وفي المُحْكَم : يُقال للنَّصْل العَتيق الذي قد علاه صَدَأٌ فَأَفْسده : عَلَتَهُ كَبْرَةٌ . وكَبُرَ عليه الأمرُ ككَرُمَ : شَقَّ واشْتَدَّ وثَقُلَ ومنه قوله تعالى : " إنْ كانَ كَبُرَ عليكُم " وقَوْلُهُ تَعالى : " أوْ خَلْقَاً ممَّا يَكْبُرُ في صُدوركم " وقَوْلُهُ تَعالى : " وإنَّها لكَبيرةٌ " وفي الحديث : " وما يُعَذَّبانِ في كَبيرٍ " أي أمرٍ كان يَكْبُرُ عليهما ويَشقُّ فِعلُه لو أراداه لا أنَّه في نَفْسِه غَيْرُ كَبير . والكِبْرُ بالكَسْر : الكُفْرُ والشِّرك ومنه الحديث : " لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ منْ في قَلْبِه مِثْقالُ حبَّة خَرْدَلٍ منْ كِبْرٍ " . وعن أبي عَمْرُو : الكابِرُ : السَّيِّد . والكابِر : الجَدُّ الأَكْبَر . وَيَوْمُ الحجِّ الأَكْبَر قيل : هو يَوْمُ النَّحْرِ وقيل : يومُ عَرَفَةَ وقيل غير ذلك . وفي الحديث : " لا تُكابِروا الصَّلاةَ " أي لا تُغالِبوها . وقال شَمِرٌ : يُقال : أتاني فُلانٌ أَكْبَرَ النَّهارِ وشبابَ النَّهارِ أي حينَ ارْتَفَعَ النَّهارُ . قال الأعشى : .
ساعةً أَكْبَرَ النَّهارِ كما شَدَّ ... مُحيلٌ لبُونَه إعْتاما وهو مَجازٌ يقول : قَتَلْناهُم أوَّلَ النّهار في ساعةٍ قَدْرَ ما يَشُدُّ المُحيلُ أخلافَ إبلِهِ لئلاَّ يَرْضَعها الفُصْلان . والكِبْريت فِعْليتٌ على قَوْلِ بعض فهذا محلُّ ذِكْره يُقال : ذهبٌ كِبْريتٌ أي خالِصٌ وقد تَقَدَّم ذكرُه في التَّاء . وقَوْلُهُ تَعالى : " قال كَبيرُهم أَلَمْ تَعْلَموا أنَّ أباكُم " قال مجاهدٌ : أي أَعْلَمُهم كأنَّه كان رئيسَهم . وأمّا أَكْبَرُهُم في السِّنِّ فرُبيل . والرَّئيسُ كان شَمعون . وقال الكَسائيُّ في روايته : كَبيرُهم يَهوذا . وقَوْلُهُ تَعالى : " إنَّه لكَبيرُكُم الذي علَّمَكُم السِّحْر " أي مُعَلِّمُكُم ورئيسُكم . والصَّبيُّ بالحجاز إذا جاءَ من عند مُعلِّمه قال : جئتُ من عند كَبيري . والأَكابِر : أَحْيَاءٌ من بَكْرِ بن وائل وهم : شَيْبَان وعامرٌ وجُلَيْحَةُ من بني تَيْم الله بن ثَعْلَبةَ بنِ عُكابَة أصابتْهُم سنَةٌ فانْتَجَعوا بلادَ تَميم وضَبَّةَ ونزلوا على بَدْرِ بن حَمْرَاءَ الضَّبِّيِّ فأجارَهُم وَوَفَى لهم وفي ذلك يقول بَدْرٌ : .
وَفَيْتُ وَفاءً لمْ يرَ الناسُ مِثْلَهُ ... بتِعْشارَ إذْ تَحْبُو إليَّ الأَكابِرُ والكُبُر بضَمَّتَيْن : الرِّفْعَةُ في الشَّرف قال المَرَّار : .
وليَ الأَعْظَمُ من سُلاَّفِها ... وليَ الهامةُ فيها والكُبُرْ