فَنْهْزَةٌ مَنْ لَقُوا حَسِبْتَهُمُ ... أَحْلَى وأَشْهَى مِنْ بارِدِ الدِّبِسِ فزال الإِشْكَالُ عن كَلامِ المَصَنِّف فتأَمَّلْ . والدَّبْسُ بالفَتْحِ : الأَسْوَدُ مِنْ كُلِّ شيءٍ قاله اللَّيْثُ . والدِّبْسُ بالكَسْرِ : الجَمْعُ الكَثِيرُ مِنَ النّاسِ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ ويُفْتَحُ فيَعُمُّ فيُقَال : مالٌ دِبْسٌ أَي كَثِيرٌ . والدُّبْسُ بالضَّمِّ : جَمْعُ الأَدْبَسِ مِن الطَّيْرِ والخَيْلِ الَّذِي لَوْنُه بينَ السَّوادِ والحُمْرَةِ وتكونُ الدُّبْسَةُ فِي الشّاءِ أَيضاً . ومنه الدُّبْسِيُّ بالضّمّ : اسْمُ ضَرْبٍ من الحَمَامِ . وقيل : لطائِرٍ صَغِيرٍ أَدْكَنَ يُقَرْقِرُ ولذا قِيلَ : إِنَّه ذَكَرُ اليَمَامِ جاءَ على لَفْظِ المَنْسُوبِ وليس بمَنْسُوبٍ . وقيل : هو مَنْسُوبٌ إِلى طَيْرٍ دُبْسٍ ويُقاَل : هو إِلى دِبْسِ الرُّطَبِ ؛ لأّنَّهُم يُغَيِّرُونَ في النَّسَبِ ويَضُمُّون الدّالَ كالدُّهْرِيِّ والسُّهْلِيِّ . وقرَأْتُ في كِتَاب غَرِيب الحَمَامِ لحُسَين بنِ عَبْدِ اللهِ الأَصْبَهَانِيِّ الكاتِبِ عندَ ذِكْرِ صِفاتِ الأَلْوان ما نَصُّه : والأَدْبَسُ : الأَخْضَرُ وفيه حُمْرَةٌ وسُوادٌ وهي الدُّبْسَةُ وهي بهاءٍ : دُبْسِيَّةٌ . والدَّبُوسُ كصَبُورٍ وضَبَطه الصاغَانِيُّ بالضَّمِّ : خُلاَصُ تَمْرٍ . وفي اللِّسَان : خُلاصَةُ التَّمْرِ يُلْقَى في مَسْلاءِ السَّمْنِ فيَذُوبُ فيه وهُو مَطْيَبَةٌ للسَّمْنِ . والدَّبُّوسُ كتَنُّورٍ : وَاحِدُ الدَّبَابيسِ للمَقَامِعِ من حَدِيدٍ وغيره وقد جاءَ في قَوْلِ لَقِيطِ بنِ زُرَارَةَ : .
" لَوْ سَمِعُوا وَقْعَ الدَّبابِيسِ وكأَنَّهُ مُعَرَّب دَبُّوز فالصّوَابُ أَن يكونَ المُفْرَدُ دُبُّوس بالضّمّ وكذا ضَبَطَه غيرُ وَاحدٍ . ودَبُّوسِيَّةُ : ة بصُغْدِ سَمَرْقَنْدَ بينَهَا وبَيْنَ بُخَارَا وهي في النُّسَخ كلِّهَا بتَشْدِيد المُوَحَّدَةِ ومثلُه في التَّكْمِلَة وضَبَطَه الحافِظُ بتَخْفِيفِها وقال : منها القاضِي أَبو زَيْدٍ عَبْدُ اللهِ ابنُ عمر بن عِيسى الدَّبُوسِيّ من كِبَارِ أَئِمَّةِ الحَنَفِيّةِ . قلت : والإِمامُ أَبُو القَاسِمِ عليُّ بنُ حَمْزَةَ بن زَيْد بن حَمْزَةَ بن زَيْد بن حَمْزَةَ بنِ محمدِ السَّليق الحُسَيْنِيّ . من كبار أَئمة الشافعيَة تُوفِّيّ ببغداد سنة 443 ترجَمه الذهبيُّ في التاريخ وذكرتُه في شَجر الأَنساب . ودُبَاسٌ كغُرَابٍ : فَرَسُ جَبَّارِ ابنِ قُرْطٍ الكَلْبِيِّ من وَلَدِ أَعْوَجَ . وهو القَائِلُ فيه : .
أَلاَ أَبْلِغْ أَبَا كَرِبٍ رَسُولاً ... مُغَلْغَلَةً ولَيْسَتْ بالمُزَاحِ .
فَإِنِّي لَنْ يُفَارِقَنِي دُبَاسٌ ... ومُطَّرِدٌ أَحَدُّ مِنَ الرِّمَاحِ ويُقَال : للسَّمَاءِ إِذا مَطَرَتْ وفي التَّهْذِيب : أَخَالَتْ للمَطَرِ : دُرِّي دُبَسُ كزُفَرَ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ ولم يُفَسِّرْه بأَكْثَر من هذا . قال ابنُ سِيدَه : وعندِي أَنَّه إِنّمَا سُمِّيَتْ بذلك لاسْوِدادِها بالغَيْمِ . والدِّبَاسَاءُ بالكَسْرِ ويُرْوَى بالفَتْح أَيضاً ممدوداً في القَولَيْنِ : الإِناثُ من الجَرَادِ . الوَاحِدَةُ بِهَاءٍ دِبَاسَاءَةٌ . نقله ابنُ دُرَيْدٍ . والدَّبْساءُ : فَرَسٌ سابِقَةٌ كانَتْ لمُجاشِعِ بنِ مَسْعُودِ بنِ ثَعْلَبةَ السُّلَمِيِّ الصَّحابِيِّ أَمِير تَوَّجَ زَمَنَ سيِّدِنا عُمَرَ وكان من المُهاجِرينَ قُتِل يومَ الجَملِ مع عائِشَة رضي اللهُ تَعَالَى عنهم . وأَدْبَسَت الأَرْضُ : أَظْهَرَتِ النَّبَاتَ . وقال أَبو حَنِيفَةَ C : أَدْبَسُتْ : رَئِيَ أَوَّلُ سَوَادٍ نَبْتِهَا فهي مُدْبِسَةٌ . ودَبَّسَةُ تَدْبِيساً : وَارَاهُ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ وأَنشد لِرَكَّاضٍ الدُّبَيْرِيِّ : .
" فَلاَ ذَنْبَ لِي أَنْ بِنْتُ زُهْرَةَ دَبَّسَتْبِعَيْرِك أَلْوَى يُشْبِه الحَقَّ باطِلُهْ