والإِحْصَابُ : أَنْ يُثِيرَ الحَصَى فِي عَدْوِهِ وقال اللِّحْيَانِيُّ : يكون ذلك في الفَرَسِ وغيرِه مِمَّا يَعْدُو تَقُولُ منه : أَحْصَبَ الفَرَسُ وغَيْرُه إذَا أَثَارَ الحَصْبَاءَ فِي جَرْيِهِ وفَرَسٌ مُلْهِبٌ مُحْصِب .
وَلَيْلَةُ الحَصْبَةِ بِالفَتْحِ فالسُّكُونِ هي اللَّيْلَةُ الَّتي بعد أَيَّامِ التَّشْرِيقِ وقال الأَزهريُّ : التَّحْصِيبُ : النَّوْمُ بِالمُحَصَّبِ اسْمِ الشِّعْبِ الذِي مَخْرَجُهُ إلى الأَبْطَحِ بَيْنَ مَكَّةَ ومِنًى يُقَامُ فيه سَاعَةً مِن اللَّيْلِ ثمَّ يُخرَج إلى مَكَّةَ سُمِّيَ به لِلْحَصْبَاءِ الذي فيه وكان مَوْضِعاً نَزَلَ بِهِ رسُولُ الله A مِن غَيْرِ أَنْ سَنَّهُ لِلنَّاسِ فَمَنْ شَاءَ حَصَّبَ ومَنْ شَاءَ لم يُحَصِّبْ . ومنه حَدِيثُ عَائِشةَ رَضِي اللهُ عنها " ليْسَ التَّحْصِيبُ بشَيْءٍ " أَرادَتْ به النَّوْمَ بالمُحَصَّبِ عند الخُرُوج مِن مَكَّةَ سَاعَةً والنُّزُولَ به ورُوِيَ عن عُمَرَ أَنَّهُ قَال " يَنْفِرُ النَّاسُ كُلُّهُمْ إلاَّ بَنِي خُزَيْمَةَ - يَعْنِي قُرَيْشاً - لا يَنْفِرُونَ فِي النَّفْرِ الأَوَّلِ قال : وقال : يا آل خُزَيْمَةَ حَصِّبُّوا " أَي أَقِيمُوا بالمُحَصَّبِ وقال أَبُو عُبَيْدٍ : التَّحْصِيبُ إذَا نَفَرَ الرَّجُلُ مِن مِنًى إلى مَكَّةَ لِلتَّوْدِيعِ أَقَامَ بالأَبْطَحِ حتى يَهْجَعَ بها سَاعَةً مِن اللَّيْلِ ثُمَّ يَدْخُل مَكَّةَ قال : وهذَا شيءٌ كان يُفعَلُ ثُمَّ تُرِكَ وخُزَيْمضةُ هم قُرَيْشٌ وكِنَانَةُ وليس فيهم أَسَدٌ وقال القَعْنَبِيّ : التَّحْصِيبُ : نُزُولُ المُحَصَّبِ بِمَكَّةَ واَنشد : .
فَلِلَّهِ عَيْنَا مَنْ رَأَى مِنْ تَفَرُّقٍ ... أَشَتَّ وأَنْأَى مِنْ فِرَاقِ المُحَصَّبِ أَو هو أَي المُحَصَّبُ : مَوْضِعُ رَمْيِ الجِمَارِ بِمِنًى قاله الأَصْمَعِيُّ وأنشد : .
أَقَامَ ثَلاَثاً بالمُحَصَّبِ مِنْ مِنًى ... ولَمَّا يَبِنْ لِلنَّاعِجَاتِ طَرِيقُ وقال الرَّاعي : .
أَلَمْ تَعْلَمِي يا أَلأَمَ النَّاسِ أَنَّنِي ... بِمَكَّةَ مَعْرُوفٌ وعِنْدَ المُحَصَّبِ يُرِيدُ مَوْضِع الجِمَارِ ويقال له أَيْضاً : حِصَابٌ بِكَسْرِ الحَاءِ .
والحَاصِبُ رِيحٌ شَدِيدَةٌ تَحْمِلُ التُّرَابَ والحَصْبَاءَ أَو هو ما تَنَاثَرَ مِن دُقَاقِ الثَّلْجِ والبَرَدِ وفي التَّنْزِيلِ " إنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً " وكذلك الحَصِبَةُ قَالَ لَبِيدٌ : .
جَرَّتْ عَلَيْهَا أَنْ خَوَتْ مِنْ أَهْلِهَا ... أَذْيَالَهَا كُلُّ عَصُوفٍ حَصِبَهْ وقوله : " إنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِم حَاصِباً " أَي عَذَاباً يَحْصِبُهُمْ أَي يَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِن سِجِّيلٍ وقيل : حَاصِباً أَي رِيحاً تَقْلَعُ الحَصْبَاءَ لِقُوَّتِهَا وهي صِغَارُهَا وكِبَارُهَا وفي حدِيثِ عليٍّ رَضِيَ الله عنه قَالَ لِلْخَوَارِجِ " أَصَابَكُمْ حَاصِبٌ " أي عَذَابٌ مِن اللهِ وأَصْلُهُ رُمِيتُمْ بالحصْبَاءِ مِن السماءِ ويقال لِلرِّيح التي تَحْمِلُ التُّرَابَ والحَصى : حَاصِبٌ والحَاصِبُ : السَّحَابُ لأَنَّهُ يَرْمِي بِهِما أَي الثَّلْجِ والبَرَدِ رَمْياً وقال الأَزهريُّ : الحَاصِبُ : العَدَدُ الكَثِيرُ مِن الرَّجَّالةِ وهو مَعْنَى قولَ الأَعشى : .
" لَنَا حَاصِبٌ مِثْلُ رِجْلِ الدَّبَى وقِيل المُرَادُ بِهِ الرُّمَاةُ وعنِ ابنِ الأَعْرَابِيِّ : الحَاصِبُ مِنَ التُّرَابِ مَا كَانَ فيه الحَصْبَاءُ . وقال ابن شُمَيْلٍ : الحَاصِبُ : الحَصْبَاءُ في الرِّيحِ كَانَ يَوْمُنَا ذَا حَاصِبٍ وَرِيحٌ حَاصِبٌ وحَصِبَةٌ : فِيهَا حَصْبَاءُ قال لبيد : .
جَرَّتْ عَلَيْهَا أَنْ خَوَتْ مِنْ أَهْلِهَا ... أَذْيَالَهَا كُلُّ عَصُوفٍ حَصِبَهْ وتقول : هُو حَاصِب ليسَ بِصَاحِب .
والحَصَبُ مُحَرَّكَةً وضَبَطَهُ الصاغانيُّ بالفَتْحِ : انْقِلاَبُ الوَتَرِ عن القَوْسِ قال : .
" لاَ كَزَّةِ السَّيْرِ وَلاَ حَصُوبِ ويقَال : هو وَهَمٌ إنَّمَا هو الحَضْبُ بالضَّادِ المُعْجَمَةِ لا غيرُ كما سَيَأْتِي .
وحَصَبَةُ بِهَاءٍ مِنْ غَيْرِ لاَم اسْمُ رَجُلٍ عن ابن الأَعْرَابِيّ وأَنشد :