والقَدِيدُ : اللَّحْمُ المُشَرَّرُ الذي قُطِعَ وشُرِّرَ المُقَدَّد أَي المَمْلُوحِ المُجَفَّفُ في الشمس أَو هو ما قُطِع منه طِوَالاً . وفي حديث عُرْوَةَ كان يَتَزّوَّدُ قَدِيدَ الظِّبَاءِ وهو مُحْرِمٌ . فَعِيل بمعنى مفعول . القَدِيد : الثَّوْبُ الخَلَقُ . والتَّقدِيد : فِعْلُ القديد . رُويَ عن الأَوْزَاعِيِّ في الحديث أَنه قال لا يُقْسَم مِنَ الغَنِيمَةِ للعَبْدِ ولا للأَجِيرِ ولا للقَدِيدِيِّينَ القَدِيدِيُّونَ بالفتح ولا يُضَمُّ : هم تُبَّاعُ العَسْكَرِ مِن الصُّنَّاعِ كالشَّعَّابِ والحَدَّاد والبَيْطَارِ معروفٌ في كلام أَهلِ الشام قال ابنُ الأَثير : هكذا يُرْوَى بالقاف وكسر الدال وقيل بضمّ القافِ وفَتْح الدَّالِ كأَنَّهم لخِسَّتِهم يَكتَسُون القَدِيدَ وهو مِسْحٌ صَغيرٌ وقيل : هو من التقَدُّدِ والتفَرُّقِ لأَنهم يَتفرَّقُون في البلادِ للحاجَةِ وتَمَزُّقِ ثِيَابِهِم وتَصْغِيرُهم تَحْقيرٌ لشأْنِهم ويُشْتَم الرجلُ فيقال يا قَدِيدِيُّ ويا قُديْدِيّ قال الصاغاني : وهو مُبْتَذَلٌ في كلام الفُرْس أَيضاً . أَبو الأَسود وقيل : أَبو عَمْرو وقيل أَبو سَعِيدٍ مِقْدَادُ بنُ عُمْرٍو ابنُ الأَسْوَدِ الكِنْدِيّ وعَمْرٌو هو أَبوه الأَصليُّ الحقيقيُّ الذي وَلَدَه وأَما الأُسودُ فكان حالَفَه وَتَبَنَّاه لمَّا وَفَدَ مَكَّةَ فنُسِب إِليه نِسْبَة وَلاءِ وَتَربيَةٍ لا نِسْبَةَ وِلادَةٍ وهو المِقْدادُ بن عَمْرِو ابن ثَعْلَبَةَ بن مالِكِ بن ربيعةَ بنِ عامرِ ابن مَطْرُودٍ البَهْرَانِيّ وقيل : الحَضْرَمِيّ قال ابن الكَلْبيّ ؛ كان عَمرو بن ثَعْلَبةَ : أَصابَ دماً في قَوْمِه فلَحِق بحَضرَموتَ فحالَفَ كِنْدَةَ فكان يقال له الكِنْدِيّ وتزوَّجَ هناكَ امرأَةً فَوَلَدَتْ له المِقْدَادَ فلما كَبِرَ المقدادُ وَقَعَ بينه وبين أَبي شِمْرِ بن حُجْرٍ الكِنْديّ مُنَافَرَةٌ فضَرَب رِجْلَه بالسّيف وهَرَب إِلى مَكّةَ فحالَفَ الأَسودَ بن عبدِ يَغوثَ الزُّهْرِيَّ وكتبَ إِلى أَبيه فقدِمَ عليه فتَبَنَّى الأَسْوَدُ المِقْدَادَ وصَارَ يقالُ له : المِقْدادُ ابنُ الأَسودِ وغلَبَ عليه واشتهرَ به فلما نَزَلَتْ ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ قيل له : المقداد ابن عمرٍو صَحَابِيُّ تَزَوَّجَ ضُبَاعَةَ بنتَ الزُّبَيْرِ بن عَبْدِ المطَّلِب ابنةَ عمِّ النّبيِّ صلى اللهُ عَليه وسلَّمَ وهَاجَرَ الهِجْرتينِ وشَهِدَ بَدْراً والمَشَاهِدَ بعدَهَا . والأَسْوَدُ بن عَبْدِيَغُوثَ الزُّهْريُّ رَبَّاهُ أَو تَبَنَّاه فنُسِبَ إِليه كما أَشرنا إِليه آنفاً وقد يَلْحَن فيه قُرَّاءُ الحَدِيث ظَنًّا منهم أَنَّه أي الأَسودَ جَدُّه أَي إِذا ذُكِرَ في عَمود نَسبهِ بعدَ أَبيه عَمرٍو كما ذَكَرَه المصنِّفُ كأَنَّهُم يَجْعَلُونَ ابنَ الأَسود نعْتاً لعمرٍو وهو غَلَطٌ كما قال : إِنما ابنُ الأَسوَدِ نعتٌ للمقدادِ بُنُوَّةُ تَرْبِيَة وحِلْفٍ لا بُنَوَّةُ وِلادةٍ كما هو مشهور . والقَيْدُودُ : الناقَةُ الطَّوِيلةُ الظَّهْرِ . قَيَادِيدُ يقال : اشتقاقُه من القَوْدِ مثل الكَيْنُونة من الكَوْنِ كأَنَّهَا في مِيزَانِ فَيْعُولٍ وهي في اللَّفظ فَعْلُولٌ وإِحدَى الدالَيْنِ من القَيْدُودِ زائدةٌ وقال بعضُ أَهلِ التصريف : إِنما أَرادَ تَثْقيِل فَيْعُولٍ بمنزلَةِ حَيْدٍ وحَيْدُودٍ وقال آخرون : بل تُرِك على لَفْظِ كُونُونَة فلما قَبُحَ دخُولُ الواوينِ والضَّمَّات حَوَّلوا الواوَ الأُولَى ياءً لِيُشَبِّهُوها بِفَيْعُولٍ ولأَنه ليس في كلام العربِ بناءٌ على فُوعُولٍ حَتّى أَنهم قالوا في إِعراب نَوْرُوز نَيْرُوز فِراراً من الواوِ كذا في اللسان