ذَهَبَتْ فَشِيشَة بالأباعِرِ حَوْلَنَا ... سَرَقاً فَصُبَّ على فَشِيشَةَ أبْجَرُ قال الأزهريُّ : يجوزُ أن يكونَ رجلاً وأن يكونَ قبيلةً وأنم يكونَ من الأمُورِ البَجَارِي أي صُبَّتْ عليهم داهيةٌ وكلُّ ذلك يكونُ خَبَراً ويكون دُعَاءً . قلْت : والمُرَاد بالقَبِيلةِ هنا هو خُدْرَةُ جَدُّ القبيلةِ المشهورَةِ من الأنصار فإن لَقَبَه الأبْجَرُ .
ومن أمثالِهم : " عَيَّرَ بُجَيْرٌ بُجَرَه ونَسِيَ بُجَيْرٌ خَبَرَه " يَعْنِي عُيُوبَه . وقال الأزهريُّ : قال المُفَضَّل : بُجَيْرٌ وبُجَرَةُ كانا أخَوَيْنِ في الدَّهْرِ القديمِ وذَكَرَ قِصَّتَهما قال : والذي عليه أهلُ اللُّغَة أنَّ ذا بُجْرَةٍ في سُرَّتِه عَيَّرَ غيرَه بما فيه كما قِيل في امرأة عَيَّرتْ أُخْرَى بعَيْبٍ فيها : " رَمَتْنِي بدائِهَا وانْسَلَّتْ " . وعبدُ الله بنُ بُجَيْرٍ يُكْنَى أبا عبدِ الرحمن بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ وهو بخلافِ ابن بَحِيرٍ بالمهملة فإنه كَأمِير استدركَه شيخُنا .
وبَجْوارُ بالفتح : مَحَلَّةٌ كبيرةٌ أسفلَ مَرْوَ منها أبو عليٍّ الحسنُ بنُ محمّدِ بنِ سَهْلانَ الخَيّاطُ البَجْواريُّ الشيخُ الصالحُ ذَكَرَه البُلْبَيْسيُّ في كتاب الأنساب وياقوتٌ في المعجم . وبَيْجُورُ كخَيْرُون : قريةٌ بمصر . ويقال : هذه بَجْرَةُ السِّماكِ . مثل بَغْرَتِه وذلك إذا أصابَكَ المطرُ عند سُقُوطِ السِّماكِ نقلَه الصغانيُّ .
ب ح ر .
البَحْرُ : الماءُ الكثيرُ مِلْحاً كان أو عَذْباً وهو خلافُ البَرِّ سُمِّيَ بذلك لعُمْقِه واتِّسَاعه أو المِلْحُ فَقَطْ وقد غَلَب عليه حتى قَلَّ في العَذْب وهو قولٌ مرجُوعٌ أكْثَرِيٌّ . ج أبْحُرٌ وبُحُورٌ وبِحَارٌ . وماءٌ بَحْرٌ : مِلْحٌ قَلَّ أو كَثُرَ قال ابنُ بَرِّيّ هذا القولُ هو قولُ الأمَوِيِّ لأنّه كان يجعلُ البحرَ من الماء المِلْح فقط قال : وسُمِّيَ بَحْراً لِمُلُوحَتِه وأمّا غيرُه فقال : إنّما سُمِّيَ البحرُ بحراً لسَعَتِه وانبسَاطِه ومنه قولُهُم : إنّ فلاناً لَبَحْرٌ أي واسعُ المعروفِ وقال : فعلَى هذا يكونُ البحرُ للمِلْح والعَذْبِ وشاهدُ العَذْب قولُ ابن مُقْبِلٍ : .
ونحنُ مَنَعْنَا البَحْرَ أن يَشْرَبُوا به ... وقد كانَ منكُم ماؤُه بمَكانِ قال شيخُنَا : في قوله : الماءُ الكثيرُ قيل : المرادُ بالبَحْر الماءُ الكثيرُ كما للمصنِّف وقيل : المرادُ الأرضُ التي فيها الماءُ ويَدُلُّ له قولُ الجوهريِّ : لعُمْقِه واتِّسَاعِه وجَزَمَ في النّامُوس بأنّ كلامَ المصنِّفِ على حَذْف مُضاَفٍ وأنّ المُرَادَ مَحَلّ الماءِ قال : بدليلِ ما سيأْتي مِن أنّ البَرَّ ضِدُّ البَحْرِ ولِحَدِيث : " هو الطَّهُورُ ماؤُه " يَعْنِي والشيءُ لا يُضَافُ إلى نفسه قال شيخُنَا : ووَصْفُه بالعُمْق والاتِّساع قد يَشْهَدُ لكلٍّ من الطَّرفين .
قلت : وقال ابن سِيدَه : وكلُّ نَهْرٍ عظيمٍ بَحْرٌ وقال الزَّجّاج : وكلُّ نَهْرٍ لا يَنقطعُ ماؤُه فهو بَحْرٌ قال الأزهريّ : كلُّ نهرٍ لا ينقطعُ ماؤُه مثلُ دِجْلَةَ والنِّيلِ وما أشبَههما من الأنهار العَذْبَةِ الكِبَارِ فهو بَحْرٌ وأمّا البحرُ الكبيرُ الذي هو مَغِيضُ هذهِ الأنهارِ فلا يكونُ ماؤُه إلا مِلْحاً أُجاجاً ولا يكون ماؤُه راكداً وأمّا هذه الأنهارُ العذبةُ فماؤُهَا جارٍ وسُمِّيَتْ هذه الأنهارُ بِحَاراً لأنها مَشْقُوقَةٌ في الأرض شَقّاً