ومَنْضُور لا يكون إلاّ من نَضَرَه بالتخفيف قال شَمِرٌ : وسمعتُ ابنَ الأعرابيّ يقول : نَضَرَه اللهُ فَنَضَر يَنْضُرُ ونَضِرَ يَنْضَر . وقال ابْن الأَعْرابِيّ : نَضَرَ وَجْهُه ونَضِرَ وَجْهُه ونَضُرَ وأَنْضَر وأَنْضَره الله ونَضَرَه بالتخفيف . وقال أبو داوود عن النَّضْر : نَضَّرَ الله امْرأً وأَنْضَر اللهُ امْرأً فعلَ كذا وَنَضَر الله امْرأً قال الحسن المُؤدّب : ليس هذا من الحُسْن في الوجه إنّما معناه حَسَّن اللهُ وَجْهَه في خُلُقه أي جاهِهِ وقَدْرِه قال : وهو مثل قوله : " اطْلبوا الحَوائجَ إلى حِسَانِ الوُجوه " يعني به ذوي الوجوه في النَّاس وذوي الأقْدار . وفي الحديث : " يا مَعْشَرَ مُحارب نَضَّرَكم اللهُ لا تُسقوني حَلَبَ امرأة " أي كان حَلَبُ النِّساءِ عندهم عَيْبَاً يَتَعَايَرون عليه . وقال الفَرَّاء في قوله عزَّ وجلَّ : " وُجوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ " قال : مُشرِقةٌ بالنَّعيم . قال وقَوْلُهُ تَعالى : " تَعْرِفُ في وُجوههمْ نَضْرَةَ النَّعيم " قال : بَريقه ونَداه . والنَّضْرَة : نَعيمُ الوجه . وقال الزَّجَّاج في تفسير قوله : " ناضِرَة " أي نَضَرَتْ بنعيم الجنَّة . والناضِر : الأخضر الشديدُ الخُضْرة يقال : أَخْضَرُ ناضِر كما يقال : أبيضُ ناضِر كما يقال : أبيض ناصعٌ وأصفرُ فاقِع . قد يُبالَغ به في كلِّ لون فيُقال : أَخْضَر ناضِرٌ وأحمرُ ناضِرٌ وأصفرُ ناضِرٌ رُوي ذلك عن ابْن الأَعْرابِيّ وحكاه في نَوادره . وقال أبو عُبَيْد : أَخْضَر ناضِرٌ معناه ناعم وزاد الأَزْهَرِيّ : له بريقٌ في صَفائه . والنَّضْر بالفتح عن ابن جِنِّي والنَّضير كأَمير والنُّضار كغُراب والأَنْضَر : اسمُ الذَّهَب أو الفِضّة وقد غَلَبَ على الذَّهَب . ونقل الصَّاغانِيّ عن السُّكَّرِيّ : النِّضار ككِتاب : الذهَب والفضّة وقال الأعشى : .
إذا جُرِّدَتْ يَوْمَاً حَسِبْتَ خَمِيصَةً ... عليها وجِرْيالَ النَّضيرِ الدُّلامِصَا ج الجمعُ نِضارٌ بالكسر وأَنْضُرٌ قال أبو كَبير الهُذَلِيّ : .
وبَياضُ وَجْهِكَ لم تَحُلْ أَسْرَارُه ... مِثلُ الوَذِيلَةِ أو كشَنْفِ الأنْضُرِ وأنشد الجَوْهَرِيّ للكُمَيْت : .
ترى السابِحَ الخِنْذيذَ منها كأنَّما ... جرى بَيْنَ ليتَيْهِ إلى الخدِّ أَنْضُرُ والنَّضْرَة : السَّبيكَةُ من الذَّهَب . وَذَهَبٌ نُضَارٌ صار هنا نَعْتَاً . قولهم : سِوارٌ من نُضار قيل : النُّضار بالضمّ : الجَوْهرُ الخالص من التِّبْر وغيرِه . قَدَحٌ نُضارٌ : اتُّخِذَ من نُضارِ الخِشَب . وفي حديث إبراهيم النَّخَعيِّ : " لا بَأْسَ أن يُشرَبَ في قَدَحِ النُّضار " قال شَمِرٌ : قال بَعْضُهم : هذه الأقداحُ الحُمرُ الجَيْشانِيّة سُمِّيت نُضاراً . وقال ابْن الأَعْرابِيّ : النُّضار : النَّبْع . وقال اللَّيْث : النُّضار : الخالصُ من جَوْهَر التِّبْر والخشب والجمعُ أَنْضُرٌ وفي حديث عاصمٍ الأحْول : " رَأَيْتُ قَدَحَ رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم عند أنسٍ وهو قَدَحٌ عريضٌ من نُضار " أي من خشبِ نُضَارٍ وهو خشبٌ مَعْرُوف قيل : هو الأَثْلُ الوَرْسِيُّ اللَّوْن . وقال ابْن الأَعْرابِيّ : النُّضَار : شجرُ الأَثْل وقيل : هو الخِلاف أو هو ما كان عِذْياً على غيرِ ماءٍ أو هو الطويلُ منه المُستَقيمُ الغُصون أو هو ما نَبَتَ منه في الجبل وهو أفضلُه . النُّضار فيما رواه أبو حنيفة : خشبٌ للأواني أجودُ لأنه يُعمَل منه ما رقَّ من الأقداحِ واتَّسَعَ وما غَلُظ ولا يحتمله من الخشب غيرُه . قال : ويُكسَر لُغَتان والأُولى أَعْرَف قال : ومنه كان مَنْبَرُ النبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلَّم . قال الزَّمَخْشَرِيّ ويكون بغَورِ الحِجاز وقال يحيى بن نُجَيْم : كلّ شَجَرِ أَثْلٍ يَنْبُتُ في جبلٍ فهو نُضارٌ وقال الأعشى : .
" تَرَاَمَوْا به غَرَبَاً أو نُضارا والغَرَبُ والنُّضَار : ضَرْبَانِ من الشجرِ تُعمَل منهما الأقداح . وقال مُؤرِّج : النُّضار من الخِلاف يُدفَن خشبُه حتى يَنْضُر ثمّ يُعمَل فيكون أَمْكَن لعاملِه في تَرْقِيقه وقال ذو الرُّمَّة : .
نُقِّحَ جِسْمي عنْ نُضَارِ العُودِ ... بعد اضْطرابِ العُنُقِ الأُمْلودِ