ومِن حَجْر الأَزْدِ : أَبو عُثْمَانَ سعيدُ بنُ بِشْرِ بنِ مَرْوَانَ الأَزْدِيُّ الحَجْرِيُّ ثم العامِرِيُّ رَوَى عَنْه أَبو جعفَرٍ الطَّحَاوِيُّ وولَدُه عليُّ بنُ سعيدِ بنِ بِشْرٍ حَدَّثَ عنه أَبو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ .
الحِجْرُ بالكسر : العَقْلُ واللُّبُّ لإِمساكِه ومَنْعِه وإِحاطتِه بالتَّمْييزِ وفي الكتاب العَزيز : " هل في ذلك قَسَمٌ لذِي حِجْرٍ " . الحِجْرُ : حِجْرُ الكَعْبَةِ قال الأَزْهَرِيُّ : هو حَطِيمُ مكةَ كأَنَّه حُجْرَةٌ ممّا يَلِي المَثْعَبَ مِن البَيت وفي الصّحاح : هو ما حَوَاه الحَطيمُ المُدَارُ بالكعبةِ شَرَّفَهَا اللُه تعَالى ونَصَّ الصّحاح : بالبَيْت مِن وسَقَطَتْ مِن نَصِّ الصّحاحِ جانب الشَّمالِ . وَكُلُّ ما حَجَرْتَه مِن حائطٍ فهو حِجْرٌ . وأَدْرِي لأَيِّ شيْءٍ عَدَلَ عن عِبارَة الصّحاح مع أَنها أَخْضَرُ . وقال ابنُ الأَثِير : هو الحائطُ المُسْتَدِيرُ إلى جانِب الكعبةِ الغَربيِّ .
الحِجْرُ : دِيَارُ ثَمُودَ ناحيةَ الشّامِ عنْد وادي القُرَى أَو بلادُهم قيل : لا فَرْقَ بينهما لأَن دِيَارَهم في بلادهم وقيل : بل بينهما فَرْقٌ وهم قومُ صالحٍ عليه السّلامُ وجاءَ ذِكْرُه في الحديث كثيراً . وفي الكتاب العزيز : " ولَقَد كَذَّبَ أَصحابُ الحِجْرِ المُرْسَلِينَ " . وفي المَرَاصِد : الحِجْرُ : اسمُ دارِ ثَمُودَ بوادِي القُرَى بين المدينةِ والشَّامِ وكانت مَساكِن ثَمودَ وهي بُيوتٌ مَنحوتَةٌ في الجِبَال مثْل المَغَاوِر وكلُّ جَبَلٍ منْقَطِعٌ عن الآخَرِ يُطَاف حولَهَا وقد نُقِرَ فيها بيوتٌ تَقِلُّ وَتَكْثُرُ على قدْر الجِبَالِ التي تُنقَرُ فيها وهي بُيوتٌ في غايةٍ الحسْنِ فيها بيوتٌ وطَبَقَاتٌ مَحْكَمَةُ الصَّتْعَةِ وفي وَسَطها البِئْرُ التي كانت تَرِدُهَا النّاقَةُ .
قال شيخنَا : ونَقَل الشهاب الخَفَاجِيُّ في العِنَايَة أَثنَاءَ بَرَاءَة : الحِجْر : بالكسر ويُفْتح : بلادُ ثَمود عن بعض التَّفاسِير ولا أَدْري ما صِحَّة الفتْحِ . الحِجْر : الأُنْثَى مِن الخيْل ول يقولوا بالهاء لأَنه اسمٌ لا يَشْرَكهَا فيه المذكَّرُ وهو لَحْنٌ . وفي التَّكْمِلَةِ بعد ذِكْرِه أَحْجَارَ الخَيْلِ : ولا يَكَادون يُفْرِدُون الواحدةَ وأَمّا قَوْل العامَّة للواحِدَة حِجْرَة بالهاءِ فمُسْتَرْذَلٌ . انتهى .
وقد صَحَّحَه غيرُ واحدٍ . قال الشِّهَابُ في شَرْح الشِّفَاءِ : إِن كلامَ المصنِّفِ ليس بصَوَابٍ وإِنْ سَبَقَه به غيرُه فقد وَردَ في الحديث وصَحَّحَه القَزْوِينِيُّ في مثلّثاته وإِليه ذَهَبَ شَيْخُنَا المَقْدِسِيُّ في حَواشِيه .
قال شيخنَا : القَزْوِينِيُّ ليس مِمَّن يُرَدُّ به كلام جَمَاهِيرِ أَئِمَّةِ اللغةِ والمَقْدِسيُّ لم يَتَعَرَّضْ لهذه المادَّةِ في حَوَاشِيه ولا لفَصْلِ الحاءِ بأَجْمَعِه ولعَلَّه سَها في كلام غيرِه .
قال : والحديث الذي أَشار إِليه فقد قال القَسْطلانِيُّ في شرْح البُخاريّ حين تَكَلَّم على الحِجْرِ أُنْثَى الخَيْلِ وإِنكارِ أَهلِ اللغةِ الحِجْرَة بالهاءِ : لكن رَوَى ابنُ عَديٍّ في الكامل مِن حديث عَمْرِو بنِ شُعَيبٍ عن أَبيه عن جَدِّه مَرْفوعاً : " ليس في حِجْرَةٍ ولا بَغْلةٍ زَكَاةٌ " . قال شيخُنَا : وقد يُقَال إِن إِلحاقَ الهاءِ هنا لمُشَاكَلَة بَغْلةٍ وهو بابٌ واسعٌ . ج حُجُورٌ وحُجُورَةٌ وأَحْجَارٌ .
في الأساس : يقال : هذه حِجْرٌ مُنْجِبَةٌ مِن حُجُورٍ مُنْجِباتٍ وهي الرَّمَكَةُ كما قِيل : .
إِذا خَرِسَ الفَحْلُ وَسْطَ الحُجُورِ ... وصاحَ الكِلاَبُ وعُقَّ الوَلَدْ . معناه أَن الفَحْلَ الحِصانَ إِذا عَايَنَ الجَيْشَ وبَوارِقَ السُّيُوفِ لم يَلْتَفِتْ جِهَةَ الحُجُورِ ونَبَحَتِ الكلابُ أَرْبابَهَا لتغيُّر هيآتِها وعَقَّتِ الأُمّهَاتُ أَوْلادَهُنَّ وشَغلهُنَّ الرُّعْبُ عنهم .
الحِجْرُ : القَرَابَةُ وبه فُسِّر قولُ ذِي الرُّمَّةِ : .
فأَخْفيْتُ ما بِي مِن صَدِيقِي وإِنّه ... لذُو نَسبٍ دانٍ إِليّ وذو حِجرِ