وكان أبو عُبَيْدة يروي رَجزَ العَجّاج : حُوذِيّ بالذال والمعنى واحدٌ يعني به الثَّوْرَ أنّه يَطْرُدُ الكِلابَ وله طاردٌ من نَفْسه يَطْرُدُه من نشاطِه وحَدِّه . وقال غَيْرُه : الحُوزيُّ : الجادُّ في أمره كالأَحْوَزيّ أو الحُوزيّ : المُتَنَزِّه في المَحل الذي يَحْتَمل وَحْدَه ويَنْزِلُ وَحْدَه ولا يُخالِطُ البيوتَ بنَفْسه ولا مالِه وفي قول الطِّرِمَّاح : .
يَطُفْنَ بحُوزيِّ المَراتِعِ لم تَرُعْ ... بَواديهِ من قَرْعِ القِسِيِّ الكَنائِنِ الحُوزيُّ هو المُتَوَحِّدُ وهو الفَحلُ منها وهو من حُزْتُ الشيءَ إذا جَمَعْتَه أو نَحَّيْتَه . الحُوزيّ : رجلٌ رَأْيُه وعَقْلُه مُدَّخَر وفي اللِّسان : مَذْخُورٌ . الحُوزيُّ : الأَسْوَد . انْحازَ القومُ : تركوا مَرْكَزَهم ومعركة قِتالِهم ومالوا إلى مَوْضِعٍ آخَر . وتَحاوَزَ الفريقان في الحرب : أي انْحازَ كلُّ واحدٍ منهما عن الآخَر . وحَوَّاز القلوب كشَدَّاد في حديث ابن مَسْعود رضي الله تعالى عنه ونَصُّه : " الإثْمُ حَوَّازُ القلوب " . هكذا رواه شَمِرٌ وقال : هو ما يَحُوزُها أي القلوب ويَغْلِبُها . ونَصُّ شَمِرٍ ويَغْلِبُ عليها حتى تَرْكَبَ مالا يُحَبُّ . ويُروى : حَوَازُّ بتشديد الزاي وهو الأكثرُ في الرِّوايات والمَشهورُ عند المُحدِّثين جَمْعُ حازَّة وهي الأمور التي تَحُزُّ في القلوب وتَحُكُّ وتُؤَثِّر كما يُؤَثِّر الحَزُّ في الشيءِ ويَتَخالَجُ فيها ويَخْطِر من أن تكون مَعاصي لفَقْد الطُّمَأْنينة إليها وقال الليثُ : يعني ما حزَّ في القلبِ وحَكَّ ويُروى : الإثْمُ حَزَّازُ القلوب . بزاءَيْن الأُولى مُشدَّدة وهو فَعّال من الحَزِّ . وكان ينبغي من المُصَنِّف أن يَذْكُر الرِّوايةَ المشهورةَ هناكَ ويقول هنا : ويروى حَوَّازُ القلوب كشَدّاد كما فَعَلَه غيره من المصنِّفين في اللُّغَة ما عدا الصَّاغانِيّ والمُصَنِّف قلَّده في ذلك على عادَتِه . وَتَحَوَّزَ : تلَوَّى وَتَقَلَّبَ وخَصَّ بَعْضُهم به الحَيَّةَ كَتَحَيَّزَ يقال : تحَوَّزَت الحَيَّةُ وَتَحَيَّزَت أي تلَوَّت . ومن كلامهم : مالَكَ تحَوَّزُ كما تحَيَّزُ الحَيَّةُ . تحَوَّزَ عنه وَتَحَيَّزَ : تنَحَّى وفي الحديث : " فما تَحَوَّزَ له عن فِراشِه " . قال أبو عُبَيْد : التَّحَوُّزُ هو التَّنَحِّي وفيه لُغتَان : التَّحَوُّز والتَّحَيُّز قال اللهُ تعالى : " أو مُتَحَيِّزاً إلى فَئِةٍ " . والتَّحَوُّز التَّفَعُّل والتَّحَيُّز التَّفَيْعُل . وقال أبو إسحاقَ في معنى الآية : أي إلاّ أن يَنْحَازَ أي يَنْفَرِدَ ليكونَ مع المُقاتِلَة . وأصلُه مُتَحَيْوِزٌ قُلِبَت الواو ياءً لمجاورةِ الياءِ ثمّ أُدْغِمتْ فيها ؛ وقال الليث : يقال : مالَكَ تَتَحَوَّزُ إذا لم تَسْتَقِرّ على الأرض وقال القُطاميّ يصفُ عجوزاً أنّه اسْتَضافَها فَجَعَلتْ تَرُوغ عنه فقال : .
تَحَوَّزُ عنِّي خِيفَةً أن أَضِيفَها ... كما انْحازَت الأَفعى مَخافَةَ ضارِبِ والحُوزِيَّةُ بالضمّ : الناقةُ المُنْحازَةُ عن الإبلِ لا تُخالِطُها أو هي التي عندها سَيْرٌ مَذْخُورٌ من سَيْرِها مَصونٌ لا يُدرَك وبه فسّر رَجز العَجّاج السابق ذِكرُه وله حُوزيُّ : أي يغلبهنَّ بالهُوَيْنى وعِندَه مَذْخُورُ سيرٍ لم يبْتَذِلْه أو هي التي لها خَلِفَةٌ انقطعتْ عن الإبل في خَلِفَتِها وفَراهَتِها هكذا بفتح الخاءِ المعجمةِ وكَسرِ اللام ووقع في نسخة التكملة بكسر الخاءِ وسكون اللام والأُولى الصواب وهذا كما تقول : منْقَطِعُ القَرين وبكلٍّ من الأقوالِ الثلاثة فُسِّرَ قَوْلُ الأعشى يصفُ الإبلَ : .
حُوزِيَّةٌ طُوِيَتْ على زَفَرَاتها ... طَيَّ القَناطرِ قد نَزَلْنَ نُزولا