الاتّحاد في الصَّرْف غير أنَّه في الأوّل : إليه وفي الثاني : عنه إلى قولِه الآخر والعبارة ظاهرةٌ لا تناقُضَ فيها فتأمَّل . وقال بعض أئِمَّة الغَرِيب وقيل إنّ معناه إنَّ مِنَ البَيَانِ ما يَكْتَسِب من الإثْمِ ما يكَتسِبه الساحِرُ بسحْرِه فيكون في مَعْرض الذَّمّ . وبه صَرَّحَ أبو عُبَيْد البَكْريّ الأنْدلسُي في شَرْح أمثال أبي عُبَيْد القاسم بن سَلاَّم وصَحَّحَه غَيْرُ واحدٍ من العُلماءِ ونقَله السّيوطيّ في مرقاة الصُّعود فأَقَرَّه وقال : وهو ظَاهِرُ صَنِيع أبي دَاوودَ . قال شيخُنَا : وعندي أَنَّ الوَجْهَيْن فيه ظَاهِرَانِ كما قال الجَمَاهِيرُ من أربابِ الغَرِيبِ وأهل الأمثال . وفي التَّهْذيب : وأصْلُ السِّحْر : صَرْفُ الشَّيْء عن حَقِيقَته إلى غَيْرِه فكأنّ السَّاحِرَ لما أرَى الباطِلَ في صُورِة الحَقِّ وخَيَّل الشَّيْءَ على غير حَقْيقَته فقد سَحَرَ الشَّيْءَ عن وَجْهِه أَي صَرَفه . ورَوَىَ شَمِرٌ عن ابن أبي عائشة قال : العرب . إنَّما سَمَّت السِّحْرَ سِحْراً لأنه يُزِيل الصِّحَّة إلى المَرَض وإنما يقال سَحَره أَي أزالهَ عن البُغْض إلى الحُبّ . وقال الكميت : الاتّحاد في الصَّرْف غير أنَّه في الأوّل : إليه وفي الثاني : عنه إلى قولِه الآخر والعبارة ظاهرةٌ لا تناقُضَ فيها فتأمَّل . وقال بعض أئِمَّة الغَرِيب وقيل إنّ معناه إنَّ مِنَ البَيَانِ ما يَكْتَسِب من الإثْمِ ما يكَتسِبه الساحِرُ بسحْرِه فيكون في مَعْرض الذَّمّ . وبه صَرَّحَ أبو عُبَيْد البَكْريّ الأنْدلسُي في شَرْح أمثال أبي عُبَيْد القاسم بن سَلاَّم وصَحَّحَه غَيْرُ واحدٍ من العُلماءِ ونقَله السّيوطيّ في مرقاة الصُّعود فأَقَرَّه وقال : وهو ظَاهِرُ صَنِيع أبي دَاوودَ . قال شيخُنَا : وعندي أَنَّ الوَجْهَيْن فيه ظَاهِرَانِ كما قال الجَمَاهِيرُ من أربابِ الغَرِيبِ وأهل الأمثال . وفي التَّهْذيب : وأصْلُ السِّحْر : صَرْفُ الشَّيْء عن حَقِيقَته إلى غَيْرِه فكأنّ السَّاحِرَ لما أرَى الباطِلَ في صُورِة الحَقِّ وخَيَّل الشَّيْءَ على غير حَقْيقَته فقد سَحَرَ الشَّيْءَ عن وَجْهِه أَي صَرَفه . ورَوَىَ شَمِرٌ عن ابن أبي عائشة قال : العرب . إنَّما سَمَّت السِّحْرَ سِحْراً لأنه يُزِيل الصِّحَّة إلى المَرَض وإنما يقال سَحَره أَي أزالهَ عن البُغْض إلى الحُبّ . وقال الكميت : .
وقَادَ إلَيْهَا الحُبَّ فانْقَادَ صَعْبُهُ ... بِحُبٍّ من السِّحْرِ الحَلاَلِ التَّحَبُّب يريد أَنَّ غَلَبَة حُبِّها كالسِّحر وليس به ؛ لأنَّه حُبٌّ حَلاَلٌ والحَلال لا يكون سِحْراً لأن السِّحْر فيه كالخِدَاع . قال ابنُ سِيدَه : وأما قوله A " مْن تَعَلَّم باباً من النُّجُوم فقد تَعلَّم بَابِاً من السِّحر " فقد يكون على المعنَى الأوَّلِ أَي أَن علْمَ النُّجُومِ مُحرَّمُ التَّعَلُّمِ وهو كُفْرٌ كما أَنّ عِلْمَ السِّحْرِ كذلك . وقد يكون على المَعْنَى الثاني أَي أنه فِطْنَةٌ وحِكْمَةٌ وذلك ما أُدْرِك منه بطريقِ الحِسَابِ كالكُسُوف ونَحْوِه وبَهَذا عَلَّلَ الدِّينَوَرِيُّ هذا الحَدِيث . والسَّحْرُ بالفْتح أيضاً : الكَبِد وسَوادُ القَلْبِ ونَوَاحِيه . وبالضَّم : القَلْبُ عن الجَرْمِيِّ وهو السُّحْرَةُ أيضاً . قال : .
" وإنِّي امرؤٌ لم تَشْعُرِ الجُبْنَ سُحْرَتِيإذَا مَا انْطَوَى منِّي الفُؤَادُ على حِقْدِ وسَحَرَ كمَنَعَ : خَدَعَ وعَلَّلَ كسَحَّرَ تَسْحِيراً . قال امرؤ القيس : .
أُرَانا مُوضِعِينَ لأَمْرِ غَيْبٍ ... ونُسْحَرُ بالطَّعَامِ وبالشَّرَاب قوله : مُوضِعِين أي مُسْرِعِين . وأراد بأَمْرِ غَيْبٍ الموتَ . ونُسْحَر أَي نُخْدَع أو نُغَذَّي : يقال سَحَرَه بالطَّعَام والشَّرابِ سَحْراً وسَحَّرْه : غَذَّاه وعَلَّلَه . وأما قول لبيد : .
فإنْ تَسْأَليِنَا فِيمَ نَحْن فإنَّنَا ... عَصَافِيرُ من هذا الأنَامِ المُسَحَّرِ