والصَّيْرُ بالفتح : القَطْعُ يقال : صارَهُ يَصِيرُه : لغة في صارَه يَصُورُه أي قَطَعَه وكذلك أمالَه . وقال أبو الهَيْثَم : الصَّيْرُ رُجُوعُ المُنْتَجِعِينَ إلى مَحاضِرِهِمْ يقال : أين الصّائِرةُ ؟ أي أين الحاضِرَةُ ويقال : جَمْعَتْهُم صائِرَةُ القَيْظِ . والصَّيْرَةُ بهاءٍ : ع باليَمَنِ في جَبَلِ ذُبْحَانَ . والصَّيِّرُ ككَيِّسٍ : الجَمَاعَةُ نقله الصّاغانيّ وقال طُفَيْلٌ الغَنَوِيّ : .
أمْسَى مُقيِماً بذِي العَوْصاءِ صَيِّرُه ... بالبِئْرِ غادَرَهُ الأَحْيَاءُ وابْتَكَرُوا قال أبو عَمْرُو : الصَّيِّرُ : القَبْرُ يقال : هذا صَيِّرُ فُلانٍ أي قَبْرُه وقال عُرْوَةُ بنُ الوَرْدِ .
أحادِيثُ تَبْقَى والفَتَى غيرُ خَالِدٍ ... إذا هو أمْسَى هامَةً فوقَ صَيِّرِ والصِّيَارُ كديَارٍ : صَوْتُ الصَّنْجِ قال الشاعر : .
كأنَّ تَرَاطُنَ الهَاجاتِ فيهَا ... قُبَيْلَ الصُّبْحِ رَنّاتُ الصِّيَارِ يُريد رَنِينَ الصَّنْجِ بأَوْتَارِه وقد تقَدّم تَخطِئةُ المصَنِّف الجوهريّ في صبر .
وتَصَيَّرَ فلانٌ أبَاهُ إذا نَزَعَ إليهِ في الشَّبَهِ . ومما يستدرك عليه : المَصِيرَةُ : الصَّيُّورُ والصِّيرُ . ويقال للمَنْزِلِ الطَّيِّبِ : مَصِيرٌ ومِرَبٌّ ومَعْمَرٌ ومَحْضَرٌ . ويقال : أينَ مَصِيرُكُم أي منزِلُكُم . ومَصِيرُ الأمْرِ : عاقِبَتُه . وتقولُ للرّجُلِ : ما صَنَعْتَ في حاجَتِك فيقُول : أنا على صِيرِ قَضَائِها وصُمَاتِ قَضَائهَا أي على شَرَفٍ من قَضَائِهَا قال زُهَيْرٌ : .
وقدَْ كُنْتُ مِنْ سَلْمَى سِنِنَ ثَمَانياَ ... على صِيرِ أمرٍ يَمَرُّ وما يَحْلُو والصّائِرِةُ : المَطَرُ . والصّائِرُ : المُلَوِّي أعْنَاقَ الرِّجالِ . والصَّيْرُ : الإمالةُ . وقال ابن شُميل : الصَّيِّرَة بالتَّشْدِيد : على رأْسِ القَارَة مِثل الأمَرَةِ غير أنها طُوِيَتْ طَيّاً والأمَرَةُ أطْوَلُ منها وأعظَمُ وهما مَطْوِيَّتَانِ جميعاً فالأَمَرَةُ مُصَعْلَكَةٌ طَوِيلة والصَّيِّرَة مُسْتَدِيرَة عَرِيضَة ذاتُ أرْكَان وربُما حُفِرَت فَوُجِد فيها الذَّهَبُ والفِضَّةُ وهي من صَنْعَةِ عادٍ وإرَمَ . وصَارَ وَجْهَه يَصِيرُه : أقْبلَ به . وعَيْنُ الصِّيرِ بالكسر : مَوضِعٌ بمِصْرَ . وصائِرٌ : وادٍ نَجْدِيٌّ . ومحمّدُ بنُ المُسْلِم بن عليّ الصّائِريّ كتَبَ عنه هِبَةُ الله الشِّيرازِيّ .
فصل الضاد المعجمة مع الراءِ .
ضبر .
ضَبَرَ الفَرَسُ وكذلك المُقَيَّدُ في عَدْوِه يضْبِر بالكَسْر ضَبْراً بالفتح وضَبَرَاناً محّركةً إذا عَدَا وفي المحكم : جَمَعَ قَوائِمَهُ وَوَثَبَ . وقال الأصمعيّ : إذا وَثَبَ الفَرَسُ فوَقَعَ مَجْموعةً يَدَاهُ فذلك الضَّبْرُ قال العَجّاجُ يَمدح عُمَر بنَ عُبَيْدِ الله ابنِ مَعْمَرٍ القُرَشِيّ : لقَدْ سَمَا ابنُ مَعْمَرٍ حينَ اعْتَمَرْ مَغْزيً بَعِيداً من بَعِيدٍ وضَبَرْ يقول : ارْتَفَع قَدْرُه حينَ غَزَا مَوضِعاً من الشام وجَمعَ لذلك جَيْشاً . وفي حديث سعْدِ بنِ أبي وَقّاص : الضَّبْرُ ضَبْرُ البَلْقاءُ : فَرَسُ سَعْد وكان أبو مِحْجَن قد حَبَسَه سَعْدٌ في شُرْبِ الخَمْرِ وهم في قِتالِ الفُرْسِ فلمّا كان يوم القادِسيّة رأى أبو مِحْجَن الثَّقَفِيُّ من الفرسِ قُوَّةً فقال لامرأةِ سَعْد : أطْلقِيِني ولك اللهُ عَلَى أنْ أرجِعَ حتّى أضَعَ رِجْلي في القَيْد فحَلَّتْه فركِبَ فَرساً لسعْدٍ يقال لها : البَلْقَاءُ فجعلَ لا يَحْمِل على ناحية من العَدُوِّ إلا هَزَمَهُم ثم رَجَعَ حتّى وَضعَ رِجْلَه في القَيْدِ ووَفَى لها بذِمَّتِه . فلمّا رَجَع أخبَرَتْهُ بما كانَ مِن أمرِه فخَلَّى سَبيلَه . وضَبَرَ الكُتُبَ يَضْبِرُها ضَبْراً بالفَتْح : جَعَلَها إضْبَارةً أي حُزْمَةً كما سيأتي . ضَبَرَ الصَّخْرَ يَضْبِرُه ضَبْراً : نَضَّدّه قال الراجِزُ يصف ناقَةً : تَرَى شُؤُنَ رَأسِها العَوارِدا مَضْبُورةً إلى شَباً حَدَائِدا ضَبْرَ بَراطِيلَ إلى جَلامِدا هكذا أنشدَه الجَوهريّ قال الصّاغاني : والصَّوَابُ يَصِف جَمَلاً وهذا موضع المَثَلِ اسْتَنْوَق الجَمَلُ والرَّجَز لأبي محمد الفَقْعَسيّ والرواية شُؤُنَ رأْسِه