فَحَدَ أَهمله الجوهريُّ أَيضاً وقال الأَزهريُّ عن ابن الأَعرابيِّ : واحِدٌ فاحِدٌ هكذا رَوَاه أَبو عَمْرٍو بالفاءِ وقال : قرأْتُ بخطّ شَمِرٍ : القَحَّاد : الرجُلُ الفَرْد الذي لا أَخَ له ولا وَلَد يقال : واحِدٌ قاحِدٌ صاخِدٌ . وهو الصُّنْبُورُ قال الأَزهريُّ أَنا واقِفٌ في هذا الحَرْفِ . وخَطُّ شَمِرٍ أَقْرَبُهما إلى الصَّوابِ كأَنَّه مأْخوذٌ من قَحَدةِ السَّنَامِ وهي أَصلُه وسيأْتي في القاف .
ف - د - د .
الفَدِيدُ : رَفْعُ الصَّوْتِ أو شدَّتُهُ أَو الصَّوتُ بنفْسِه أو صَوْتُ عَدْوِ الشَّاةِ أَو صَوتُ عَدْوِها مع رُعَاتِها وحُدَاتِها . وفي حديث أَبي هُرَيْرة . خَرَجَ رَجُلانِ يُريدَانِ الصَّلاةَ قالا : فأَدْرَكْنَا أبا هُرَيْرَةَ وهو أَمَامَنَا فقال : ما لَكُمَا تَفِدَّانِ فَدِيدَ الجَمَلِ ؟ قُلنا : أَردْنَا الصَّلاةَ . قال : لَلْعَامِدُ إِليها كالقَائِمِ فيها . يقال فَدْفَدَ الإنسانُ والجَمَلُ إذا عَلاَ صَوْتُه . أَرادَ أَنَّهما كانا يَعْدُوَانِ فَيُسْمَع لِعَدْوِهِما صَوتٌ . أَو الفَدِيدُ صَوْتٌ كالحَفِيفِ بالحاءِ المهملة وكذا الفَدْفَدَةُ وقد فَدَّ يَفِدُّ من حَدِّ ضَرَبَ في الكُلِّ أَي مما تقدم من المعاني المذكورة فَدّاً وفَدِيداً وفَدْفَدةً . والفَدَّادُ ككَتَّانٍ : الرَّجلُ الصَّيِّتُ أَي شَدِيدُ الصَّوْتِ الجافي الكلامِ الغَلِيظُهُ كالفُدْفُدِ كَهُدْهُدٍ والفُدَفِدِ مثل عُلَبِطٍ وهذه حكاها اللِّحْيَانيُّ . والفَدَّادُ : الشَّدِيدُ الوَطِءْ فَدَّ يَفِدُّ فَدّاً وفَدِيداً وفَدْفَدَ : اشتَدَّ وَطْؤُه فَوقَ الأَرضِ مَرَحاً ونَشاطاً وفي الحديث حكايةً عن الأَرض : وقد كُنْتَ تَمْشِي فَوْقي فَدَّاداً وفي حديث آخرَ : أَنَّ الأَرضَ إذا دُفِنَ فيها الإنسانُ قالت له : رُبما مَشَيْتَ علي فَدَّاداً ذا مالٍ كَثيرٍ ذا أَملٍ كَبِيرٍ وذا خُيْلاَءَ وسَعْي دائم . ثم قال ابنُ الأَعْرَابِيّ : فَدَّدَ الرجلُ إذا مَشَى على الأَرض كِبْراً وبَطَراً . والفَدَّاد : مالِكُ المِئِينَ في الإِبلِ هكذا بصيغةِ الجمع في نُسْختنا وفي غالب الأُمّهَات اللُّويّة . وفي بعض النُّسخ المِائَتَيْنِ تثْنِيَة المِائَةِ وهو الذِي في النهاية ورجَحه شيخُنَا وليس بشيٍ . قال الصاغانيُّ : وكان أَحدُهُمْ إذا ملك المِيئِنَ من الإِبل إلى الأَلفِ يقال له فَدَّادٌ وهو في معنى النَّسب كسَرَّاجٍ وعَوَّاجٍ وبَتَّات . والفَدَّاد أَيضاً : المُتَكَبِّرُ البَطِرُ مأْخُوذٌ من قَول ابنِ الأَعرابيِّ المتقدم ج : الفَدَّادُونَ وهم أَيضاً الجَمَّالُون والرُّعْيَانُ والبَقَّارون والحَمَّارُون قاله أبو العباس في تفسيرِ قولِه : الجَفَاءُ والقَسْوَةُ في الفدَّادِين . وقيل : الفَدَّادُون : الفَلاحون قال الزَّمخشري : لِصياحِهم في حُرُوثِهم وتقول : من صَحِبَ الفَدَّادِين فلا دُنْيَا نال ولا دين . وقال ثعلب : الفَدَّادون : أَصحابُ الوَبَرِ لِغِلَظِ أَصواتِهِم وجَفَائِهِم وهم أَصحابُ البادِيَةِ . وفي شرحِ شيخِنَا : وهم الذين يَسكنون الفَدَافِدَ وقال أَبو عمرو : هي الفَدَادِينُ مخفّفَة واحدُهَا : فَدَّانٌ بالتشديد وهي البَقَر التي يُحْرَث بها وأَهلُها أَهْلُ جَفَاءٍ وغِلْظَةٍ . وقال أبو عُبَيْدٍ : ليس الفَدادِينُ من هذا في شيءٍ ولا كانت العربُ تَعرِفها إنما هذه للروم وأهل الشام إِنَّما افتَتِحَت الشامُ بعدَ النبي A ولكنهم الفَدَّادونَ بتشديد الدَّالِ واحدهم فَدَّادٌ . قال الأَصمعيُّ : وهم الذين تَعْلُ أَصواتُهم في حُروثِهِمْ وأَموالِهم ومَواشِيهم وما يُعالِجُون منها وكذلك قال الأَحمر .
وقيل : هم المُكْثِرُونَ من الإِبلِ وهم مع ذلك جُفَاةٌ أَهل خُيَلاءَ . والفَدَّادَة بهاءٍ : الضِّفْدِعُ لنَقِيقِها مأْخُوذٌ من الفَدِيد وهو الجَلَبَة . والفَدَّادَة : الجَبَانُ ويُخَفَّف في الأَخِير عن ابن الأَعرابيِّ وأنشد : .
أَفَدَادَةٌ عندَ اللِّقَاءِ وقَيْنَةٌ ... عِند الإِيابِ بِخَيْبَةٍ وصُدُودِ