أَي تتَنَاوَلُ مَاء الحَوْضَ من فوْق وتَشْرَبُ شُرْباً كَثِيراً وتَقْطَعُ بذلك الشُّرْبِ فَلَواتٍ فلا تَحْتَاجُ إِلَى ماءٍ آخَرَ . وهكذا أَنشَدَه الجَوْهَرِيُّ وفَسَّرَه . ونُقِلَ عن ابنِ السِّكِّيتِ : يُقَال لِلرّجُلِ إِذا تَنَاوَلَ رَجُلاً ليَأْخُذَ بلِحْيَتِه ورَأْسِه : ناشَهُ يَنُوشُه نَوْشاً . قُلْتُ : ومِنْ هُنَا أُخِذَ النَّوْشُ بمَعْنَى الشُّرْبِ في الفَارسيّة وأَصْلُه في التّنَاوُلِ مُطْلَقاً . والنَّوْشُ : الطَّلَبُ يُقَال : نُشْتْهُ نَوْشاً عن ابنِ دُرَيْدٍ . والنَّوْشُ : المَشْيُ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عن ابنِ عَبّادٍ . والنَّوْشُ : الإِسْرَاعُ في النُّهُوضِ يُقَال : نَاشَتِ الإِبِلُ تَنُوشُ إِذا أَسْرَعَتِ النُّهُوضَ قالَ : باتَتْ تَنُوشُ العَنَقَ انْتِياشَا . والنُّوُوشُ كصَبُورٍ : القَوِيُّ ذُو البَطْشِ والهَمْزُ لُغَةٌ فِيه وقد تَقَدَّم . وفي التَّنْزِيلِ : وأَنَّي لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ . التّنَاوُشُ : التَّناوُلُ أَيْ كَيْفَ لَهُمْ أَنْ يَتَنَاوَلُوا ما بَعُدَ عنهُمْ مِنَ الإِيمانِ وامْتَنَعَ بَعْدَ أَن كَانَ مَبْذُولاً لَهُمْ مَقْبُولاً منهم قالَ الفَرّاء : وأَهْلُ الحِجَازِ تَرَكُوا هَمْزَ التَّنَاوُشِ وجَعَلُوه مِن نُشْتُ الشَّئَ إِذا تَنَاوَلْتَهُ وقَرَأَ حَمْزَةُ والكِسَائِيُّ التّناؤُش بالهَمْزِ وقَدْ تَقَدّم كالاِنْتِياشِ والنَّوْشِ ومِنْه حَدِيثُ عائِشَةَ تَصِفُ أَبَاها رَضِيَ الله تَعَالَى عنهُمَا فانْتَاشَ الدِّينَ بِنَعْشِهِ إِيّاه أَيِ اسْتَدْرَكَه وتَنَاوَلَه وأَخَذَه مِنْ مَهْواتِه وقَدْ يُهْمَزُ كما تَقَدَّمَ . والتَّنَاوُشُ : الرُّجُوعُ قَالَهُ ابنُ عَبّادٍ فِي تَفْسِيرِ الآية . وانْتاشَهُ من المَهْلَكَةِ انْتِياشاً : أَخْرَجَه مِنْهَا وقِيل : اسْتَخْرَجَه . والمُنَاوَشَةُ : المُنَاوَلَةُ في القِتَالِ وذلِكَ إِذا تَدَانى الفَرِيقَانِ . نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . والمُنَاوَشَةُ : مِثْلُ المُهَاوَشَةِ أَي المُقَاتَلَةِ وأَمّا التَّنَاوُشُ فهُوَ تَنَاوُلُ بَعْضِهم بَعْضاً بِالرِّماحِ ولم يَتَدَانَوْا كُلَّ التَّدَانِي . وتَنَوَّشَ يَدَه بالمِنْدِيلِ إِذا مَشَّها مِنَ الغَمَرِ نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ وابنُ عَبّادٍ . ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه : نُشْتُ من الطَّعَامِ شَيْئاً : أَصَبْتُ . ونُشْتُ الرّجُلَ نَوْشاً : أَنَلْتُه خَيْراً أَو شَرّاً عن اللَّيْثِ قَالَ في الصّحاحِ : نُشْتُه خَيْراً : أَنَلْتُه . والمُنْتَاشُ : المُسْتَخْرَجُ في قَوْلِ ابنِ هَرْمَةَ الشاعِرِ . والتَّنْوِيشُ للضِّيَافَةِ : الدَّعْوَةُ لِلوَعْدِ وتَقْدِمَتِه وبِهِ فَسَّرَ أَبُو مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْه الحَدِيثَ يَقُولُ اللهُ تَعالَى : يا مُحَمَّدُ نَوَّش العُلَمَاءَ اليومَ في ضِيَافَتِي نَقَلَه ابنُ الأَثِيرِ . والوَصِيَّةُ نَوْشٌ بالمَعْرُوفِ أَيْ يَتَنَاوَلُ المُوصِي المُوصَى لَهُ بشَيْءٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُجْحِفَ بمَالِه . وناشَ بهِ يَنُوشُ : تَعَلَّقَ بهِ . وانْتَاشَهُ من الهَلَكَةِ : أَنْقَذَهُ . ونَاوَشَ الشَّيْءِ : خَالَطَه عن ابنِ الأَعْرَابِيّ . ونَاقَةٌ مَنُوشَةُ اللَّحْمِ إِذا كانَت رَقِيقَتَه هُنَا ذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ وقد تَقَدَّمَ لِلمُصَنِّفِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى في الهَمْزِ . ومُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الحَصِيرِيّ النَّوْشِيُّ بالفَتْح مِنْ أَهْلِ مَرْوَ عن أَبِي الخَيْرِ محمد بنِ أَبي عِمْرَانَ وعَنْهُ ابن السَّمْعانِيّ مات سنة 420 ، هكذا ضَبَطَه ابنُ الفَرَضِيِّ . قُلْت : نَوْشُ بالفَتْح ويُقَالُ أَيْضاً : نَوْجُ بالجِيم عِوَضاً عن الشِّينِ : عِدَّةُ قُرَىً بِمَرْوَ مِنْهَا نَوْشُ بايَه ونَوْشُ كُنَار كان ونَوْش فَرَاهِينان ونَوْشُ مُخْلَدَان . وشَيْخُ ابنِ السّمْعَانِيّ نُسِب إِلى الثانِية . ونَوْشانُ هُوَ أَبُو مُوسَى عِمْرَانُ بنُ مُوسَى بنِ الحُصَينِ بنِ نَوْشَانَ الفَقِيهُ الجبوشانيُّ النَّوْشانِيُّ الكاتِبُ بأَسْتُوَا عن إِبراهِيمَ بنِ أَبِي طالِبٍ وغيرِه مات سنة 339 .
ن - ه - ر - ش