الجَدَرُ : حَبُّ الطَّلْعِ . وأجْدَرَ الوَلِيعُ وجادرَ : اسْمَرَّ وتَغَيَّرَ عن أبي حنيفةَ يَعْنِي بالولِيعِ طَلْعَ النَّخْلِ واحدتُه جَدَرَةٌ وهي حَبَّةُ الطَّلْعِ . الجَدَرُ : أن يَخْرُجَ بالإنسان جُدَرٌ أي في بَدنه من البُثُور النّاتئَة وقد جَدِرَ ظَهْرُه قالَه اللِّحْيَانيُّ . والجَدرُ أيضاً أبن يَرِمَ عُنُقُ الحِمارُ وقد جَدِرتْ عُنُقُه كما في التَّهْذِيب . الجَدرُ : هَمُّ الكَرْمِ بالإيراقِ يقال : جدِرَ الكَرْمُ جَدَراً إذا حبَّبَ وهَمَّ بالإيراق وجدَّر العِنَبُ : صارَ حَبُّه فُوَيْق النَّفَضِ . وفِعْلُهما كفَرِحَ لا غيرُ . والجَدِيرُ : مكانٌ يُبْنَى حولَه . وقال اللَّيْث : بُنِيَ حَوَالَيْه جِدَارٌ قال الأَعشى : .
" وتَبْنُونَ في كلِّ وادٍ جَدِيرَا . الجَدِيرُ : الخَلِيقُ يقال : هو جَدِيرٌ بكذا واكذا أي خَلِيقٌ له . ج جَدِيرُونَ وجُدَراءُ والأُنثى جَدِيرَةٌ . وقد جَدُرَ ككَرُمَ جَدَارةً بالفتح . قال شيخُنَا : وفيه رَدَّ على النُّحَاة الذين يقولون : إنّ ما أَجْدَرَه وأجْدِرْ بِه شاذٌّ كما في التَّوْضِيح وغيرِه وأشرتُ إلى نَقْدِه في حَواشِيه . وإنّه لَمَجْدَرَةٌ أن يَفْعَلَ وكذلك الاثْنَان والجَمْع وإنها لمجْدَرَة بذلك وبأن تَفْعَلَ ذلك وكذلك الاثْنَتَانِ والجَمْع كلُّه عن اللِّحْيَانيّ وعنه أيضاً : إنّه لَجدِيرٌ أن يَفْعَلَ ذلك وإنهما لَجَدِيرانِ . وقال زُهَيْر : ويُقال للمرأة : إنّها لَجَدِيرَةٌ أن تَفعَلَ ذلك وخَلِيقَةٌ وإنّهُنَّ جدِيرَاتٌ وجَدائِرٌ . وحُكِيَ عن أبي جَعْفَر الرَّوَاسِيِّ : إنه مَجْدُورٌ أن يفعَل ذلك جاءَ به على لَفْظ المفعول ولا فِعْلَ له . وقال غيرُه : هذا الأمْرُ مَجْدَرَةٌ لذلك ومَجْدَرَةٌ فمنه أي مَخْلَقَةٌ منه أن يفعلَ كذا أي هو جَدِيرٌ بفِعْلِه وجَدَرَه : جَعَلَه جَدِيراً نقلَه الصَّغَانِيُّ . وأجْدِرْ به أن يفعلَ ذلك وما أجْدَرَه .
والجَدِيرَةُ : الحَظيرَةُ وهي كَنيفٌ يُتَّخَذُ مِن حِجَارَة يكون للبَهْم وغيرِهَا كالجَدَرَة محرَّكةً . وقيل : الجَدِيرةُ : زَرْبُ الغَنَم . وعن أبي زَيْد : كَنِيفُ البَيْتِ مثلُ الحُجْرَة تُجْمَعُ من الشَّجَر . وهي الحَظيرَةُ أيضاً فإن كانت من حِجَارَة فهي جَديرةٌ وإن كان من طِين فهو جدَارٌ . الجَديرةُ : الطَّبيعةُ . الجِدَارَةُ ككِتَابة : وادٍ بالحِجَاز فيه قُرىً ومَساكنُ عامرةٌ . وجَدَرٌ محرَّكةً : ة بين حِمْصَ وسَلَميَّةَ تُنْسبُ إليها الخَمْر قال أبو ذُؤَيْب : .
فما إنْ رَحِيق سبَتْها التِّجا ... رُ مِن أذْرعَاتٍ فَوَادِي جَدَرْ . والنِّسْبَةُ جَدَريٌّ على قياس وجَيْدَريٌّ على غير قياسٍ قال مَعْبَد بنُ سَعْنَةَ : .
ألاَ يا اصْبَحاني قبلَ لَوْم العَواذِلِ ... وقبلَ ودَاعِ من زُنَيْبَةَ عاجلِ .
ألاَ يا اصْبَحانِي فَيْهَجاً جَيْدَريَّةً ... بماءِ سحَابٍ يَسْبِق الحَقَّ باطلي . هكذا أنشدَه ابن بَرِّيٍّ . والفَيْهَجُ هنا : الخَمْر وأصلُه ما يُكالُ به الخَمْر وقد قيل إن جَيْدَرَ موضعٌ هناك أيضاً فإن كانت الخَمرُ الجَيْدَريَّةُ منسوبةً إليه فهو نَسَبٌ قياسيٌّ كما في اللِّسَان . والجَدَرَةُ محرَّكَةً : حَيٌّ مِن الأَزْد وهم بنو عامر بن عَمْرو بن خَثْعَمَةَ ومن قال : ابن عمرو مِن خُزَيْمَةَ فقد أخطأَ كذا حَقَّقه السهَيْليُّ في الرَّوْض . قلتُ : وخثعمة هذا هو ابنُ بكْر بن يَشْكُرَ بن قَسِيِّ بن صَعْب بن دُهْمانَ بن نصْر بن زَهرانَ الأزْدِيُّ سُمُّوا به لأنَّهُمْ بَنَوْا جِدَارَ الكَعْبَة عَظَّمَها اللهُ تعالَى وشَرَّفها أو حِجْرَها وهو الحطيم . وقال أهلُ الأنساب : دَخَلَ السَّيْلُ مرَّةً الكعبةَ وصَدَّعَ بنُيَانَها ففَزعتْ قُريشٌ إن جاءَ سَيْلٌ آخَرُ يَذْهَبُ بشَرَفهم ودِينهم فبنَي عامرٌ المذكورُ لهَا جِدَاراً دُون السَّيْل يُسَمَّى الجَادِرَ . وقال شيخُنَا : والجَدَرَةُ لعلَّهم جَعَلُوه جَمْعَ جادرٍ ككاتِب وَكَتَبَة ثم سَمَّوُا القَبيلَةَ . قلْتُ : ويجوزُ أن يكونَ إلى الجَدِير وهو المكان الذي بُنِيَ حَوْلَه جدَارٌ وأُرِيدَ به الحَطِيمُ كما قالوا في ثَقِيف ثَقَفِيّ