وقيل : المَعَدَّانِ من الفرس : ما بَيْنَ أَسْفَلِ الكَتِفِ إِلى مُنْقَطَعِ الأَضلاعِ وهما اللَّحْمُ الغَليظُ المُجْتَمع خَلْفَ كَتِفَيْهِ ويُستَحَبُّ نُتُوءُهُما لأَن ذلك المَوْضِعَ إِذا ضَاقَ ضَغَطَ القَلْبَ فَغَمَّه . كذا في اللسان . ومَعَدٌّ : حَيٌّ سُمِّيَ بأَحَدِ هذه الأَشياءِ . ويُؤَنَّثُ وغَلَب عليه التَّذْكِيرُ وهو مما لا يُقَال فيه : من بني فُلانٍ وما كان على هذه الصُّورَةِ فالتذكيرُ فيه أَغْلَب وقد يكون اسْماً للقبيلةِ أَنشد سِيبَوَيْهِ : .
ولَسْنَا إِذَا عُدَّ الحَصَى بِأَقَلِّهِ ... وإِنَّ مَعَدَّ الْيَوْمَ مُؤْذٍ ذَلِيلُها وهو مَعَدِّيٌّ في النسب ومنه المثل تَسْمَع بالمُعَيْدِيّ خَيْرٌ من أَن تَراه . وكان الكسائيّ يَرَى التَّشْدِيدِ في الدال فيقول : المُعَيْدِّيِ ويقول إِنما هو تَصْغِير رَجُلٍ مَنسوبٍ إِلى مَعَدٍّ . يُضْرَب مَثلاً لِمَن خَبَرُ خَيْرٌ مِن مَرْآتِه وكان غيرُ الكسائيّ يُخَفِّف الدالَ ويُشَدِّد ياءَ النِّسبة وقال ابنُ السِّكّيت : هو تصغير مَعَدِّيّ إِلاّ أَنّه إِذا اجتمعت تَشْدِيدَة الحرف وتشديدة ياءِ النِّسبة خُفِّفَت ياءُ النِّسْبَة قال الحافظ : يقال : أَوَّل من قالَه النُّعْمَان لِلصَّقْعَبِ ابن زُهَيْرٍ النَّهْدِيّ وذُكِر المثل والحي في ع د د فراجعه واسْتَفِد . وتَمَعْدَدَ الرجلُ : تَزَيَّا بِزِيِّهِمْ ومنه حديثُ عُمَر Bه " اخْشَوْشِنُوا وتَمَعْدَدُوا " هكذا رُوِيَ من كلام عُمَر وقد رَفَعه الطَّبرانيُّ في المُعْجَم عن أَبي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيّ عن النبيّ A قال بعضُهم : يقال في قوله " تَمَعْدَدُوا " : تَشَبَّهُوا بِعَيْشَ مَعَدِّ بن عَدْنَان وكانوا أَهْلَ قَشَفٍ وغِلَظِ في المَعَاش يقول : فكُونُوا مِثْلَهم ودَعُوا التَّنْعِيِمَ وزِيَّ العَجَمِ وهكذا هو في حَدِيثِه الآخَرِ " عَلَيْكُمْ بِاللِّبْسَةِ المَعَدِّيِة " أَي خُشُونَةِ اللِّبَاس . ويقال : التَّمَعْدُدُ : الصَّبْرُ عَلَى عَيْشِ مَعَدٍّ وقيل : التَّمَعْدُد : التَّشظُّفُ مُرْتَجَلٌ غيرُ مُشْتَقٍّ . وتَمَعْدَدَ : صَارَ فِي مَعَدٍّ . وتَمَعْدَدَ المَرِيضُ : بَرَأَ و تَمَعْدَدَ المَهْزُولُ : أَخَذَ في السِّمَنِ . ويُقَال : ذِئْبٌ مِمْعَدٌ كمِنْبَرٍ وماعِدٌ إِذا كان يَجْذِبُ العَدْوَ جَذْباً قال ذُو الرُّمّة يَذكر صائداً شَبَّهه في سُرْعَته بالذِّئْب : كأَنَّمَا أَطْمَارُه إِذَا عَدَا جُلَّلْنَ سِرْحَانَ فَلاَةٍ مِمْعَدَا ومما يستدرك عليه : تَمَعْدَدَ : غَلُظَ وَسَمِنَ عن الّلحيانيّ قال : .
" رَبَّيْتُه حَتَّى إِذَا تَمَعْدَدَا وهو مَجازٌ وفي الأَساس : تَمَعْدَدَ الصَّبِيُّ : غَلُظَ وصَلُبَ وذَهَبَ عنه رُطوبةُ الصِّبَا قال أَبو عبيد : ومنه الحديث " تَمَعْدَدُوا " وقال الليث : التَّمَعْدُدُ : الصَّبْرُ على عَيْشِ مَعَدٍّ في السَّفَر والحَضَرِ قال : وإِذا ذَكَرْت أَن قَوْماً تَحَوَّلُوا عن مَعَدٍّ إِلى اليَمَن ثم رَجَعُوا قلْت : تَمَعْدَدُوا . وامْتَعَدَ سَيْفَه من غِمْدِه : اسْتَلَّه واخْتَرَطَه . ومَعَدَ الرُّمْحَ مَعْداً وامْتَعَدَه : انْتَزَعه مِن مَرْكَزِه وهو من الاجْتِذَاب وقال اللِّحيانيُّ : مَرَّ بِرُمْحِه وهو مَركوزٌ فامْتَعَدَه ثم حَمَلَ أَي اقتلَعَه . وامْتَعَد لَحْمَه : نَهَسَه . والمُتَمَعْدِدُ : البَعِيد وتَمَعْدَدَ : تَباعَدَ قال مَعْنُ بن أَوْسٍ : .
" قِفَا إِنَّها أَمْسَتْ قِفَاراً ومَن بِهَاوإِنْ كَانَ مِنْ ذِي وُدِّنَا قَدْ تَمَعْدَدَا