قلت : وقد مَرَّ إِيماءٌ إلى ذلك في باب الهمزة . ولك العَوْدُ والعُوَادَةُ بالضم والعَوْدَةُ كلُّ هذه الثلاثةِ عن اللحيانيِّ أَي لك أَن تَعُودَ في هذا الأمرِ . والعائِدَةُ : المَعْرُوفُ والصِّلَة والعَطْفُ والمَ ْفَعَةُ يُعادُ به على الإِنسان قاله ابنُ سيده . وقال غيره : العائِدةُ : اسم ما عادَ به عليكَ المُفْضِلُ من صِلَةٍ أَو فَضْلٍ وجمعه : العَوَائِدُ . وفي المصباح : عادَ فلانٌ بمعروفِهِ عَوْداً كقال أَي أَفْضَلَ . وقال اللَّيْثُ : تقول هذا الأَمْرُ أَعْوَدُ عليكَ أَي أَرْفَقُ بكَ من غَيْرِه وأَنْفَعُ لأَنهُ يَعُودُ عليكَ برِفْقٍ ويُسْرٍ . والعُوَادَةُ بالضمّ : ما أُعِيدَ على الرَّجُلِ من طَعَامٍ يُخَصُّ بهِ بَعْدَ ما يَفْرُغُ القَوْمُ : قال الأَزهريُّ إذا حذفْتَ الهاءَ قلت . عُوَادٌ كما قالوا أَكمٌ ولَمَاظٌ وقَضَامٌ . وقال الجوهريُّ : والعُوَاد بالضّمّ : ما أُعِيدَ من الطَّعَامِ بعدَ ما أُكِلَ منه مَرَّةً ويقال : عَوَّدَ إذا أَكَلَهُ نقله الصاغانيُّ . والعادةُ : الدِّيْدَنُ يُعاد إليه معروفَةٌ وهو نص عبارة المُحْكَم . وفي المصباح : سُميت بذلك لأن صاحبها يُعاوِدُها أَي يرجع إليها مرةً بعد أُخْرَى . ج عَادٌ بغير هاءٍ فهو اسم جِنْسٍ جَمْعِيّ . وقالوا : عاداتٌ وهو جمْع المؤنّثِ السالم . وعِيدٌ بالكسر الأخيرة عن كُراع وليس بقويٍّ إِنَّمَا العِيدُ : ما عَاد إِليكَ من الشَّوْقِ والمَرَضِ ونَحْوِه كذا في اللسان . ولا وَجْهَ لإنكار شيخِنا له . ومن جُموع العادة : عَوَائِدُ ذَكَرَه في المصباح وغيره وهو نَظِيرُ حوائِجَ في جمعِ حاجةٍ نقله شيخُنا . قلتُ : الذي صَرَّحَ به الزمخشريُّ وغيره أن العَوائِدَ جمع عائدةٍ لا عادةٍ وقال جماعةٌ : العادةُ تكريرُ الشيءِ دائِماً أَو غالباً على نَهجٍ واحدٍ بلا علاقةٍ عَقْلِيّة . وقيل : ما يستَقِرُّ في النُّفوسِ من الأُمور المتكرِّرَة المَعْقُولةِ عند الطِّباع السَّلِيمة . ونقل شيخُنا عن جماعةٍ أَنَّ العادةَ والعُرفَ بمعنى وقال قوم : وقد تَخْتَصُّ العادةُ بالأفعال والعُرْفُ بالأَقوال كما أَشار ِإليه في التلويح أَثناءَ الكلامِ على مسأَلةِ : لا بُدَّ للمجاز من قَرينة . وتَعَوَّدَهُ وعادَه وعَأوَدَهُ مُعاوَدَةً وعِوَاداً بالكسر واعتْتَادَهُ وأَعادَهُ واسْتَعَادَهُ كلُّ ذلك بمعنَى : جَعَلَهُ من عَادِتِه وفي اللسان : أَي صار عادةً له أنشد ابن الأعرابي : .
لم تَزَلْ تِلْكَ عادَةَ اللهِ عِنِدِي ... والفَتَى آلِفٌ لما يَسْتَعِيدُ وقال : .
تَعَوَّدْ صالِحَ الأَخلاقِ إِنِّي ... رأَيتُ المرْءَ يأْلَفُ ما استَعادَا وقال أَبو كبيرٍ الهُذَليُّ يصف الذِّئابَ : .
إلا عواسِلُ كالمِرَاطِ مُعِيدَةٌ ... باللَّيْلِ مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ