واستشهد به الأزهري أيضاً ويُروى صَبارةَ بفتح الصاد جمعُ صَبَارٍ والهاءُ داخلةٌ لجَمعِ الجَمع لأنّ الصِّبارَ جمعُ صُبرة وهي حِجارةٌ شَديدةٌ . وقال ابنُ بَريّ : وصوابه : لم يُخلقْ صِبارهْ بكسر الصاد قال : وأما صُبارةُ وصَبَارةُ فليس بجمعٍ لصَبْرةٍ لأنّ فَعَالاً ليس من أبنيةِ الجُموع وإنما ذلك فِعالٌ بالكَسْر نحو حجَارٍ وجِبالٍ . قا ابنُ بَريّ : البيتُ لَعمرو بنِ مِلقطٍ الطائيّ يُخاطبُ بهذا الشَّعْرِ عَمرو بنَ هِند وكان عمْرو بنُ هِنْدِ قُتلَ له أخٌ عند زُرارةَ بنِ عُدُسٍ الدارميّ وكان بين عَمرو بنِ مِلقطٍ وبين زُرَارةَ شَرٌّ فحرضّ عمرو بنَ هِند على بني دارِمٍ يقول : ليس الإنسانُ بحجرٍ فيصبرَ على مِثلِ هذا وبعد البيت : .
وحَوادثُ الأيامِ لا ... يبقى لها إلا الحِجارهْ .
ها إنَّ عِجْزَةَ أُمهِ ... بالفسحِ أَسفلَ من أُوَارَهْ .
تَسفي الرياحُ خِلالَ كَش ... حيهِ وقد سَلَبوا إِزَارَهْ .
فاقْتُلْ زُرارةَ لا أرى ... في القومِ أوفي من زُرارهْ قيل : الصبارةُ : قِطعةٌ من حدِيدٍ أو حجارةٍ . الصَّبَارةُ بتشديدِ الراءِ : شِدةُ البَرْدِ وقد تُخَفّف كالصبرةِ بفتح فسكون التخفيف عن اللحيانيّ يقال : أتيتهُ في صَبارةِ الشِّتاءِ أي في شِدة البرْدِ وفي حديث عليّ Bه " قُلتُم : هذهِ صَبارةُ القُرِّ " هي شِدةُ البَرد كحَمَارةِ القيظِ . يقال : سَلكوا أُم صَبارٍ ككتان وَقَعوا في أُمِّ صَبُّورٍ التي بأيدينا وهو خطأٌ والصواب الحَرة كما في المُحْكم والتهْذِيبِ والتكملة مُشتقٌّ من الصُّبُرِ التي هي الأرضُ ذاتُ الحَصباءِ أومن الصُّبَارةَ وخصَّ بعضُهم به الرَّجْلاءَ منها والداهيةُ ففي كلام المصنف لَفٌّ ونَشْرٌ مرَتب . قال ابنُ بَريّ : ذكر أبو عُمر الزّاهِد أنّ أم صَبارٍ الحَرةُ . وقال الفَزَاريّ هي حرةُ لَيلى وحَرةُ النار قال : والشاهدُ لذلك قولُ النابغةِ : .
تُدافعُ الناسَ عنها حِينَ يركبها ... من المَظالمِ يُدعى أمَّ صَبارِ أي تدفعُ الناسَ عنها فلا سَبيلَ لأحدٍ إلى غَزْوِنا لأنها تَمنعهم من ذلك لِكونِها غَليظَةً لا تَطَؤها الخَيلُ ولا يُغار علينا فيها وقوله : من المَظالمِ جَمع مُظلمة أي حرة سَوداء مُظلمة . وقال ابنُ السكيت في كتاب الألفاظ في باب الاختلاط والشر يقع بين القومِ : وتُدعى الحَرةُ والهضبةُ أُمّ صَبارِ . وروى عن ابنِ شُميل أن أُم صَبارٍ هي الصفاةُ لا يَحيكُ فيها شَيءٌ قال : وأما أُمُّ صَبُّورٍ فقال أبو عَمرٍو الشيبانيّ : هي الهَضبةُ التي ليس لها مَنْفَذٌ يقال : وَقَعَ القَومُ في أُمِّ صَبُّور أي في أَمرٍ مُلتبسٍ شَديدٍ ليس له مَنْفَذٌ كهذهِ الهَضبةِ التي لا منفذَ لها وأنشدَ لأبي الغَرِيبِ النَّصْريّ : .
أوْقَعَهُ اللهُ بسوءِ فِعْلِه ... في أُمِّ صَبُّورٍ فأودى ونَشبْ قيل : أُمُّ صَبارٍ وأُم صَبُّورٍ كِلتاهما الداهيةُ والحربُ الشَّديدةُ وفي المحكم : يُقال : وقعوا في أم صَبار وأُم صَبور قال هكذا قرأته في الألفاظ : صَبَّور بالباءِ قال : وفي بعضِ النُّسَخِ أُمُّ صَيُّور كأنها مُشتقة من الصيارةِ وهي الحجارةُ . والصَّبِرُ ككَتِفٍ هذا الدَّوَاءُ المُرُّ ولا يسكنُ إلا في ضَرُورةِ الشِّعْرِ قال الراجر : .
" أمرَّ مِنْ صَبرٍ ومَقْرٍ وخُضَضْ . كذا في الصحاح وفي الحاشية الخُضَضُ : الخُولانُ وقيل : هو بِظاءَينِ وقيل يِضَادٍ وظاءٍ وقال ابنُ بَريّ صوابُ إنشاده أمرَّ بالنصب وأورده بظاءين لأنه يَصفُ حَية وقبله : .
" أرقشَ ظَمآنَ إذا عُصرَ لفظْ . قال شيخنا : على أن التسكينَ حكاه ابن السيد في كتاب الفرقِ له وزاد : ومِنهم من يُلقى حركةَ الباءِ على الصادِ فيقول : صِبْر بالكسر قال الشاعر : .
تَعَزَّبْتُ عنها كارِهاً فترَكْتُها ... وكان فِراقِيها أَمرَّ من الصِّبْرِ ثم قال : والصبر بالكسر لغة في الصَّبِر وذكر مثله في كتاب المُثلث له وصَرح به في المِصْباحِ وذكرهُ غيرُ واحدٍ انتهى . وفي المُحكم : الصَّبِرُ : عُصارةُ شَجَرٍ مُرٍّ والواحدة صَبِرةُ وجمعه صُبُورٌ قال الفَرذَدقُ :