قيل : الثَّمِيرَةُ : اللَّبَن الذي ظَهَرَ زُبْدُه أو هو الذي لم يَخْرُج زُبْدُه كالثَّمِيرِ فيهما وفي حديث مُعاوية : " قال لجاريَةٍ " هل عِندكِ قِرىً ؟ قالت : نعمْ خُبْزٌ خَمِيرٌ ولَبَنٌ ثَمِيرٌ وحَيْسٌ جَمِير " قال ابن الأثِيرِ : الثَّمِيرُ : الذي قد تَحَبَّبَ زُبْدُه وظَهَرَتْ ثَمِيرَتُه أي زُبْدُه والجَمِيرُ : المُجْتَمِعُ .
مِن المَجَاز : ثَمَّرَ السِّقاءُ تَثْمِيراً إذا ظَهَرَ عليه تَحَبُّبُ الزُّبْدِ كأَثْمَرَ فهو مُثْمِرٌ وذلك عند الرُّؤُوبِ . وأَثْمَرَ الزُّبْدُ : اجْتَمَعَ . وقال الأصمعيُّ : إذا أدْرَكَ ليُمْخَضَ فظَهَرَ عليه تَحَبُّبٌ وزُبْدًٌ فهو المُثْمِرُ . وقال ابن شُمَيْلٍ : هو الثَّمْيرُ وكان إذا مُخِضَ فُرْئِيَ عليه أمثالُ الحَصَفِ في الجِلْدِ ثم يَجتمعُ فيَصيرُ زُبْداً ومادامتْ صِغَاراً فهو ثَمِيرٌ . ويقال : إن لَبَنَكَ لَحَسَنُ الثَّمَرِ . وقد أثْمَر مِخَاضُك . قال أبو منصور : وهي ثَمِيرَةُ اللَّبَنِ أيضاً . ومن سَجَعات الأساسِ : أكْفَانا اللهُ مَضِيرَه وأسْقَانا ثَمِيرَه . ثَمَّرَ النَّبَاتُ تَثْمِيراً : نَفَضَ نَوْرُه وعَقَدَ ثَمَرُه رَوَاه ابنُ سِيدَه عن أبي حنيفة .
مِن المَجَاز : ثَمَّرَ الرجلُ مالَه تَثْمِيراً : نَمّاه وكَثَّرَه ويقال : ثَمَّرَ الله مالَكَ . وأَثْمَرَ الرَجلُ : كَثُرَ مالُه كثَمَرَ . قال الشِّهَاب في شِفَاء الغَليل : أَثْمَرَ يكونُ لازماً وهو المشهورُ الوارِدُ في الكتاب العَزِيز ولم يتعرَّض أكثرُ أهلِ اللغةِ لغيرهِ ووَرَدَ متعدِّياً كما في قول الأزهريِّ في تَهْذيبه : يُثْمِر ثَمَراً فيه حُمُوضَةٌ وهكذا استعملَه كثيرٌ من الفُصَحاءِ كقول ابن المُعْتَزِّ : .
وغَرْسٍ مِن الأحْبَابِ غَيَّبْتُ في الثَّرَى ... فأَسْقَتْه أجْفَانِي بسَيْحٍ وقاطِرِ .
فأَثْمَرَ هَمّاً لا يَبِيد وحَسَرَةً ... لقَلْبِيَ يَجْنِيهَا بأَيْدِي الخَوَاطِرِ . وقالَ ابن نُبَاتَةَ السَّعْدِيّ : .
وتُثْمِرُ حاجةُ الآمالِ نُجْحاً ... إذا ما كان فيها ذا احْتِيَالِ . وقال محمُّد بنُ أَشرفَ وهو من أئِمَّة اللغةِ : .
كأنَّما الأغصانُ لما عَلا ... فُرُوعَها قَطْرُ النَّدَى نَثْرا .
ولاحَتْ الشَّمْسُ عليها ضُحىً ... زَبَرْجَدٌ قد أثْمَرَ الدُّرَّا . وقال ابنُ الرومِيِّ : .
" سيُثْمِرُ لي ما أثْمَرَ الطَّلْعَ حائِطٌ . إلى غير ذلك مما لا يُحْصَى . قال شيخُنا : وهكذا استعملَه الشيخُ عبدُ القاهِر في دلائل الإعجازِ والسَّكَاكِيّ في المفتاح ولما لم يَرَه كذلك شُرّاحه قال الشّارحُ : استعملَ الإثمارَ متعدياً بنفْسه في مَواضعَ من هذا الكتاب فلعلَّه ضَمَّنَه معنى الإفادة . والثّامِرُ : اللُّوبِيَاءُ عن أبي حنيفةَ وكلاهما اسمٌ . والثّامِرُ : نَوْرُ الحُمّاضِ وهو أَحمرُ قال : .
" مِنْ عَلَقٍ كثامِرِ الحُمّاضِ . ويقال هو اسمٌ لثَمَرِه وحَمْلِه . قال أبو منصور : أرادَ به حُمْرَةَ ثَمَرِه عند إيناعه كما قال : .
كأنَّما عُلِّقَ بالأَسْدانِ ... يانِعُ حُمّاضٍ وأُرْجُوانِ . مِن المَجاز : ابنُ ثَمِيرٍ : اللَّيْلُ المُقْمِرُ لتَمَامِ القَمَرِ فيه قال : .
وإنِّي لَمِنْ عَبْسٍ وإنْ قال قائِلٌ ... على زَعْمِهِمْ ما أَثْمَرَ ابنُ ثَمِيرِ . أراد : وإنِّي لِمَنْ عَبْسٍ ما أَثْمَرَ .
وثَمْرٌ بفتحٍ فسكونٍ : وادٍ نقلَه الصَّغَانيّ . ثَمَرُ بالتَّحْرِيك : ة باليَمَن مِن قُرَى ذَمَارِ .
ثُمَيْرٌ كزُبَيرٍ : جَدُّ محمّدِ بن عبدِ الرَّحيم بن ثُمَيْرٍ المُحَدِّث الثُّمُيريّ المِصْرِيّ عن الطَّبَرَانِيّ وغيرِه . قولُهم : ما نَفْسِي لكَ بثَمِرَةٍ كفَرِحَةٍ أي ما لَكَ في نَفْسِي حلاوةٌ نقَلَه الصَّغَانيُّ عن الفَرّاءِ وهو مَجَازٌ وقد ذَكَرَه الزَّمَخْشَرِيُّ في الأساس في تمر بالمُثَنّاة ومَرَّ للمصنِّف هناك أَيضاً وفَسَّرَه بطَيِّبَة .
ومّما يُستدرَك عليه :