قال البَغَوي في تفسيره : قيل : لما وَلَدَتْهُ أمه في السنة التي كان يُقتلُ فيها البنونَ وضَعَتْه في كَهْفٍ حَذَراً عليه فبعَث الله جِبْرِيلَ ليُرَبِّيَه لِمَا قَضَى اللهُ عليه وبه من الفِتْنَة . وإِبْرَاهيمُ بنُ أَبي العَبّاسِ السَّامَرِيّ بفتح المِيم وضَبطَه الحافظُ بكسرها : مُحَدِّثٌ عن محمدِ بنِ حِمْيَر الحِمْصِيّ قال الحافظ : وهو من مشايخِ أحمدَ بنِ حَنْبَل ورَوَىَ له النَّسَائِي وكأَن أَصلَه كان سامِرِيًّاًّ أو جاوَرَهم وقيل : نُسبَ إلى السّامِرِية مَحَلة ببَغْدَادَ وليس من سَامَراَّ التي هي سُرّ مَنْ رَأَى كما يظنه الأكثرون وقد تقدم سامَراّ .
وسُمَيْرَةُ كجُهَيْنةَ : امْرَأةٌ من بَنِي مُعَاوَيَةَ بنِ بَكْرٍ كانَتْ لهَا سِنٌّ مُشْرِفَةٌ على أَسْنَانِها بالإفراط . سِنّ سُمَيْرَةَ جَبَلٌ بل عَقَبَة قُرْبَ هَمَذَان شُبِّه بسِنِّهَا فصارَ اسماً لها . السُّمَيْرَةُ : وادٍ قُرْبَ حُنَيْن قُتْلَ به دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّة . والسَّمَرْ مَرَةُ : الغُولُ نقله الصغانيّ . والتَّسْمِيرُ بالسين وهو التَّشْمِيرُ بالشين ومنه قول عُمَرَ Bه : " ما يُقِرُّ رَجُلٌ أنه كان يَطَأُ جارِيَتَه إِلا ألحَقتُ به ولدَهَا فمن شاءَ فليُمْسِكْهَا ومن شاءَ فليُسَمِّرْها . قال الأَصمعي : أرادَ به التَّشْمِيرَ بالشين فحوله إلى السّين و هو الإِرْسالُ والتَّخْلِيَةُ وقال شَمرِ : هما لُغَتَان بالسين والشين ومعناهما الإِرسال وقال أبو عُبَيْد : لم تُسْمَع السين المهملة إلا في هذا الحديث وما يكونُ إلا تَحْوِيلاً كما قال : سَمَّتَ وشَمَّتَ .
التَّسْمِيرُ : إرسالُ السَّهْمِ بالعَجَلةِ . والخَرْقَلَةُ : إرْسَالُه بالتَّأَنِّي كما رواه أبو العَباس عن ابن الأَعرابي يقال للأَوّل : سَمَرْ فقد أَخْطَبَك الصَّيْدُ للآخر : خَرْقِلْ حتَّى يُخْطِبَكَ . ومما يستدرك عليه : عامٌ أَسْمَرُ إِذا كان جَدْباً شديداً لا مَطَرَ فيه كما قالوا فيه : أَسْوَد قال أَبو ذُؤيبٍ الهُذليُّ : .
وقد عَلِمَتْ أبناءُ خِنْدِفَ أنَّه ... فَتاهَا إذا ما اغْبَرَّ أسْمَرُ عاصِبُ . وقوم سُمّارٌ وسُمَّرٌ كَرُمّان وسُكَّر . والسَّمْرَةُ : الأُحْدُوثَةُ باللَّيْل . وأسْمَرَ الرجلُ صار له سَمُرٌ كأَهْزَلَ وأَسْمَنَ . ولا أفعلُه سَمِيرَ اللَّيَالِي أي آخِرَها وقال الشَّنْفَرَي : .
هُنَالِكَ لا أرْجُو حَياةً تَسُرُّنِي ... سَمِيرَ اللَّيَالِي مُبْصَراً بالجَرَائِرِ وسامِرُ الإبِل ما رَعَى منها باللَّيْل . والسُمَيْرِيَّةُ : ضَرْبٌ من السُّفُنُ . وسَمَّرَ السفينةَ أيضاً : أرْسَلَها وسَمَّرَ الإبِلَ : أهْمَلَهَا تَسْمِيراً وسَمَّرَ شَوْلَه : خَلاَّها وسَمَّرَ إبلَه وأسْمَرَها إذا كَمَشَها والأصل الشين فأبدلوا مِنها السّين قال الشاعر : .
أرَى الأسْمَرَ الحُلْبُوبَ سَمَّرَ شَوْلَنا ... لشَوْلٍ رَآها قّدْ شَتَتْ كالمَجَادِلِ قال : رَأى إبِلاً سِمَاناً فتَرَكَ إبَلَهُ وسَمَّرها أي سَيَّبَها وخَلاّهَا . وفي الحديث ذكر أصحاب السَّمُرَة وهم أصحابُ بَيْعَةِ الرِّضْوان . والسُّمَار كغُرَابٍ : موضعٌ بين حَلْيٍ وجُدَّة وقد ورَدْتُه . وسُمَيْر كزُبَيْر : جَبَلٌ في ديار طَيِّئٍ . وكأَمِير : اسمُ ثَبِيرٍ الجَبَل الذي بِمَكَّة كان يُدْعَى بذلك في الجاهلية . والسَّامِرِيَّةُ : مَحلَّة ببغْدَادَ . وقال الأزْهَرِيّ : رأيتُ لأبي الهَيْثَمِ بِخَطّه : .
فإن تَكُ أشْطَانُ النَّوَى اخْتَلَفَتْ بِنَا ... كما اخْتَلَفََ ابنْا جَالِسٍ وسَمِيرِ