واختلفوا في حُدُودها اختلافاً كثيراً كادت الأقوالُ تضطرب ويُصادِمُ بعضُها وقد ذَكَرَ أكثرَهَا صاحبُ المَراصدِ والمِصْباح فقيل : جَزيرَةُ العَرَب ما أحاطَ به بَحْرُ الهنْد وبحْرُ الشَّأْمِ ثم دِجْلَةُ والفُراتُ فالفُراتُ ودِجْلَة من جهَة مَشْرقِها وبحرُ الهند من جَنُوبها إلى عَدنَ ودَخَلَ فيه بحرُ البصرة وعَبّادان وساحلُ مكّةَ إلى أيْلَةَ إلى القُلْزُم وبحرُ الشَّأْم على جِهة الشَّمال ودَخَلَ فيه بحرُ الرُّوم وسَواحِلُ الأُرْدُنِّ حتى يُخَالِطَ الناحِيةَ التي أقْبلَ منها الفُرات . أو جَزيرةُ العَرَب ما بينَ عَدَنِ أبْيَنَ إلى أطرافِ الشّام طُولاً وقيل : إلى أقْصَى اليمن في الطًّول ومن ساحِل جُدَّةَ وما وَالاَهَا من شاطئ البَحْر كأَيْلَةَ والقُلْزُمِ إلى أطرافِ رِيفِ العِراق عَرْضاً وهذا قولُ الأصمعيّ وقال أبو عُبيدة : هي ما بَيْنَ حفَرَ أَبي موسى إلى أقْصَى تِهَامَةَ في الطُّول وأما العَرْضُ فما بين رَمْل يَبْرينَ إلى مُنْقَطَع السَّمَاوَة قال : وكلُّ هذه المَوَاضع إنما سُمِّيَتْ بذلك لأن بحر فارسَ وبحرَ الحَبَش ودجْلةَ والفُراتَ قد أحاطَت بها . ونَقَلَ البَكْريُّ أن جَزيرَةَ العرب مكّةُ والمدينةُ واليمنُ واليَمامَةُ . ورُويَ عن ابن عَبّاس أنه قال : جَزيرَةُ العَرب : تِهَامَةُ ونَجْدٌ والحِجَازُ والعروض واليمن . وفيها أقوالٌ غير ذلك وما أوْرَدْناه هو الخُلاصة