ما انخفضَ من الأَرضِ بينَ النِّشَازِ بالكسر جَمْع نَشَزٍ محرَّكة والأَشْراف جمع شَرَفٍ والمراد بهما الأَماكن المُرتفعَةُ وفي بعض النُّسخ ضُبط الإشراف بالكسر ويقال : هذه أرضٌ مُسْتَوِيَةٌ لا رِباءَ فيها ولا وِطاءَ أَي لا صعودَ فيها ولا انخفاض . وقد وطَّأَها الله تعالى وفي حديث القَدَر " وآثارٍ مَوْطُوءةٍ " أَي مَسْلوك عليها بما سَبَق به القَدَرُ من خيرٍ أَو شَرّ . وواطَأَه على الأَمرِ مُواطَأَةً ووِطاءً : وافَقَهُ كتَواطَأَهُ وتَوَطَّأَهُ وفلانٌ يُواطِئُ اسمُه اسمي وتَوَاطَؤوا عليه توافَقوا وقوله تعالى " لِيُواطِئُوا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللهُ " هو من واطَأْتُ . وتَواطَأْنا عليه وتَواطَأْنا : توافَقْنا والمُتَواطِئُ : المُتوافِقُ وفي حديث ليلة القَدْرِ " أَرى رُؤْياكُمْ قد تَواطَتْ في العَشْرِ الأَواخِرِ " قال ابنُ الأَثير : هكذا رُوِي بترك الهمز وهو من المُواطَأَةِ وحقيقتُه كأَنَّ كُلاًّ منهما وَطِئَ ما وَطِئَه الآخرُ وفي الأَساس : وكلُّ أَحَدٍ يُخْبِرُ برسولِ الله A بغَيْرِ تَوَاطُؤٍ ونقل شيخُنا عن بعض أَهل الاشتقاق أَنَّ أَصل المُواطَأَةِ أَن يَطَأَ الرَّجُلُ برِجْله مكان رِجْلِ صاحبِه ثمَّ استُعمِل في كلِّ مُوافقةٍ . انتهى . قلت : فتكون المُواطَأَةُ على هذا من المَجاز . وفي لسان العرب : ومن ذلك قوله تعالى " إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هي أَشَدُّ وِطاءً " بالمدّ أَي مُواطَأَةً قال : وهي المُواتاةُ أَي مُواتاةُ السَّمْعِ والبَصرِ إِيَّاهُ وقُرِئَ " أَشَدُّ وَطْأً " أَي قياماً . وفي التهذيب قرأَ أبو عمرٍو وابنُ عامر وِطاءً بكسر الواو وفتح الطاءِ والمدّ والهَمْز من المُواطَأَةِ هي الموافقة وقرأَ ابنُ كَثِير ونافعٌ وعاصمٌ وحمزَةُ والكسائيُّ : وَطْأً بفتح الواو ساكنة الطاء مقصورة مهموزة والأَوَّل اختيارُ أبي حاتمٍ وروى المُنْذِرِيُّ عن أبي الهيثم أَنَّه اختارها أيضاً . والوَطِيئَةُ كسفينةٍ قال ابن الأَعرابيّ : هي الحَيْسَةُ وفي الصحاح أنَّها ضَرْبٌ من الطعام أَو هي تَمْرٌ يُخْرَجُ نُواهُ ويُعْجَنُ بلَبَنٍ وقيل : هي الأَقِطُ بالسُّكَّرِ . وفي التهذيب : الوَطِيئَةُ : طعامٌ للعرب يُتَّخَذُ من التَّمْرِ وهو أَن يُجعل في بُرْمَةٍ ويُصبُّ عليه الماءُ والسَّمْنُ إن كان ولا يُخلط به أَقِطٌ ثمَّ يُشرب كما تُشربُ الحَيْسَةُ . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : الوَطِيئَةُ : مثلِ الحَيْسِ تمرٌ وأَقِطٌ يُعجنانِ بالسَّمْنِ . وروى عن المفضَّل : الوَطِيءُ والوَطِيئَةُ : العَصيدَةُ الناعِمَةُ فإذا ثَخُنَتْ فهي النَّفيتَةُ فإذا زادتْ قليلاً فهي النَّفيثَةُ فإذا زادتْ فهي اللَّفيتَةُ فإذا تعلَّكَتْ فهي العَصيدَةُ وقيل : الوَطيئَةُ شيءٌ كالغِرارَةِ أَو هي الغِرارَةُ يكون فيها القَديدُ والكَعْكُ وغيرهما وفي الحديث " فأَخْرَجَ إلَيْنا ثَلاثَ أُكَلٍ من وَطِيئَةٍ " أَي ثلاث قُرَصٍ من غِرَارة . وواطَأَ الشَّاعِرُ في الشِّعْرِ وأَوْطَأَ فيه وأَوْطَأَهُ إِيطاءً ووَطَّأَ وآطَأَ على إبدال الألف من الواو وأَطَّأَ : كرَّرَ القافِيَةَ لفظاً ومعنًى مع الاتحاد في التعريف والتنكير فإن اتَّفقَ اللفظُ واختلف المعنى فليس بإِيطٍ وكذا لو اختلفا تعريفاً وتنكيراً وقال الأَخفش : الإِيطاءُ : رَدُّ كلمةٍ قد قَفَّيْتَ بها مرَّةً نحو قافيةٍ على رَجُل وأُخرى على رَجُل في قصيدةٍ فهذا عَيْبٌ عند العرب لا يختلفون فيه وقد يقولونه مع ذلك قال النابغة : .
أَو أَضَعُ البَيْتَ في سَوْداءَ مُظْلِمَةٍ ... تُقَيِّدُ العَيْرَ لا يَسْري بها السَّارِي ثمَّ قال : .
لا يَخْفِضُ الرِّزَّ عن أَرْضٍ أَلَمَّ بها ... ولا يَضِلُّ على مِصْباحِهِ السَّارِي