" أَلَسْتَ عَبْدَ عَامِرِ بنِ حَصَبَهْ وحَصَبَةُ مِنْ بَنِي أَزْنَمَ جَدُّ ثَعْلَبَةَ بنِ الحَارِثِ اليَرْبُوعِيّ له ذِكرٌ في السِّيَرِ .
والحَصِبُ كَكَتِفٍ هو اللَّبَنُ لا يَخْرُجُ زُبْدُهُ مِنْ بَرْدِه .
وحُصَيْبٌ كَزُبَيْرٍ : ع باليَمَنِ وهو وَادِي زَبِيدَ حَرَسَهَا اللهُ تعالى وسَائِرَ بِلاَد المُسْلِمِينَ حَسَنُ الهَوَاءِ فَاقَتْ نِسَاؤُهُ حُسْناً وجَمَالاً وظَرَافَةً ورِقَّةً ومنه قَوْلُهُمُ المَشْهُورُ إذَا دَخَلْتَ أَرْضَ الحُصَيْبِ فَهَرْوِلْ أَي أَسْرِعْ في المَشْيِ لِئَلاَّ تُفْتَتَنَ بِهِنَّ .
ويَحْصُبُ بنُ مَالِكٍ مُثَلَّثَةَ الصَّادِ : حَيٌّ بِهَا أَيْ باليَمَنِ وهو من حِمْيَرَ ذَكَرَ الحَافِظُ ابنُ حَزْمٍ في جَمْهَرَةِ الأَنْسَاب أَنَّ يَحْصُبَ أَخُوذِي أَصْبَحَ جَدِّ الإِمَامِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عنه وقيل هي يَحْصُبُ نُقِلَتْ مِن قَوْلكَ : حَصَبَهُ بالحَصَى يَحْصُبُه وليس بِقَوِيٍّ والنِّسْبَةُ إليها مُثَلَّثَةً أَيْضاً لا بالفَتْحِ فقط كما زضعَمَ الجَوْهَرِيُّ وعِبَارَتُهُ في الصّحَاح : ويَحْصِبُ بالكَسْرِ : حَيٌّ من اليَمَنِ وإذَا نَسَبْتَ إليه قلت : يَحْصَبِيٌّ بالفَتْحِ مِثْل تَغْلِبَ وتَغْلَبِيٍّ وهكذا قالَهُ أَبُو عُبَيْد .
قُلْت : ونَقلَ شَيْخُنَا عن ابنِ مَالِك في شَرْحِ الكَافِيَةِ ما نَصُّهُ : الجَيِّدُ في النَّسَبِ إلى تَغْلِبَ ونَحْوِه من الرُّبَاعِيِّ السَّاكِنِ الثَّانِي المَكْسُورِ الثَّالِثِ إبْقاءُ الكَسْرَةِ والفَتْح عنْدَ أَبي العَبَّاسِ وهو مَطَّرِدٌ وعِنْدَ سيبويهِ مَقْصُورٌ على السَّمَاعِ ومن المَنْقُولِ بالفَتْحِ والكَسْرِ تَغْلِبِيٌّ ويَحْصِبِيٌّ ويَثْرِبِيٌّ انْتَهى ونَقَلَ عنْ بَعْضِ شُيُوخِهِ أَنَّ فَتحَ العَيْنِ المَكْسُورَةِ من الرُّبَاعِيِّ شَاذّ يُحْفَظُ ما وَرَدَ منهُ ولا يُقَاسُ عَلَيْه صَحَّحَهُ بَعْضٌ وقَالُوا : هو مَذْهَبُ سِيْبَوَيْهِ والخَلِيلِ وقال بَعْضٌ : إنَّهُ يُقَاسُ وعُزِيَ لِلْمُبَرّدِ وابنِ السَّرَّاجِ والرُّمّانِيِّ والفَارِسِيِّ وتَوَسَّطَ أَبو مُوسَى الحَامِضُ فقال : المُخْتَارُ أَنْ لا يُفْتَحَ ونَقَلَ أَبُو القَاسِمِ البَطَلْيَوسِيُّ أَنَّ جَوَازَ الوَجْهَيْنِ فيه مَذْهَبُ الجُمْهُورِ وإنَّمَا خَالَفَ فيه أَبُو عَمْرو فالجَوْهريُّ إنَّمَا ذَكَرَ ما صَحَّ عِنْدَهُ كما هو مِن عادَتِهِ وهو رأْي المُبَرِّدِ ومَن وافَقَهُ ويَعْضُدُهُ النَّظَرُ وهو أَنَّ العَرَبَ دائِماً تَمِيلُ إلى التَّخْفِيفِ ما أَمكنَ فَحَسْبُ المَجْدِ أَنْ يًُقَلِّدَهُ لأنَّهُ في مَقَامِ الاجْتِهَادِ والنَظَّرِ وهو كَلامٌ ليس عَلَيْهِ غُبَارٌ .
ويَحْصِبٌ كَيَضْرِب : قَلْعَةٌ بالأَنْدَلُسِ . سُمِّيَتْ بِمَن نَزَلَ بها مِن اليَحْصَبِيِّينَ مِن حِمْيَرَ فكان الظاهر فيه التَّثْلِيث أَيضاً كما جَرَى عَلَيْهِ مُؤرِّخُو الأَنْدَلُسِ . سُمِّيَتْ بِمَن نَزَلَ بها مِن اليَحْصَبِيِّينَ مِن حِمْيَرَ فكان الظاهر فيه التَّثْلِيث أَيضاً كما جَرَى عَلَيْهِ مُؤرِّخُو الأَنْدَلُسِ منها سَعِيدُ بن مَقرُونِ بنِ عَفَّانَ له رِحْلَةٌ وسَمَاعٌ والنَابِغَةُ بنُ إبْرَاهِيمَ بنِ عَبْدِ الوَاحِدِ المُحَدِّثَانِ رَوَى الأَخِيرُ عن مُحَمَّدِ بنِ وَضَّاحٍ ومَاتَ سنة 313 والقَاضِي عِيَاضُ بْنُ مُوسَى اليَحْصَبِيُّ صَاحِبُ الشِّفَاءِ والمطالع في اللُّغَةِ وأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْدَانَ اليَحْصِبَيُّ الأَنْدَلُسِيُّ كَتَبَ عنه السِّلَفِيُّ وكذَا أَخُوهُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيٌّ مُحَدِّثُونَ ذَكَرَهُمَا الصَّابُونِيُّ .
وبُرَيْدَةُ بنُ الحُصَيْبِ كَزُبَيْرٍ ابنِ الحَارِثِ بنِ الأَعْرَجِ الأَسْلَمِيُّ أبو الحُصَيْبِ صَحَابِيٌّ دُفِنَ بِمَرْوَ ومُحَمَّدُ بنُ الحُصَيْبِ بنِ أَوْسِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بُرَيْدَةَ حَفِيدُهُ وجَدُّهُ عَبْدُ اللهِ دُفِنَ بِجَاوَرْسَةَ إحْدَى قُرَى مَرْوَ .
وتَحَصَّبَ الحَمَامُ : خَرَجَ إلى الصَّحْرَاءِ لطَلَبِ الحَبِّ .
ومن المجاز : حَصَبُوا عنه : أَسْرَعُوا في الهَرَبِ كما في الأَساس