وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقال ابنُ شُمَيْل : النَّثْل : الأدْراع يقال : نَثَلَها عليه وَنَثَلها عنه أي خَلَعَها ونَثَلَها عليه إذا لَبِسَها . قال الجَوْهَرِيّ : يقال نَثَرَ دِرْعَه عنه إذا ألقاها عنه ولا يقال نَثَلَها . قلتُ : والذي قاله أبو عُبَيْدة في كتاب الدِّرْع له ما نصّه : وللدِّرْع أسماءٌ من غيرِ لفظِها فمن ذلك قَوْلُهم : نَثْلَة وقد نَثَلْتُ دِرْعي عني أي ألقيْتُها عني ويقولون : نَثْرَة ولا يقولون نَثَرْتُ عنّي الدِّرْع فتراهم حَوَّلوا اللامَ إلى الراء كما قالوا : سَمَلْت عَيْنَه وسَمَرْت عَيْنَه . ونُرى أنّ النَّثْلَة هي الأصل لأنّ لها فِعْلاً وليس للنُّثْرَة فِعلٌ . انتهى وهو يُخالف ما ذهب إليه الجَوْهَرِيّ وأُرى الزَّمَخْشَرِيّ قد اشتقَّ من النَّثْرَةِ فِعلاً فتأمَّل . النَّثْرَةُ للدوابِّ : شِبه العَطْسَة وفي حديث ابنِ عبَّاس : " الجَرادُ نَثْرَةُ الحُوتِ " أي عَطْسَتُه وفي حديث كَعْب : " إنّما هو نَثْرَةُ حُوتٍ " . والنَّثير كأمير للدَّوابِّ والإبل كالعُطاسِ لنا زادَ الأَزْهَرِيّ . إلاّ أنه ليس بغالب ولكنّه شيءٌ يفعله هو بأنفِه وقد نَثَرَ الحمارُ وهو يَنْثِر نَثِيراً وأنشد ابْن الأَعْرابِيّ : .
فما أَنْجَرَتْ حتى أَهَبَّ بسُدْفَةٍ ... عَلاجيمَ عَيْرِ ابْنيْ صُباح نَثِيرُها واسْتَنْثَرَ الإنْسان : اسْتَنْشَقَ الماءَ ثم اسْتَخْرَج ذلك بنَفْسِ الأنف وهو مَجاز كانْتَثَر وقال ابْن الأَعْرابِيّ : الاسْتِنْثار هو الاسْتِنْشاق وتَحريكُ النَّثْرَةِ وهي طَرَفُ الأنف . وقال الفَرَّاء : نَثَرَ الرجلُ وانْتَثَر واسْتَنْتثَر إذا حرَّك النَّثْرَةَ في الطَّهارة . قال الأَزْهَرِيّ : وقد رُوي هذا الحرفُ عن أبي عُبَيْد أنه قال في حديث النبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم : " إذا تَوَضَّأْتَ فأَنْثِر " من الإنْثار إنّما يقال : نَثَرَ يَنْثِر وَنَثَر يَنْتَثِر وانْتَثَر يَسْتَنْثِر . وفي حديثٍ آخر : " إذا تَوَضَّأَ أحدُكم فليَجْعل الماءَ في أَنْفِه ثم ليَنْثِرْ " قال الأَزْهَرِيّ : هكذا رواه أهلُ الضَّبْطِ لألفاظِ الحديث . قال : وهو الصحيح عندي . وقال الأَزْهَرِيّ : فأَنْثِرْ بقَطعِ الألفِ لا يَعْرِفه أهلُ اللغة . وقال ابنُ الأَثير : نَثَرَ يَنْثِر بالكسر إذا امْتَخَط واسْتَنْثَر اسْتَفْعَل منه : اسْتَنْشَق الماءَ ثم استخرجَ ما في الأنف ويُروى : فأَنْثِرْ بألف مقطوعة وأهلُ اللُّغَة لا يُجيزونه . والصَّوابُ بألفِ الوصل . قلت : ووُجِد بخطِّ الأَزْهَرِيّ في حاشية كتابه في الحديث : " من توضَّأَ فليَنْثِر " بالكسر . يقال : نَثَرَ الجَوز والسُّكَّر يَنْثُر بالضم وَنَثَر من أَنْفِه يَنْثِر بالكسر لا غير . قال : وهذا صحيح كذا حَفِظَه علماءُ اللُّغَة . وقال بعضُ أهل العلم : إنّ الاسْتِنْثارَ غَيْرُ الاستِنْشاق فإنّ الاسْتنشاق هو إدْخال الماءِ في الأنف . والاستنثار هو اسْتِخراج ما في الأنف من أذىً أو مخاط ويدلُّ لذلك الحديث : " أنّ النبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم كان يَسْتَنْشِقُ ثلاثاً في كلِّ مرِّةٍ يَسْتَنْثِر " فجعل الاسْتِنْثار غيرَ الاستنشاق . ويَقرُب من ذلك قَوْلُ مَن فسَّره باستِخراج نَثِير الماءِ بنفَسِ الأنف . والمِنْثار بكسر الميم : نَخْلَةٌ يَتَنَاثَرُ بُسْرُها . وفي الأساس : تَنْفُضُ بُسْرَها كالنَّاثِر وهو مَجاز . منَ المَجاز : قولُ الشاعر : .
إنَّ عليها فارِساً كَعَشَرَهْ ... إذا رأى فارِسَ قَوْمٍ أَنْثَرَهْ