قالَ الأَزْهَرِيُّ : ولا يجوز تَنْوِينُ مُوسَى على قِياسِ قولِ اللَّيْثِ . وبَعْضُهَم يُنَوِّنُ مُوسَى وهذا علَى رأْي غيرِ اللَّيْثِ أَو هو فُعْلَى من المَوْسِ فالميمُ أَصْلِيَّةٌ هذا قولُ اللَّيْثِ فلا يُنَوَّنُ أَي عَلَى قياس قولهِ وهي أَيْضاً عِنْدَ الكِسَائيّ فُعْلَى . أَو هو مُفْعَلٌ مِنْ أَوْسَيْتُ رَأْسَه إِذا حَلَقْتَه بالمُوسَى فاليَاءُ أَصْلِيَّةٌ وهو قولُ الأُمَوِيِّ واليَزِيدِيِّ وإِليه مالَ أَبو عَمْروِ بنُ العَلاءِ وعلى هذا يَجُوزُ تنوينُه وفي سِياقِ عِبَارَةِ المُصَنِّف مَحَلُّ نَظَرٍ فإِنّه لو قالَ بعدَ قوله يُحْلَقُ بها : فُعْلَى من المَوْسِ فالمِيمُ أَصلِيَّةٌ فلا يُنَوَّنُ أَو مُفْعَلٌ مِن أْوْسَيْتُ فاليَاءُ أَصليَّةٌ ويُنَوَّن كان أَصابَ فتَأَمَّلْ . وقال ابنُ السِّكِّيتِ : تَصْغيرُ مُوسَى الحَدِيدِ : مُوَيْسِيَةٌ فيمَن قالَ : هذه مُوسىً : ومُوَيْسٍ فيمَن قال : هذه مُوسَى وهي تُذَكَّر وتؤنَّثُ وهي مِن الفِعْل مُفْعَلٌ والياءُ أَصْليَّة وقال ابنُ السَّرّاجِ : مُوسَى : مُفْعَلٌ لأَنَّهُ أَكْثَرُ مِن فُعْلَى ولأَنَّه يَنْصَرِفُ نَكِرَةً وفُعْلَى لا تَنْصَرِفُ نَكِرَةً ولا مَعْرِفةً ونَقَل في الصّحَاحِ عن أَبِي عَمْرو بن العَلاءِ نَحْوَه . وقال فيه : لأَنَّ مُفْعَلاً أَكثرُ مِن فُعْلَى لأَنَّه يُبْنَى من كُلّ أَفْعَلْتُ . كذا وَجَدْتُه بخَطِّ عبد القادِرِ النُّعَيْمِيِّ الدِّمَشْقِيّ في حَوَاشِي المُقَدِّمة الفاضِلِيّة . قلتُ : وقَوْلُ أَبِي عَمْروٍ الّذِي أَشارَ إِلَيْه : هو أَنّه قالَ : سأَلَ مَبْرمَانُ أَبَا العَبّاسِ عن مُوسَى وصَرْفِه فقال : إِنْ جَعَلْتَه فُعْلَى لم تَصْرفُه وإِن جعلَته مُفْعَلاً من أَوْسَيْتُه صرَفتُه . ومُوسَى بنُ عِمْرَانَ بنِ قاهِث من وَلَدِ لاوِي بنِ يَعْقُوب كَلِيمُ اللهِ ورَسُولُه عَلَيْه وعلى نَبِيِّنا مُحَمَّد أَزْكَى الصَّلاة وأَتمُّ السَّلام وُلِدَ بمِصْرَ زَمَنَ فِرْعَوْنَ مَلِكِ العَمَالِقَةِ وبينَه وبينَ آدَمَ عَلَيْه السّلامُ ثلاثَةُ آلافٍ وسَبْعُمِائةٍ وثمَان عَشْرةَ سنةً وبينَ وفَاته وبينَ الهِجْرَةِ أَلْفَان وثلاثمائةٍ وسَبْعٌ وأَرْبَعُونَ سنةً قال ابنُ الجَوَالِيقِيّ : هو أَعْجَميٌّ مُعَرَّبٌ . قالَ اللَّيْثُ : وإِشْتِقاقُ اسمِه مِن الماءِ والشَّجَرِ ونَصُّ اللَّيْثِ : والسَّاج بدلَ الشَّجَرِ وهو بالعِبْرَانِيَّة : مُوشَا فَمُو : هو الماءُ وهو بالفَارِسِيَّة أَيضاً هكذا فكأَنَّه من تَوافُق اللُّغات وسَا هكذا في سائر النُّسخ وقال ابنُ الجَوَالِيقِيِّ . هو بالشّينِ المُعْجَمَة : هو الشَّجَرُ سُمِّيَ به لِحَال التّابُوتِ والمَاءِ ونَصُّ اللَّيْثِ : في الماءِ أَي لأَنَّ التّابُوتَ الّذي كانَ فيه وُجدَ في الماءِ والشَّجَرِ . وقيلَ : مَعْنَى مُوسَى : الجَذْبُ لأَنَّه جُذِبَ من الماءِ أَو هو في التَّوْرَاة : مَشِّيتيهُو بفتح الميم وكسر الشِّين المُعْجَمة وسكونِ الياءِ التَّحْتِيَّةِ وكسرِ التاءِ الفَوْقيَّة وسكون تَحْتيَّةٍ أُخرَى ثم هاءٍ مضمومة وواو ساكنَة أَي وُجِدَ في المَاءِ وقال ابنُ الجَوَالِيقيِّ : أَي وُجِدَ عِنْدَ المَاءِ والشَّجَر . قال أَبو العَلاءِ : لم أَعْلَمْ أَنَّ في العَرَبِ مَن سُمِّيَ مُوسَى زَمانَ الجاهِلِيَّة وإِنّمَا حَدَث هذا في الإِسْلام لَمَّا نَزَلَ القُرْآنُ وسَمَّى المُسْلِمُونَ أَبناءَهم بأَسْمَاءِ الأَنْبيَاءِ عليهم السَّلامُ على سَبيل التَّبَرُّكَ فإِذا سَمَّوْا بمُوسَى فإِنَّمَا يَعْنُون به الإسْمَ الأَعْجَمِيَّ لا مُوسَى الحَدِيدِ وهو عندَهم كعِيسَى . إنتهى . قال النُّعَيْمِيُّ : ومُقْتَضاه مَنْعُ الصَّرْفِ كائِناً مَنْ كان مَنْ سُمِّيَ بِه . وقولُه في حَدِيثِ الخَضِرِ : لَيْسَ بمُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنَّمَا هُو موسىً آخَرُ قالَ في المَشَارِقِ : التَّنْوِينُ في مُوسىً آخَر لأَنَّهُ نَكِرَةٌ وقال أَبو عليّ في مُوسى آخَر يَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ مُفْعَلٌ أَو فُعْلَى والأَلف قد يَجُوز أَن تكونَ لغيرِ التأْنيث وكذلك أَلِفُ عِيسَى يَنْبَغِي أَن تكونَ للإِلْحَاقِ . إنتهى . قلْت : فعَلَى هذا يُصْرَفُ مُوسىً آخَرُ على قَولِ