فإنه فُسِّرَ بالوَجْهَيْن وكذا قوله تعالى : " إنَّما أنْتَ من المُسَحّرين " من التَّغْذِية والخَدِيعَة . وقال الفَرّاءُ . أَي إنّك تَأْكُل الطَّعَام والشَّرَابُ فُتَعَلَّلُ به . وفي التَّهْذِيب : سَحَر الرَّجلُ إِذَا تَبَاعَدَ . وسَحِرَ كسَمِع : بَكَّرَ تَبكِيراً . والمَسْحُورُ : المُفْسَدُ من الطَّعَامِ . وهو الذي قد أُفِسد عَمَلُهُ قال ثعلب طَعامٌ مَسْحُورٌ : مَفْسُودٌ . قال ابنُ سِيدَه : هكذا حَكَاه : " مَفْسُود " لا أدرِي هو على طَرْح الزائد أم فَسَدْتُه لُغَةٌ أم هو خَطَأٌ . والمَسْحُور أيضاً المُفْسَد من المَكَانِ لِكَثْرَةِ المَطَرِ والذي قاله الأَزْهَرِيّ وغيره : أرض مَسْحُورَة : أصابَهَا من المَطَرِ أكثَرُ مِمَّا يَنْبَغِي فأفْسَدَها أو من قِلَّة الْكَلإ قال ابن شُمَيْلٍ : يُقال للأرض التي لَيْسَ بها نَبْتٌ : إنما هي قَاعٌ قَرَقُوسٌ . وأرْضٌ مُسْحُورَةٌ : قَلِيلَةُ اللَّبَنِ أَي لا كَلأّ فِيهَا . وقال الزَّمَخْشَرِىّ : أرضُ مَسْحُوَرةٌ لا تُنْبِت وهو مَجَاز .
والسَّحِيرُ : كأميرٍ : المُشْتَكِى بَطْنَه من وَجَعِ السَّحْرِ أَي الرِّئَةِ فإذا أَصابَه منه السِّلُّ وذَهَبَ لحمُه فهو بَحِيرٌ . السَّحِير : الفَرَسُ العَظِيمُ البَطْنِ كذا في التَّكْمِلَة . وفي غيرها : العَظِيمُ الجَوْفِ . والسُّحَارَةُ بالضَّمّ من الشَّاةِ : ما يَقْتَلِعُه القَصَّاب فيرَمْى به من الرِّئَة والحُلْقُومِ وما تَعَلَّق بها جُعِلَ بناؤُه بناءَ السُّقَاطة وأخواتِها . السَّحْر بالفَتح والسَّحَّارَة كجَبَّانَة : شَيْءٌ يَلعَبُ به الصِّبْيانُ إِذَا مُدَّ من جانب خَرَجَ على لَوْنٍ وإذا مُدَّ من جانِبٍ آخَرَ خَرَجَ على لَوْنٍ آخَرَ مُخالِفٍ للأوّلِ وكلُّ ما أشْبَه ذلك سَحَّارَة قاله اللَّيثُ وهو مَجَاز . والإسْحَارُّ والإسْحَارَّةُ بالكسر فيهما ويُفْتَح والرَّاءُ مُشَدَّدَةٌ و قال أبو حَنِيفَة : سَمِعتُ أعرابِياً يقول : السِّحَارُ وهذه مُخَفَّفَةٌ أَي ككِتَاب فطَرَحَ الألِفَ وخَفَّفَ الرَّاءَ : بَقْلَةٌ تُسَمِّنُ المالَ وزَعَم هذا الأعرابي أَن نَباتَه يُشْبِه الفُجْلَ غير أنه لا فُجْلَةَ له قوال ابن الأعرابي : .
" وهو خَشِنٌ يَرْتفع في وَسَطه قَصَبَةٌ .
" في رَأْسِها كُعْبُرَةٌ ككُعْبُرَةٌ الفُجْلَةِ فيهَا حَبٌّ له دُهْن يُؤْكَل ويُتدَاوَى به وفي وَرَقِه حُرُوفَةٌ لا يأْكُلُه النَّاس ولكنه ناجِعٌ في الإبل . ورَوَى الأَزْهَرِيّ عن النَّضْر : الإسْحَارَّة : بَقْلةٌ حارَّةٌ تَنْبُت على سَاقٍ لها وَرَقٌ صِغَارٌ لها حَبَّةٌ سَوْدَاءُ كأنَّهَا شِهْنِيزَةٌ . والسَّوْحَرُ : شَجَرُ الخِلاَف والواحدةُ سَوْحَرَةٌ هو الصَّفْصَاف أيضاً يمانية وقيل بالجيم وقد تقدم . وسَحَّارٌ ككَتَّان وفي بعض النُّسخ : ككِتَاب صَحابِيٌّ . وعبد الله بن مُحَمَّد السِّحْرِيُّ بالكسر : مُحَدِّثٌ عن ابن عُيَيْنَة وعنه مُحَمَّد بن الحُصَيْب ولا أدْرِي هذه النِّسبة إلى أَيِّ شَيْءٍ ولم يُبَيِّنُوه . والمُسَحَّر كمُعَظَّم : المُجَوَّفُ قاله الفَرّاءُ في تَفْسِير قوله تعالى : " إنَّمَا أنْتَ من المُسَحَّرِين " كأنَّه أُخِذَ من قولهم : انتفَخَ سَحْرُك أَي أنَّك تُعَلَّل بالطَّعَام والشَّرَاب . واسْتَحَرَ الدِّيكُ : صاحَ في السَّحَرِ والطَّائِرُ : غَرَّدَ فيه قال امرؤ القيس : .
كأَنَّ المدَُامَ وصَوْبَ الغَمَامِ ... ورِيحَ الخُزَامَى ونَشْرَ القُطُرْ .
يُعَلُّ به بَرْدُ أنْيَابِهَا ... إِذَا طَرَّبَ الطاِئُر المُسْتَحِرْ ومما يستدرك عليه :