ويومُ المَأْمُورِ يومٌ لبَنِي الحارثِ بنِ كَعْب على بني دارِم وإيّاه عَنَي الفَرزدقُ بقوله : .
هل تَذْكُرُون بَلاءَكُمْ يومَ الصَّفَا ... أو تَذْكُرُون فَوَارِسَ المَأْمُورِ . في الحديث : " خَيْرُ المال مُهْرَةٌ مَأْمُورةٌ وسِكَّةٌ مَأْبُورةٌ " . قال أبو عُبَيْد : أي كثيرةُ النِّتَاجِ والنَّسْلِ والأصلُ مُؤْمَرةٌ مِن آمَرَهَا اللهُ . وقال غيرُه : إنّمَا هو مُهرةٌ مَأْمُورةٌ للازْدِوَاج والإتباع لأنّهم أتْبَعُوها مَأْبُورَةً فلما ازدوجَ اللَّفظانِ جاؤُوا بمَأْمُورةٍ على وزن مَأْبُورة كما قالت العربُ : إنِّي آتِيَهِ بالغَدَايا والعَشايَا وإنما يُجْمَع الغَداةُ غَدَوَاتٍ فجاؤُوا بالغَدايا على لفظ العَشَايا تزويجاً للفْظَينَ ولها نظائرُ . وقال الجوهريُّ : والأصلُ فيها مُؤْمَرةٌ على مُفْعَلَةٍ كما قال صلَّى اللهُ عليه وسلّم : " ارْجِعْنَ مَأْزُوراتٍ غير مَأْجُوراتٍ " وإنّما هو مَوْزُوات من الوِزْر فقِيل : مَأْزُورَات على لفظ مَأْجُورات لِيَزْدَوِجَا .
وقال أبو زَيْد : مُهْرَةٌ مأْمُورَةٌ هي التي كَثُرَ نَسْلُها يقولون : أمَرَ اللهُ المُهرة أي كَثَّر وَلَدَها وفيه لُغتانِ أمَرَها فهي مَأْمُورة وآمَرَها فهي مُؤْمَرَةٌ .
ورَوَى مُهَاجِرٌ عن عليِّ بنِ عاصِمٍ مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ أي نَتُوجٌ وَلُودٌ وفي الاساس ومن المَجاز : مهرةٌ مَأْمورةٌ أي كثيرةُ النِّتَاج كأنَّهَا أُمِرَتْ به وقيل لها كُونِي نَثُوراً فكانتْ . أو لُغَيَّةٌ كما سَبَقَ أي إذا كانت من أمَرَها اللهُ فهي مَأْمُورة كنَصَر وقد تقدّم عن أبي عُبَيد وغيرِه انهما لغتانِ . يقال : تَأَمَّرَ عليهم فحَسُنَت إمْرَتُه أي تَسَلَّط .
واليَأْمُورُ بالياءِ المُثَنّاة التَّحْتِيَّة كما في سائر النُّسَخ ومثلُه في التكملة عن الليث والذي في اللِّسَان وغيرِه من الأُمَّهات بالمُثنَّاةِ الفَوْقِيَّة كنَظَائِرها السابقة والأوّلُ الصَّوَابُ : دابَّةٌ بَرِّيَّةٌ لها قَرْنٌ واحِدٌ متشعِّبٌ في وسَطِ رَأْسِه قال اللَّيْث : يجْرِي على مَن قَتَلَه في الحَرَمِ والإحرام إذا صِيدَ الحُكْمُ انتهى . وقيل : هو من دَوابِّ البحرِ أو جِنْسٌ من الأوْعَالِ وهو قولُ الجاحظِ ذَكَره في باب الأوْعَال الجَبَلِيَّة والأيايل والأرْوَى وهو اسمٌ لجِنْسٍ منها بوزن اليَعْمُور .
والتّآمِيرُ هي الأعْلامُ في المَفاوِزِ ليُهْتَدَي بها وهي حجارةٌ مُكَوَّمَةٌ بعضُها على بعض الواحدُ تُؤْمُورٌ بالضّمِّ عن الفَرّاءِ . وبَنُو عِيدِ بنِ الآمِرِيِّ كعامريٍّ : قبيلةٌ من حِمْيَر نُسِبَ إليه النَّجائِبُ العيدِيَّةُ وقد تقدَّم في الدّال المهملة .
ومما يُستدرَك عليه : الأمِيرُ : ذو الأَمْر والأمِير : الآمِرُ قال : .
والنّاسُ يَلْحَوْنَ الأمِيرَ إذَا هُمُ ... خَطِئُوا الصَّوابَ ولا يُلامُ المُرْشِدُ . ورجلٌ أمُورٌ بالمعروفِ نَهُوٌّ عن المُنْكَر .
والمُؤْتَمِرُ : المُسْتَبِدُّ برأْيهِ ومنه قولُهم : أمَرْتُه فأْتَمَرَ وأبَى أنْ يَأْتَمِرَ . وأمَّرَ أمَارَةً إذا صَيَّرَ عَلَماً . والتَّأْمِيرُ : تَوْلِيَةُ الإمارةِ . وقالوا : في وَجْهِ مالِكَ تَعْرِفُ أمَرَتَه محرَّكةً وهو الذي تَعْرِفُ فيه الخيرَ مِن كلِّ شيْءٍ وأمَرَتُهُ زيادتُه وكثرَتُه . وما أحسنَ أمارَتَهم أي ما يَكْثرُون ويَكثرُ أولادُهم وعَددُهم .
وعن الفَرّاءِ : الأمَرَة : الزِّيادة والنَّماءُ والبَركة قال : ووَجْهُ الأمْرِ أوّلُ ما تَراه وقال أبو الهيْثَم : تقولُ العَربُ : في وجْهِ المالِ تَعْرِفُ أمَرَتَه أي نُقصانَه قال أبو منصور : والصَّوابُ ما قال الفَرّاءُ وقال ابن بُزُرْج : قالوا : في وَجْه مالِكَ تَعرفُ أمَرَتَه أي يُمْنَه وأمَارَتَهُ مثلُه وأمْرَتُه بفَتْحٍ فسُكُونٍ .
وقالوا : .
يا حَبَّذَا الإمَاره ... ولَوْ عَلى الحِجَارَهْ . ومُرْنِي بمعنىَ : أشِرْ عليَّ . وفلانٌ بَعِيدٌ مِن المِئْمَرِ قَرِيبٌ مِن المِئْبَرِ وهو المَشُورَة : مفْعَلٌ مِن المُؤامَرَةِ . والمِئْبر : النَّمِيمَةُ . وفلانةُ مُطِيعةٌ لأمِيرِهَا : زَوْجِهَا .
وفي الحديث . ذُكِرَ : " ذو أمَرٍ " محرَّكةً وهو موضعٌ بنَجْدٍ مِن ديار غَطَفَانَ قال مُدْرِكُ بنُ لأْيٍ