشِّرَاءَ فلم يَبِيعُوهم فأَصَابُوا مِنْهُم وتَضَبَّطُوا . وتَضَبَّطَتِ الضَّأْنُ : نالَتْ شيئاً من الكَلإِ تقول العَرَبُ : إِذا تَضَبَّطَتِ الضَّأْنُ شَبِعَتِ الإِبِلُ قالَ ابن الأَعْرَابِيّ : وذلِكَ أَنَّ الضَّأْنَ يُقَالُ لها : الإِبِلُ الصُّغْرَى ؛ لأَنَّها أَكْثَرُ أَكْلاً من المِعْزَى والمِعْزَى أَلْطَفُ أَحْناكاً وأَحْسَنُ إِراغَةً وأَزْهَدُ زُهْداً منها فإذا شَبِعَتِ الضَّأْنُ فَقَدْ أَحْيَا النَّاسُ ؛ لكَثْرَةِ العُشْبِ . أَو معنى تَضَبَّطَتْ أَي أَسْرَعَتْ في المَرْعَى وقَوِيَتْ وسَمِنَتْ . وفي المَثَلِ : هو أَضْبَطُ من ذَرَّةٍ وذلِكَ لأَنَّها تَجُرُّ مَا هو عَلَى أَضْعافِها وربَّما سَقَطَا من مَكانٍ شاهِقٍ مُرْتَفِعٍ فلا تُرْسِلُه . ويُقَالُ : أَضْبَطُ من عائشَةَ بنِ عَثْمٍ من بَني عَبْشَمْسِ بن سَعْدٍ وذلِكَ أَنَّه سَقَى إِبِلَهُ يوماً وقد أَنْزَلَ أَخاهُ في الرَّكِيَّةِ للمَيْح فازْدَحَمَتِ الإبلُ فَهَوَتْ بَكْرَةٌ منها عَلَى البِئْرِ فأَخَذَ بذَنَبِها وصاحَ به أَخوه : يا أَخي المَوْتَ قالَ ذلِكَ إِلَى ذَنَبِ البَكْرَةِ يريدُ أَنَّهُ إِنْ انْقَطَعَ ذَنَبُها وَقَعَتْ . ثمَّ أجْتَذَبَها فأَخْرَجَهَا . قالَ الصَّاغَانِيّ : هذه رِوايَةُ حَمْزَةَ وأَبي النَّدَى وقالَ المُنْذِرِيُّ : هو عابِسَةُ من العُبُوسِ . ولم يَذْكُرْ عائِشَةَ بنَ عَثْمٍ ابنُ الكَلْبِيِّ في جُمْهَرَةِ نَسَبِ عَبْشَمْسِ بن سَعْدِ بن زَيْدِ مَنَاةَ بنِ تَميمٍ . قُلْتُ : وراجعتُ في أَنْسابِ أَبي عُبَيْدٍ فلم يَذْكُرْهُ في بَني عَبْشَمْسٍ أَيْضاً . ومن المَجَازِ : ضُبِطَت الأَرْضُ بالضَّمِّ إِذا مُطِرَتْ عن ابن الأَعْرَابِيّ . وفي الأَسَاسِ : بَلَدٌ مَضْبُوطٌ مَطَراً أَي معمومٌ بالمَطَرِ . وفي العُبَاب : أَرضٌ مَضْبُوطَةٌ : عَمَّها المَطَرُ . والأَضْبَطُ : الأَسَدُ يَعْمَلُ بيَسَارِه كعَمَلِهِ بيَمِينِه قَالَتْ مؤبِّنَةُ رَوْحِ ابنِ زِنْبَاعٍ في نَوْحِها . وفي العُبَاب : قالَ الأَصْمَعِيّ : أَخْبَرَني مَن حَضَرَ جَنازَةَ رَوْحِ بنِ حاتمٍ وباكِيَةٌ تقولُ : .
أَسَدٌ أَضْبَطُ يَمْشِي ... بَيْنَ طَرْفَاءٍ وغِيلِ .
لُبْسُه من نَسْجِ دَاوُو ... دَ كضَحْضَاحِ المَسِيلِ وقالَ الكُمَيْتُ : .
هو الأَضْبَطُ الهَوَّاسُ فِينَا شَجَاعَةً ... وفِيمَنْ يُعَادِيهِ الهِجَفُّ المُثَقَّلُ