قال الأزهريُّ : لا أعرِفُ البُهارَ بهذا المعنَى . والبَهِيرَةُ من النِّسَاءِ : السَّيِّدَةُ الشَّرِيفَةُ ويقال : هي بَهِيرَةٌ مَهِيرَةٌ . البَهِيرَةُ : الصَّغِيرَةُ الخَلْقِ الضَّعِيفَةُ وقال اللَّيْثُ : امرأَةٌ بَهِيرَةٌ وهي القَصِيرةُ الذَّلِيلَةُ الخِلْقَةِ ويقال : هي الضَّعِيفَةُ المَشْي قال الأزهريُّ : وهذا خَطَأٌ والذي أرادَ اللَّيْثُ البُهْتُرَةُ بمعنَى القَصِيرَةِ وأَما البَهِيرةُ من النساءِ فهي السَّيدةُ الشَّريْفَةُ .
وأبْهَرَ الرجلُ : جاءَ بالعَجَبِ . أَبْهَرَ إذا اسْتَغْنَى بعدَ فَقْرٍ كلاهما عن ابن الأعرابيّ .
أَبْهَرَ إذا احْتَرَقَ مِن حَرِّ بُهْرَةِ النَّهارِ وفي الحديث : " فلمَّا أبْهَرَ القومُ احترقُوا " أي صاروا في بُهْرَةِ النَّهَاِر أي وَسَطِه . وتعبير المصنِّفِ لا يخلُو عن رَكَاكَةٍ ولو قال : وأبْهَرَ : صار في بُهْرَةِ النَّهَارِ كان أحسنَ . وأَبْهَرَ إذا تَلَوَّنَ في أخْلاقِه : دَماثَةً مَرَّةً وخبُثْاً أُخْرَى .
أَبْهَرَ إذا تَزَوَّجَ بَهِيرةً مَهِيرَةً كلاهما عن الصَّغانيّ . وابْتَهَرَ الرَّجلُ : ادَّعَى كَذِباً قال الشاعر : .
" وما بِي إنْ مَدَحْتُهُم ابْتِهارُ . وأنشدَ عَجُوزٌ مِن بَنِي دارِمٍ لشيخ من الحَيِّ في قَعِيدَتِه : .
ولا يَنَامُ الضَّيْفُ من حِذارِهَا ... وقَوْلِهَا الباطِلِ وابْتِهَارِهَا . قالوا : الابْتِهارُ : قولُ الكَذِبِ والحِلِفُ عليه . وفي المُحكَم : الابْتِهَارُ : أنْ تَرْمِىَ المرأَةَ بنفسِك وأنت كاذبٌ . ابْتَهَرَ : قال : فَجَرْتُ ولم يَفْجُرْ وفي حديث عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه : " أنَّهُ رُفِعَ إليه غُلامٌ ابْتَهَرَ جارِيَةً في شِعْرِه فلم يُوجَدْ أنْبَتَ فدَرَأ عنه الحَدَّ " . قال : الابْتِهارُ أن تَقذِفَهَا بنفسِك فتقول : فَعَلْتُ بها كاذِباً فإن كان صادقاً قد فَعَلَ فهو الابْتِيَارُ على قَلْبِ الهاءِ ياءً قال الكُمَيت : .
قَبِيحٌ لِمِثْلِي نَعْتُ الفَتَا ... ةِ إمّا ابْتِهاراً وإِمّا ابْتِيارَا . قيل : ابْتَهَرَ إذا رَماه بما فيه وابْتَأَرَ إذا رَماه بما ليس فيه . وفي حديث العَوّام : " الابتهارُ بالذَّنْبِ أعظمُ مِن رُكُوبِه " . وهو أن يقولَ فعلتُ ولم يَفعل لأنه لم يَدَّعِه لنفسِه إلا وهو لو قَدَرَ فَعَلَ فهو كفاعِلِه بالنِّيَّةِ وزادَ عليه بقبحه وهَتْكِ سِتْرِه وتَبْحْبُحِه بذَنْبٍ لم يَفْعَلْه .
يقال : ابْتَهَرَ في الدُّعَاءِ إذا تَحَوَّب وجَهَدَ وكذلك يقال : ابْتَهَلَ في الدُّعاءِ وهذا مّما جُعِلَتِ الّلامُ فيه راءً . أو ابْتَهَرَ في الدُّعاءِ إذا كان يَدْعُو كلَّ ساعة ولا يَسْكُتُ عنه قالَه خالدُ بنُ جَنْبَةَ وقال خالدُ بنُ جَنْبَةََ : ابْتَهَرَ في الدُّعاء إذا كان لا يُفَرّطُ عن ذلك ولا يَثْجُو قال : لا يَثْجُو : لا يَسْكُتُ عنه . ابْتَهَرَ : نامَ على ما خَيَّلَ وفي التَّكْمِلَة : على مَا خَيَّلتْ . ابْتَهَرَ لفلانٍ وفيه أي في فلانٍ إذا لم يَدَعْ جَهْداً مّما له أو عليهن نقله الصغانيّ . وابْتَهَرَ إذا بالَغَ في شَيْءٍ ولم يَدَعْ جهداً . يقال : ابْتُهِرَ فلانٌ بفُلانةَ بالضمِّ أي مَبْنِياً للمجهول : شُهِرَ بها . وتَبَهَّرَ الإناءُ : امتلأَ .
قال أَبو كَبِير الهُذَلِيُّ : .
مُتَبَهِّراتٍ بالسِّجالِ مِلاؤُهَا ... يَخْرُجْنَ مِن لَجفٍ لها مُتَلَقِّمِ . من المَجاز : تَبَهَّرَتِ السَّحابةُ إذا أَضاءَتْ قال رجلٌ من الأعراب وقد كَبِرَ وكان في داخِلِ بيتِه فمَرِّتْ سحابةٌ : كيف تراها يا بُنَيّ ؟ فقال : أراها قد نَكَّبَتْ وتَبَهَّرَتْ . نَكَّبَتْ : عَدَلَتْ