وهُم عُرُسٌ بضمَّتَيْنِ وأَعْرَاسٌ وهُنَّ عَرائسُ . والعَرُوسُ : حِصْنٌ باليَمَنِ من حُصُونِ النِّجَادِ . وقَولُهم في المَثَل : لا عِطْرَ بَعْد عَرُوسٍ أَوّلُ من قالَ ذلِكَ امْرأَةٌ اسْمُهَا أَسْماءُ بنتُ عبدِ الله العُذْرِيَّة واسم زَوْجِها وكان مِن بَنِي عَمِّها عَرُوسٌ وماتَ عَنْهَا فَتَزَوَّجَها رجلٌ من قَوْمِهَا أَعْسَرُ أَبْخَرُ بَخِيلٌ دَمِيمٌ يقال له : نَوْفَل فلمّا أَرادَ أَنْ يَظْعَنَ بها قالَتْ : لو أَذِنْتَ لي رَثَيْتُ ابنَ عَمِّي وبَكَيْتُ عنْدَ رَمْسه . فقالَ : افْعَلي فقالَتْ : أَبْكيكَ يا عرس الأَعْرَاس هكذا بضَمِّ الرّاءِ في النُّسَخ وصَوابه بالوَاو يا ثَعْلَباً في أَهْله وأَسَداً عنْدَ النّاس هكذا بالنون في النُّسَخ وصوابه بالمَوَحَّدة مع أَشْيَاءَ ليس يَعْلَمهَا النّاس . فقالَ : وما تلْكَ الأَشْياءُ : فقال : كانَ عن الهِمَّة غيرَ نَعّاس ويُعْمِلُ السَّيْف صَبِيحاتِ أَنْبَاس هكذا في النُّسَخ بالنون والمَوْحَّدة على النون وفي التَّكْملَة : صَبِيحاتِ البَاس ولعلّه الصوابُ أَو صَبِيحات امْبَاس بالميمِ بدلَ النُّونِ على لُغَةِ حِمْير كما يَنْطِقُ بها أَهْلُ اليَمنِ ثم قال : يا عَرُوسُ الأَغَرّ الأَزْهر الطّيِّب الخِيم الكَرِيم المَحْضَر مع أَشْياءَ لا تُذْكَر . فقالَ : وما تِلْكَ الأَشْياءُ ؟ قال : كان عَيُوفاً للخَنَا والمُنْكَر طَيِّب النَّكْهةِ غَيْر أَبْخَر أَيْسر غَير أَعْسَر . فعرف الزَّوجُ أَنَّها تُعرِّضُ به فلمّا رَحَلَ بِها قال : ضُمِّي إِليكِ عِطْرَك وقد نَظَر إلى قَشْوةِ عِطْرِها مَطْرُحةً فقَالَتْ : لا عِطْرَ بعْدَ عَرُوسٍ فذهَبَتْ مثَلاً نَقَلَه الصّاغَانِيُّ هكذا . أو المثَلُ : لا مَخْبأَ لِعِطْرٍ بعْد عَرُوسٍ قال المُفَضَلُ : تَزَوَّد رَجلٌ يقال له : عَرُوسٌ امْرأَةً فهُدِيتْ إِليه فوجدها تَفِلَةً : ونَصُّ المفضَّلِ : فلمّا هُدِيتْ له وَجَدَها نَغِلَةً فقال لها : أَيْنَ عِطْرُكِ ؟ فقالت : خَبَأْتُه فقال لها : لا مَخْبَأَ لِعِطْرٍ بعْد عَرُوسٍ وقيل : إِنّها قالَتْهُ بعد مَوْتِه فذَهَبَتْ مَثَلاً . قال الصّاغَانِيُّ : يُضْرَبُ لِمَن لا يُؤَخَِّرُ هكذا في النُّسَخِ بالوَاو وصوابه : لا يُدَّخَرُ عنه نَفِيسٌ . والعَرُوسَيْنِ : حِصْنٌ باليَمَنِ كذا يقال بالياءِ . ووَادِي العَرُوسِ : ع قُرْبَ المَدِينَةِ المُشرِّفَةِ على طريقِ الحاجِّ إِلى العِراقِ . والعِرْسُ بالكَسر : امرأَةُ الرجُلِ في كلِّ وَقْتٍ قال الشاعر : .
وحَوْقَلٍ قَرَّبهُ مِنْ عِرْسِهِ ... سَوْقِي وقَدْ غابَ الشِّظَاظُ في اسْتِهِ وعِرْسُها أَيْضاً : رَجُلُها لأَنَّهما اشْتَركَا في الاسْمِ لمُواصَلَةِ كُلٍّ منهما صاحِبَه وإِلفِه إِياه . قال العَجّاج : .
أَزْهَرُ لم يُولَدْ بِنَجْمِ نحْسِ ... أنْجَبُ عِرْسٍ جُبِلا وعِرْسِ أَي أَنْجَبُ بَعْلٍ وامرأَةٍ وأَرادَ أَنْجَب عِرسٍ وعِرْسٍ جُبِلاَ وهذا يَدُلُّ على أَنَّ ما عُطِفَ بالواو بمنزلةِ ما جاءَ في لفْظٍ وَاحِدٍ فكأَنَّه قال : أَنْجَبُ عِرْسَيْنِ جُبِلاَ لولا إِرادَةُ ذلِكَ لم يَجُزْ هذا لأَنَّ جُبِلاَ وَصْفٌ لهما جَمِيعاً ومُحَالٌ تقديمُ الصِّفَةِ على المَوْصُوف . وجَمْعُ العِرْسِ الّتِي هي المَرْأَةُ والّذِي هو الرَّجُلُ : أَعْرَاسٌ والذَكَرُ والأُنْثَى عِرْسَانِ قال عَلْقَمَةُ يَصِفُ ظَلِيماً : .
" حتَّى تَلافَى وقَرْنُ الشَّمْسِ مُرْتَفِعٌأُدْحِيَّ عِرْسَيْنِ فيه البَيْضُ مَرْكُومُ قال ابن بَرِّيّ : تَلافَى : تَدَارَكَ والأُدْحِيُّ : مَوضع بَيْضِ النَّعامَةِ . وأراد بالعِرْسَيْنِ الذَكَرَ والأُنْثَى لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ منهما عِرْسٌ لصاحِبِه . ولَبْؤَةُ الأَسَدِ : عِرْسُه ج أَعْرَاسٌ وقد اسْتَعارَهُ الهُذَلِي للأَسَدِ فقال : .
لَيْثٌ هِزَيْرٌ مُدِلٌّ حَوْلَ غابَتِهِ ... بالرَِّقْمَتَيْنِ له أَجْرٍ وأَعْرَاسُ