قالوا : هذا هو الأصلُ في الاستعمال ثمّ كُنِنى به عن الجُملة كما يقال أخذَه بأطْرافِه ويمَثّل به لمن يتوَجَّه للشيْءِ بكُلِّيَّته فيقال : ألْقى عليه شَراشِره كما قاله الأصمعيّ كأنَّه لتهَالُكهِ طَرحَ عليه نفْسَه بكلِّيته قال شيخنا نقلاً عن الشهاب وهذا هو الذي يَعْنُون في إطْلاقه ومُرادُهم : التَّوجُّهُ ظاهراً وباطناً الواحدة شُرْشُرَةٌ بالضم وضبطه الشِّهاب في العناية في أثناءِ الفاتحة بالفتحِ كذا نقله شيخُنا . وشَراشِره : قَطَّعه وشَّقَقهُ . وفي حديث الرُّؤيا " فيُشَرْشِرُ بشدْقهِ إلى قَفاه " . قال أبو عبيد : يعني يُقَطِّعه ويُشَقَّقه وقال أبو زُبيْد يصفُ الأَسدَ : .
يَظَلُّ مُغبّاً عنده مِن فَرائسٍ ... رُفاتُ عظامٍ أو غريضٌ مُشَرْشَرُ وقيل : شرْشَر الشَّيْءَ إذا عَضَّه ثم نَفَضَه . وشَرْشَرَتْه الحيَّةُ : عضَّتْ . شَرْشَرت الماشيةُ النَّباتَ : أكَلَتْه أنشد ابن دُريد لجُبَيْها الأسدي : .
فلوْ أنَّها طافتْ بنَبْت مُشرْشَر ... نفى الدِّقَّ عنه جدْبُه وهو كالِحُ وشرْشَرَ السِّكِّينَ : أحدَّها على الحجَرِ حتى يَخْشُن حَدُّها . والشُّرْشُورُ كعُصفُور : طائرٌ صغيرٌ قال الأصمعيّ : يُسَميه أهلُ الحجازَ هكذا ويسمّيه الأعرابُ البرْقش وقيل : هو أغْبَرُ على لَطافهِ الحُمَّرَةِ وقيل : هو أكبرُ من العُصفورِ قليلاً . والشرْشِرةُ بالكسرِ : عُشْبةُ أصغرُ من العرْفجِ ولها زهْرةٌ صفراءُ وقُضُبٌ وورقٌ ضخامٌ غيرٌ منبِتُها السَّهلُ تنْبُتُ مُتفسِّحة كأنها الحبالُ طُولاً كقيس الإنسانِ قائماً ولها حَبٌ كحَبِّ الهَرَاسِ وجمْعُها شِرْشِرٌ قال : .
تَرَوى من الأحْداثِ حتّى تلاحقَتْ ... طَرائِقُه واهْتَّزَّ بالشِّرْشِرِ المَكْرُ وقال أبو حنيفَةَ عن أبي زياد : الشِّرْشِرُ يذْهبُ حِبالاً على الأرْضِ طُولاً كما يَذْهَبُ القُطَبُ إلا أنَّه ليس له شوْكٌ يُؤذي أحداً وسيأْتي قريباً في كلام المصنّف فإنه أعاده مرتيْن زَعْماً منه بأنّهما مُتغايرانِ وليس كذلك . والشِّرْشِرةُ بالكسر : القطْعةُ من كلِّ شْيءٍ . وشُراشِرٌ بالضم وشُرَيْشِرٌ كمُسَيْجد وشُرَيْشيرٌ كمُحَيْرِيب وشَرْشَرَةُ بالفتح أسماءٌ وكذا شَرارَةُ بالفتح وشِرْشِيرٌ . وشُرَيْرٌ كزُبَيْرٍ : ع على سبعة أميال من الجارِ قال كُثيرِّ عزَّةَ : .
دِيارٌ بأعْناءٍ الشُّرَيْرِ كأَنَّما ... عليهنَّ في لأكنافِ عَيْقةَ شِيدُ كذا في اللّسان ونقل سيخُنا عن اللّسان أنه أطُمٌ من الآطامِ ولم أجده في اللسان . ونقل عن المراصد أنه بديار عبد القيْس . قلْت : ونقل بعضُهم فيه الإهمال أيضاً وقد تقدم الإيماءُ بذلك . وشَرَّى كحتّى : ناحيةٌ بهَمَذان نقله الصاغانيّ . وشروْرى : جبلٌ لبني سُليْم مُطِلٌّ على تَبوك في شرْقّيها ويُذْكر مع رحْرَحان وهو أيضاً في أرضِ بني سُليْمٍ بالشام .
والمُشَرْشِرُ كمُدَحْرج : الأسد من الشَّرْشَرةِ وهو عضُّ الشْيءِ ثم نفْضُه كذا قاله الصّاغانيّ : وعن اليَزيديّ : شَرَّرّه تشْرِيراً : شَهَره في الناس . قيل لللأسديَّةِ أو لبعضِ العربِ : ما شَجَرَةُ أبيك ؟ فقال : قُطبٌ وشرْشرٌ ووطْبٌ جَشِرٌ . قال الشَّرْشَرُ خيرٌ من الإسْليخ والعَرْفَجِ . قال ابن الأعرابيّ : ومن البُقول الشَّرْشَرٌ هو بالفتح ويُكسرُ . وقال أبو حنيفة عن أبي زياد الشِّرشِرُ : نَبْتٌ يذْهبُ حِبالاً على الأرْضِ طولاً كما يذْهب القُطبُ إلا أنه ليس له شَوكٌ يُؤذِي أحداً . وقال الأزهريّ : هو نَبْتٌ معروفٌ وقد رأيتُه بالباديةِ تَسْمن الإبلُ عليه وتغْزُر وقد ذكره ابن الأعرابيّ وغيره في أسماءِ نُبُوتِ البادية .
وشِواءٌ شَرْشَرٌ كجَعْفر : يتقاطَرُ دَسَمُه مثل شَلْشَل وكذلك شِواءٌ رِشْراشٌ وسيأتي في محلّه وتقدم له ذكر في س ع ب ر ومما يستدرك عليه : شَرَّيَشُرِّ إذا زاد شَرُّه وقال أبو زيد : يقال في مثلٍ كُلّما تَكْبَر تَشِرّ وقال ابن شُمَيْل : من أمثالهم شُرّاهُنّ مُرّاهُن . وقد أشَرَّ بنو فُلانٍ فُلاناً أي طَرَدوه وأوْحَدوه . والشُّرَّي بالضم : العَيَانةُ من النساءِ قاله أبو عَمْرٍو . والأشِرةُ : البُحور وبه فُسّر قولُ الكُمَيْت :