ولقد عَلِمْتُ سِوَى الذي نَبَّأْتِنِي أَنَّ السَّبيلَ سَبيلُ ذِي الأَعْوادِ يقول : لون أَغفَلَ المَوتُ أَحداً لأَغْفَلَ ذا الأَعوادِ وأَنا ميت إذ ماتَ مثله . وعادِيَاءُ : رَجلٌ وهو جَدُّ السموأل بن جيار المضروب به المثل في الوفاء قال النَّمِرُ ابن تولب : .
هَلاَّ سأَلْتِ بِعَأدِيَاءَ وَبَيْتِه ... والخَلِّ والخَمْرِ الذي لم يُمْنَعِ واختُلف في وَزْنه قال الجوهري : وإن كان تقديرهُ فاعلاءَ فهو من باب المعتل يذكر في موضعه وجِرَانُ العَوْدِ : شاعرٌ عُقَيْلِيٌّ سميَ بقوله : .
" فإِنَّ جِرانَ العَوْدِ قد كادَ يَصلُحُ أَو لقوله : .
" عَمَدْتُ لِعَوْدٍ فالتْحَيْتُ جِرَانَه كما في المزهر . واختلِف في اسمه فقل المستورِد وقيل غيرُ ذلك . والصحيحُ أَن اسمه عامِر بن الحارث . وعَوَادِ كقَطَامِ بمعنى عُدْ ومثله في اللسان بنَزَالِ وتَرَاكِ . ويقال تَعَأوَدُوا في الحَرْبِ وغيرِهَا إذا عادَ كُلُّ فَرِيقٍ إلى صاحِبه . ويقال أَيضاً : عُدْ إِلينا فَلَكَ عندنا عوَادٌ حَسَنٌ مُثَلَّثَةَ العين أَي لكَ ما تُحبُّ وقيل أَي البِرُّ واللُّطْف . ولُقِّبَ مُعَاوِيةُ بن مالك بن جَعْفَر بن كِلاَبٍ مُعَوِّدَ الحُكَمَاءِ جمع حَكيمٍ كذا في غالب النُّسْخ ومُعوِّد كمُحَدِّث في بعضها : الحُلَمَاءِ جمع حَليم باللام وفي المزهر نقلاً عن ابن دُريد أنه مُعوِّد الحُكَّامِ جمع حاكِم وكذلك أَنشد البيت ومثله في طبقات الشعراءِ قاله شيخُنا لقوله أَي معاويةَ بن مالك .
أُعَوِّدُ مثلها الحُكَمَاءَ بَعدِي ... إذا ما لالحَقُّ في الأَشياعِ نابَا هكذا بالنون والموحدة من نابَه الأَمرُ إذا عَرَاهُ وفي بعض النسخ : بانَا بتقديم الموحدة على النون أي ظهرَ وفي أُخرى : إذا ما الأَمر بدلَ : الحقّ . وهكذا في التوشيح . وفي بعض الروايات : .
" إِذا ما مُعْضِلُ الحَدَثانِ نَابَا وأَنشدَ ابنُ بَرِّيٍّ هذا البيْتَ هكذا وقال فيه : معوِّذ بالذال المعجمة كذا نقله عنه ابنُ منظورٍ في : ك س د فلينظر . وإنما لقب ناجيَةُ الجَرْمِيّ مُعَوِّدَ الفِتْيَانِ لأنه ضَرَبَ مُصَدِّقَ نَجْدَةَ الخارِجيِّ فَخَرَقَ بناجِيَةَ فضرَبَهُ بالسيْفِ وقَتَلَهُ وقال : في أَبياتٍ : .
أُعوِّدُهَا الفِتْيَانَ بَعْدِي لِيَفْعَلُوا ... كَفِعْلِي إذا ما جَارَ في الحُكْمِ تابعُ نقله الصاغانيُّ . قال شيخنا : وقصته مشهورة وفي كلام المصنِّف إِيهامٌ ظاهِرٌ . فتأملْه . ويقال : فَرَسٌ مُبْدِئٌ مُعِيدٌ وهو الذي قد رِيضَ وذُلِّلَ وأُدِّبَ فهو طَوْعُ راكِبه وفارِسه يُصرِّفه كيف شاءَ لطوَاعِيَتِه وذُلِّه وإِنه لا يَستصِعب علي ولا يَمْنَعُه رِكَابَه ولا يَجْمَحُ به . والمُبْدِيءُ المُعِيدُ منا : مَنْ غَزا مرةُ بعد مرة وبه فسر الحديث : " إِنَّ اللهَ يحبُّ النَّكَلَ على النَّكَلِ . قيل : وما النَّكَلُ على النَّكَلِ ؟ قال الرَّجُلُ القويُّ المُجَرِّب المُبْدِئُ المُعِيدُ على الفَرَسِ القَويِّ المُجَرَّب المُبدِئِ المُعِيد " قال أَبو عبيدٍ : والمُبْدِئُ المُعِيدُ : هو الذي قد أَبدأَ غَزْوَه وأَعادَه أَي غَزَا مَرَّةً بعد مرَّةٍ وجرب الأمورَ طوراً بعد طَوْرٍ ومثله للزمخشريِّ وابن الأثيرِ . وقيل : الفرس المبُبدِئُ المُعِيد الذي قد غَزَا عليه صاحِبُه مَرَّةً بعد أُخرَى وهذا كقولهم : ليلٌ نائمٌ إذا نِيمَ فيه وسِرّ كاتِمٌ قد كَتَمُوهُ . وقال أَبو سعيد تَعَيَّدَ العائنُ من عانَهُ إذا أَصابه بالعَيْن على المَعْيُونِ وفي بعض الأُصول : على ما يَتَعَيَّن وهو نصُّ عبارة ابن الأَعرابيِّ إذا تَشَهَّق عليه وتشَدَّدَ ليُبَالِغَ في إِصَابَتِه بِعَيْنِهِ وحُكِيَ عن ابن الاَعْرَابِيِّ هو لا يَتَعَيَّنُ عليْه ولا يَتَعَيَّدُ . وتَعَيَّدَت المرأة : انذَرَأَتْ بلسانها على ضَرَّاتِها وحَرَّكَتْ يَدَيْهَا وأَنشد ابن السِّكِّيت : .
" كأَنَّهَا وفَوْقَها المُجَلَّدُ .
" وقِرْبَةٌ غَرْفِيَّةٌ ومِزْوَدُ .
" غَيْرَى على جاراتِهَا تَعَيَّدُ