قيل : الكَوْثَرُ هو السَّيِّدُ الكثير الخَيْرِ . الكَوْثَر : النهرُ عن كُراع . في حديث مجاهد : أُعْطِيتُ الكَوْثَر وهو نهرٌ في الجَنَّةِ وهو فَوْعَلٌ من الكَثْرَةِ والواو زائدة ومعناه الخَيْر الكَثير يَتَفَجَّر منه جميع أَنهارِها وهو للنبي صلّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم خاصَّة وبه فُسِّرت الآيةُ وجاءَ في صِفَتِهِ أَنَّهُ أَشدُّ بياضاً من اللَّبَنِ وأَحْلَى من العَسَل حافَتُه قِباب الدُّرِّ المُجَوَّف . والكَثْر بالفَتْح عن ابن درَيْد ويُحَرَّكُ : جُمَّارُ النَّخْلِ عامَّةً أَنصارِيَّة وهوشَحْمُهُ الذي في وسط النَّخلة وهو الجَذَب أيضاً أو طَلْعُها ومنه الحديث : " لا قَطْعَ في ثَمَرٍ ولا كَثَرٍ " ومنه قولُهم : أَكْثَرَ النَّخْلُ إذا أَطْلَعَ . وقد تقدّم في كلام المصنِّف . كثيرٌ كأَمير اسمٌ وكُثَيِّرٌ بالتَّصغير مع التَّشديد : صاحِب عَزَّة مشهور وهو أبو صَخْرٍ كُثَيِّرُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ الشاعرُ . قد سَمَّوا كَثيرَةَ وهو اسمُ امرأَةٍ وكُثَيْراً كزُبَيْر ومُكَثِّراً كمُحَدِّث ومُكْثِراً كمُحْسِن وكُثرَةَ بالضَّمِّ فمن الأَوّل : كَثيرَةُ مولاةُ عائشَةَ حَدَّثَ عنها فَضالَة بن حُصَيْن وكَثيرةُ بنتُ جُبَيْر عن أَبيها وعنها حُمَيْدٌ الطَّويل وأبو كَثيرَة اسمه رُفَيْعٌ روى عن عَلِيّ وعنه عُمَرُ بنُ حُدَير وكَثيرةُ بنتُ أَبي سُفيانَ الخُزاعِيَّةُ لها صُحبَة ذكرها ابنُ مَنْدَه وأَبو نُعَيْم وذكرها ابنُ ماكُولا بموَحّدَة . قلت : روى عنها مَولاها أَبو ورَقَة في فضلِ الأُضْحِيَّة . وأبو كَثيرٍ مَولَى عبدِ اللهِ بنِ جحش كأَمير جعله بعضهم صَحابيّاً وهو وَهَمٌ . وبالتَّصغير مع التَّشديد كُثَيِّر بن عمروٍ الهِلاليّ شاعر . وإبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن كَثيرِ بنِ الصَّلْت الكَثيريّ بالفتح روى عنه الزُّ بيرُ بن بَكّار وولده محمد بن إبراهيم الكَثيريّ روى عنه الطَّحاويّ . وجعفر بن الحسن الكَثيريّ شيخٌ للسَّمْعاني وأَحمدُ ابنُ جوادِ بن قَطَنِ بن كُثَيْر كزُبَيْر سمع القَعْنَبِيّ ذكره المالينيّ . وبالضَّمِّ : كُثَيْرَة بنتُ مالكِ بن عبد الله بن محمد التَّيميّ حدَّثت . وكَثرَى كسَكْرى : صَنَمٌ كان لجَديسٍ وطَسْمٍ كَسَرَهُ نَهْشَلُ بنُ الرُّبَيْسِ بن عَرعَرَةَ ولحِقَ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم فأَسلمَ وكتبَ له كِتاباً : قال عمرو ابن صَخْرِ بن أَشنع : .
حَلَفْتُ بكَثْرَى حَلْفَةً غَيرَ بَرَّةٍ ... لتُسْتَلَبَنْ أَثوابُ قُسِّ بنِ عازِبِ والكَثيراءُ عِقِّيرٌ معروفٌ وهو رُطوبَةٌ تَخرُجُ من أَصلِ شجرةٍ تكونُ بجبالِ بيروتَ ولُبنانَ في ساحلِ الشَّام وله منافعُ وخواصّ مذكورةٌ في كتب الطِّبّ . والكُثرَى كبُشْرَى من النَّبيذِ : الاستكثارُمنه نقله الصَّاغانيّ . ومما يُستَدْرَكُ عليه : قولُهُم : أَكْثَرَ اللهُ فينا مِثلَك : أَدخَلَ حكاه سِيبَوَيه . وفي حديث الإفك : ولها ضرائرُ كَثَّرْنَ فيها أي كَثَّرْنَ القولَ فيها والعَنَتَ لها . وفيه أَيضاً : وكان حسَّان مِمَّنْ كَثَّرَ عليها ورُويَ بالموحَّدة أَيضاً . وعَدَدٌ كاثِرٌ : كثيرٌ قال الأعشى : .
ولستَ بالأكثرِ منهم حَصىً ... وإنَّما العِزَّةُ للكاثِرِ ورجلٌ كَثْرٌ يعنى به كَثْرَةُ آبائه وضُروبُ عَليائِه . وروى ابن شُمَيل عن يونُسَ : رَجُلٌ كثيرٌ ورجالٌ كثيرةٌ ونساءٌ كثيرةٌ . والتَّكاثُرُ : المُكاثَرَةُ . ورجلٌ مَكثورٌ عليه إذا كَثُرَ عليه من يطلب منه المعروفَ . وفي الصحاح : إذا نفِدَ ما عندَهُ وكَثُرَتْ عليه الحقوقُ والمطالَباتُ . والمَكثور : المغلوب وهو الذي تكاثرَ عليه الناسُ فقَهَروه . وتَكَوْثَرَ الغُبارُ إذا كَثُرَ قال حسَّانُ بنُ نُشْبَةَ : .
أَبَوا أَنْ يُبيحوا جارَهُم لِعَدُوِّهِمْ ... وقد ثارَ نقْعُ المَوْتِ حَتَّى تَكَوْثَرا