وقال : .
" بَواسِق النَّخْلِ أَبْكاراً وعَيْدَانَا ومنها كان قَدَحٌ يَبُولُ فيه النبي A باللَّيْلِ كما رواه أَهل الحديث وهو في سُنَنِ الإِمامِ أَبي دَاوودَ وضَبَطُوه بالفتح ومنهم من يُرجِّح الكسر . وعَيْدانُ ع من العَوْد كرَيْحَان من الرَّوْح وعَيْدَانُ : عَلَمٌ وهو عَيْدَانُ بن حُجْر بن ذي رُعَيْنٍ جاهليُّ واسمه : جَيْشانُ وابن أَخيه عبْدُ كَلال هو الذي بعثه تُبَّعٌ على مُقدِّمته إلى طَسْم وجَدِيس ونقل ابنُ ماكولا عن خطِّ ابن سعيد بالغين المعجمة . وأَبو بكر محمد بن عليّ بن عَيْدان العَيْدانِيّ الأَهوازِيُّ سمِعَ الحاكمَ . وفي المحكم : المَعَادُ : الآخِرَةُ . والمَعَادُ : الحَجًّ وقيل : المَعَاد : مَكَّةُ زِيدت شرفاً عِدَةً للنبي A أَن يفْتَحَهاله . وقالت طائفة وعليه العملُ " إِلى مَعَادٍ " أَي إلى الجنة . وفي الحديث : " وأَصْلِح لي آخِرَتِي التي فيها مَعَادِي " . أَي ما يَعُود إليه يوم القيامةِ . وبِكِلَيْهِمَا فُسِّرَ قوله تعالى : " إِنَّ الذي فَرَضَ عليكَ القرآنَ لَرَادُّكَ إلى مَعادٍ " وقال الفراءُ : إلى مَعَادٍ حيثُ ولِدت . وقال ثعلب : معناه : يَرُدُّك إلى وَطَنِكَ وبَلَدِك . وذكروا أَنَّ جِبْرِيلَ قال : " يا مُحَمَّدُ : اشتقْتَ إلى مَوْلِدِكَ ووَطنِكَ ؟ قال : نعم . فقال له : " إِنَّ الذِي فَرَضَ عَلَيْكَ القُرْآنَ لَرادُّك إلى مَعادٍ " . قال : والمَعَادُ هنا : إلى عادِتِك حيثُ وُلِدْتَ وليس من العَوْدِ . وقال مُجَاهِدٌ : يُحييه يومَ البعثِ . وقال ابنُ عَبَّاس : أَي إلى مَعْدِنِكَ من الجَنَّة . وأَكثر التفسير في قوله : " لَرَادُّكَ إلى مَعَادٍ " لَبَاعِثُك وعلى هذا كلامُ الناسِ : اذكُر المَعادَ أَي اذكُرْ مَبْعَثَك في الآخِرَةِ . قاله الزجَّاجُ . وقال بعضهم : إلى أَصْلِكَ من بَنِي هاشمٍ . والمَعَادُ : المَرْجِعُ والمَصِيرُ وفي حديثِ عليِّ : " والحَكَمُ اللهُ والمَعْوَدُ إليه يوم القيامة " أي المَعَادُ . قال ابنُ الأَثير : هكذا جاءَ المَعْوَدُ على الأَصل وهو مَفْعَلٌ من عادَ يَعُودُ ومن حَقِّ أَمثالِه أَن يُقلَب واوُه أَلِفاً كالمَقَام والمَرَاحِ ولكِنَّه استَعْمَلَه على الأَصْلِ تقول عادَ الشيءُ يَعُودُ عَوْداً ومَعَاداً أَي رَجَعَ . وقد يَرِدُ بمعنى صَارَ كما تقدم . وحَكَآ بعضُهم رَجَعَ عَوْداً على بدءِ من غير إضافةٍ . والذي قاله سيبويه : تقول رجعَ عَوْدَهُ على بَدْئِهِ أَي أَنمه لم يَقْطَع ذَهابَهُ حتى وَصَلَهُ برجوعه إِنما أَردتَ أَنَّه رَجَع في حافِرَتِه أَي نَقَضَ مَجِيئُه برُجوعه وقد يكونُ أَن يقطعَ مَجِيئَه ثم يَرْجِعَ فيقول : رجعْتُ عَوْدِي على بَدئِي أَي رَجَعْتُ كما جئِتُ فالمَجيءُ موصولٌ به الرجوعُ فهو بدءٌ والرُجُوعُ عَوْدٌ . انتهى كلام سيبويه