ونَسَأَ الشَّيءَ : أَخَّره يَنْسَؤُه نَسْأً ومَنْسَأَةً كأَنْسَأَهُ فَعَل وأَفعل بمعنًى . وفي الفصيح : ويقال : نَسَأَ اللهُ في أَجله وأَنسأَ اللهُ أَجَلَك أَي أَخَّره وأَبْقاه من النُّسْأَة وهي التأخير عن كُراع في المُجرَّد وهو اختيار الأصمعيّ . وقال ابنُ القطَّاع : نَسَأَ الله أَجلَه وأَنْسأَ في أَجله . فعكسه قاله شيخنا والاسم النَّسيئَةُ والنَّسيءُ وقيل : نَسَأَهُ : كَلأَهُ بمعنى أَخَّره وأيضاً : دفَعَه عن الحَوْضِ وفي اللسان : ونَسَأَ الإبلَ : دَفَعها في السَّيْرِ وساقَها ونَسَأْتُها أيضاً عن الحَوْضِ إذا أَخَّرتَها عنه ونَسَأَ اللَّبَنَ نَسْأً ونَسَأَه له ونَسَأَه إيَّاه : خَلَطَه له بماءٍ واسمه النَّسْءُ وسيأتي . ونَسَأَت الظَبيةُ غَزالَها إذا رشَّحَتْه بالتشديد ونَسَأَ فلاناً : سقاه النَّسْءَ أَي اللبن المخلوطَ بالماء أو الخمر ونَسَأَ فلانٌ في ظِمْءِ الإبل : زاد يوماً في وِرْدِها وعليه اقتصر في الأساس أو يومين أو أَكثر من ذلك وعبارة المُحكم : نَسَأَ الإبلَ : زادَ في وِردِها أو أَخَّره عن وقتِه كذا في لسان العرب . ونَسَأَت الدَّابَّةُ والماشيَةُ تَنْسَأُ نَسْأً : سَمِنتْ وقيل : بَدَأَ سِمَنُها وهو حينَ نَباتُ وبرِها بعدَ تَساقُطِه أَي الوبرِ ونَسَأَ الشَّيءَ : باعه بتأخير تقول : نَسَأْتُه البَيْعَ وأَنْسَأْتُه فَعَلَ وأَفعل بمعنًى . وبِعْتُه بنُسْأَةٍ بالضَّمِّ وبعتُه بكُلأَةٍ ونَسيئَةٍ على فَعيلة أَي بعته بأَخَرَةٍ محرَّكة والنَّسيئَةُ والنَّسِيءُ بالمد : الاسمُ منه . والنَّسيءُ المذكور في قول الله تعالى : " إنَّما النَّسيءُ زيادةٌ في الكُفْرِ " شهرٌ كانت تؤَخِّره العربُ في الجاهلية فنهى الله عزَّ وجلَّ عنه في كتابه العزيز حيث قال " إنَّما النَّسيءُ زِيادةٌ في الكُفْرِ " الآية وذلك أنَّهم كانوا إذا صَدَروا من منًى يقوم رجلٌ من كِنانة فيقول : أَنا الذي لا يُرَدُّ لي قضاءٌ فيقولون : أَنْسِئْنا شهراً أَي أَخِّر عنَّا حُرْمَةَ المُحَرَّم واجعَلها في صَفَر فيُحِلُّ لهم المُحَرَّم كذا في الصحاح . وفي اللسان : النَّسيءُ المصدر ويكون المَنْسوءَ مثل قَتيل ومَقتول والنَّسيءُ فعيلٌ بمعنى مفعول من قولِك : نَسَأْتُ الشَّيءَ فهو منسوءٌ إذا أَخَّرته ثمَّ يحوَّل منسوءٌ إلى نَسيءٍ كما يُحوَّلُ مقتولٌ إلى قَتيلٍ . ورجلٌ ناسِئٌ وقومٌ نَسَأَةٌ مثل فاسقٍ وفَسَقَةٍ . وقرأْتُ في كتاب الأَنساب للبلاذري ما نصه : فمِن بَني فُقَيْمٍ جُنادَة وهو أبو ثُمامة وهو القَلَمَّسُ بن أُميَّة بن عوفِ بن قَلَعِ بن حُذيفة بن عبدِ بن فُقَيْم نَسَأَ الشهور أربعين سنةً وهو الذي أدرك الإسلام منهم وكان أوَّل من نَسَأَ قَلَعٌ نَسَأَ سبعَ سنين ونَسَأَ أميَّةُ إحدى عشرَة سنةً وكان أحدهم يقوم فيقول : إنِّي لا أُحاب ولا أُعاب ولا يُرَدُّ قولي . ثمَّ يَنْسَأُ الشهورَ وهذا قولُ هشام بن الكلبيّ وحدَّثني عبد الله بن صالح عن أبي كُناسةَ عن مشايخه قالوا : كانوا يُحِبُّون أن يكون يومُ صَدَرهم عن الحجِّ في وقت واحد من السنة فكانوا يَنْتَسِئُونَه والنَّسيءُ : التأخيرُ فيؤَخِّرونه في كل سنة أحدَ عشرَ يوماً فإذا وقع في عدَّة أيَّام من ذي الحجة جعلوه في العام المُقبِل لزيادة أَحدَ عشرَ يوماً من ذي الحجة ثمَّ على تلك الأَيَّام يفعلون كذلك في أَيَّام السنة كلِّها وكانوا يُحرِّمون الشهرينِ اللَّذيْنِ يقع فيهما الحجُّ والشهرُ الذي بعدَهما ليُواطِئُوا في النَّسيءِ بذلك عدَّة ما حرَّمَ الله وكانوا يحرِّمون رَجَباً كيف وقعَ الأَمرُ فيكون في السنة أربعة أَشهُر حُرمٌ وقال عمرو بن بُكَيْر : قال المُفضَّل الضَّبِّيّ : يقال لنَسأَةِ الشهورِ : القَلامِسُ واحدهم قَلَمَّسٌ وهو الرئيس المُعَظَّم وكان أوَّلهم حُذيفة ابن عبدِ بن فُقَيْم بن عديِّ بن عامر ابن ثَعلبَةَ بن الحارث بن مالك بن كنانة ثمَّ ابنه قَلَعُ بن حُذيفة ثمَّ عبَّاد بن قلع ثمَّ أُميَّة بن قلع ثمَّ عَوف بن أُميَّة ثمَّ جُنادة بن أُميَّة بن عوف بن قلعٍ . قال : وكانت خَثْعَم وطَيِّئٌ لا يحرِّمون الأَشهرَ الحُرُمَ فيُغيرون فيها ويقاتلون فكان من نَسَأَ الشهورَ من الناسِئين يقوم فيقولُ : إنِّي لا أُحاب ولا أُعاب ولا يُرَدُّ ما