تُرِيدَيْنَ كَيْمَا تَضْمُدِيني وخالداً ... وهل يُجْمَعُ السَّيْفَانِ وَيْحَكِ في غِمْدِ وعن أبي عمرو : الضَّمْدُ : أَنْ تُخالَّ المرأَةُ ذاتُ الزَّوجِ رَجُلاً غيرَ زَوْجها أَو رَجُلَين . قال الفراءُ : الضِّمَادُ : أَن تُصادقَ المرأَةُ اثْنَيْن أَو ثلاثةً في القَحْط لتأْكُلَ عند هذا وهذا لتَشْلَعَ . والضِّمْد . بالكسر : الخِلُّ عن الصاغانيِّ . ومنه ضَمَدَت المرأَةُ إذا جَمَعَت بين زَوْجِهَا وخِلِّها . وبالتحريك : الحِقْدُ ما كان . وقيل : هو الحِقْدُ اللازقُ بالقَلْب وقد ضَمِدَ عَلَيْه كفَرِحَ ضَمَداً أي أَحِنَ عليه قال النّابغَةُ : .
ومنْ عَصَاكَ فعاقِبْهُ مُعَاقَبَةً ... تَنْهَى الظَّلُومَ ولا تَقْعُدْ على الضَّمَد وقال أبو يوسفَ : سَمعْتُ مُنْتَجِعاً الكِلابيَّ وأَبا مَهْدِيٍّ يَقُولان : الضَّمَدُ الغابرُ الباقي من الحَقِّ تقول لنا عندَ بَني فُلان ضَمَدٌ أَي غابِرٌ من حَقٍّ من مَعْقُلَةٍ أَو دَيْن . ومن المجاز : أَضْمَدَهُمْ : جَمَعَهُمْ عن الصاغاني . وأَضْمَدَ العَرْفَجُ : تَجَوَّفَتْه الخُوصَةُ ولم تَبْدُرْ منه أَي كانت في جَوْفه ولم تَظْهَرْ . وسَمَّوْا ضمَاداً ككِتَاب منهم : ضِمَادُ بن ثَعْلَبَةَ صحابيُّ مشهور .
ومما يستدرك عليه : قال أبو مالك : اضْمِدْ عَلَيْكَ ثِيَابكَ أَي شُدَّهَا وأَجِدْ ضَمْدَ هذا العِدْلِ . والضَمَدُ محرَّكَةً : الظُلْمُ . وضَمِدَ يَضْمَدُ ضَمَداً بالتحريك إذا اشْتَدَّ غَيْظُه وغَضَبُه وفَرَّق قومٌ بينَ الضَّمَد والغَيظ فقالوا : الضَّمَدُ : أَن يَغْتَاظَ على من يَقدرُ عَليْه والغَيْظُ : أَن يَغْتَاظَ على من يَقْدِرُ عليه ومَن لا يَقْدِرُ عليه يقال : ضَمِدَ عليه إذا غَضِبَ عَلَيْه . وقيل : الضَّمَدُ : شِدَّةُ الغَيْظِ . وأَنا على ضِمَادِةٍ من الأَمْر أي أَشْرَفْتُ عليه . والمِضْمَدَةُ : خَشَبَةٌ تُجْعَلُ على أَعناق الثَّوْرَيْن في طَرَفهَا ثَقْبَانِ في كُلِّ واحدة منها ثُقْبَةٌ بينهما فَرْضٌ في ظَهْرِهَأ ثم يُجْعَلُ في الثَّقْبَيْن خَيْطٌ يَخْرُجُ طَرَفاه من باطن المِضْمَدة ويُوثَقُ في طَرف كُلِّ خَيْط عُودٌ يُجْعَلُ عُنُقُ الثَّوْر بَيْنَ العُودَيْن . والضَّامدُ : اللازمُ عن أَبي حنيفةَ . وعَبْدٌ ضَمَدَةٌ : ضَخْمٌ غَليظٌ عن الهَجَريّ . وفي الحديث : أَنَّ رَجُلاً سأَلَ رسول الله A عن الَبدَاوَة فقال : " اتَّقِ اللهَ ولا يَضُرُّكَ أَن تَكُونَ بجانبِ ضَمَدٍ " هو بالتحريك : موضع باليمن . كذا في اللسان . قلت : وهو وادٍ مُتَّسعٌ مُخْصِبٌ كَثيرُ القُرَى والعِمَارات قريبٌ من جَازَانَ ونُسب إليه جماعةٌ من أَهْل العلم . وفي الأَساس من المجاز : ضَمَدَ رأْسَه بالسَّيْف مثلُ عَمَّمَه .
ض - و - د .
الضّادُ حرفُ هجاءِ وهو حَرْفٌ مَجْهُورٌ وهو أحدُ الحُروف المُسْتَعْليَة يكون أَصْلاً لا بَدَلاً ولا زائداً وهو للعَرَب خاصَّةً أَي يَخْتَصُّ بلُغَتهمْ فلا يُوجَدُ في لُغَات العَجَم وهو الصّوابُ الذي أَطْبَقَ عليه الجَماهيرُ ونقل شيخُنا عن أبي حَيَّانَ C تعالى : انفردت العربُ بكثرةِ استعمال الضاد وهي قليلةٌ في لُغة بعض العجم ومفقودةٌ في لُغَة الكثير منهم وذلكَ مثْلُ العين المُهْملة . وذكر أن الحاء المهملة لا توجد في غير كلام العرب . ونقل ما نقله في الضاد في محل آخر عن شيْخه ابن أَبي الأَحوص ثم قال : والظاءُ المشالَةُ مما انفردت به العرب دون العجم . والذال المعجمة ليست في الفارسية . والثَّاءُ المُثَلَّثَةُ ليست في الرُّوميَّة ولا في الفارسيَّة . قال ابن قُرَيْب . والفاءُ ليست في لسان التُّرْك . وفي اللسان : ولا يوجد يعني الضادَ في لسان العَجَم إلاَّ في القليل ولذلك قيل في قول أَبي الطَّيِّب : .
وبهمْ فَخْرُ كُلِّ مَنْ نَطَقَ الضَّا ... دَ وَعوْذُ الجاني وغَوْثُ الطَّريدِ ذهب به إلى أَنَّها للعرب خاصةً قال ابن جِنّي : ولا يُعْتَرضُ بمثل هذا على أصَحابنا . قال : وعينُها منقلبةٌ عن واوٍ . والضَّوادي : ما يُتَعَلَّلُ به من الكَلامِ ولا يُحَقَّقُ له فِعْلٌ قال أُمَيَّةُ بنُ أَبي الصًّلْت :