قال ابن بَرِّيّ : يقول : لم أَرَ فيمن سُمِّي سَعْداً أَكرمَ من سَعْدِ بنِ مالِكِ بن ضُبَيْعة بن قَيْس بن ثَعْلَبَةَ بن عُكابَةَ وغيرُ ذلك مثل : سَعْدِ بن قَيْسِ عَيْلاَنَ وسَعْدِ بن ذُبْيَانَ بن بَغِيض وسَعْدِ بن عَدِيِّ بن فَزَارةَ وسَعْد بن بكْر بن هَوازِنَ وهم الذين أَرْضَعُوا النبي A وسَعْد ابن مالك بن سعْد بن زيد مناةَ وفي بني أَسَدٍ سَعْدُ بن ثَعْلَبَة بن دُودانَ وسعْدُ بن الحارثِ بن سَعْد بن مالك بن ثَعْلَبَة بن دُودان . قال ثابتٌ : كان بنو سعْدِ بن مالك لا يُرَى مِثْلهم في بِرِّهِم ووَفائهم . وفي قيس عَيْلانَ سعْدُ بن بكْر وقضاعَةَ سَعْدُ هُذَيْمٍ ومنها سَعْدُ العَشِيرةِ وهو أبو أَكثرِ قَبَائلِ مَذْحج . ولمَّا تَحَوَّلَ الأضبَطُ بن قُرَيْعٍ السَّعْدِيّ من وفي نسخة : عن قَوْمِه وانتقلَ في القبائِلِ فلَمَّا لم يُحْمِدْهُمْ رَجَعَ إلى قَوْمه وقال : بِكلِّ وادٍ بَنو سَعْدٍ فذَهَبَ مَثَلاً . يعني سَعْدُ بن زيد مناه بن تميم وأما سَعْدُ بَكْرٍ فهم أَظآرُ سيِّدنا رسول الله A . وبنو أَسْعَدَ : بَطْنٌ من العرب وهو تَذكيرُ سُعْدَى وأَنكرَه ابن جِنِّي وقال : لو كان كذلك حَرِيَ أَن يَجِيء به سَمَاعٌ ولم نَسمَعْهم قَطّ وَصَفوا بِسُعْدى وإنما هذا تَلاقٍ وَقَعَ بين هذَيْنِ الحَرْفين المُتَّفِقَي اللَّفْظِ كما يَقَع هذانِ المِثالانِ في المُخْتَلِفَة نحو أَسْلَمَ وبُشْرَى . وفي الصحاح : وفي المثل قولهمٌ : أَسَعْدٌ أَم سعيدٌ كأَمِير هكذا هو مضبوط عندنا . وفي سائر الأُمهات اللغَوِية : كزُبَيْرٍ وهو الصواب إذا سُئِلَ عن الشَّيْءِ أي هو مما يُحَبُّ أَو يُكْرَهً . و في خُطْبَة الحَجَّاجِ : انْج سَعْدُ فقد قُتِل سُعَيْدٌ هذا مَثلٌ سائر وأَصْله أن ابْنَىْ ضَبَّةَ بنِ أُدٍّ خرجَا في طلب إِبِلٍ لهما فرَجَعَ سَعْدٌ وفُقدَ سُعَيْدُ فَكان ضَبَّةُ إذا رَأَى سَوَاداً تحت الليلِ قال : أَسَعْدٌ أَم سُعَيْدٌ هذا أَصْل المَثَلِ فأُخِذ ذلك اللَّفْظُ منه وصار يُتَشَاءَمُ به وهو يُضرَب مَثَلاً في العناية بذي الرَّحِمِ ويُضْرَب في الاستخبارِ عن الأمْريْنِ : الخَيْرِ والشَّرْ أَيهما وقعَ . وهو مَجَاز . ويقال بَرَكَ البَعِيرُ على السَّعْدَانَةِ وهو كِرْكِرَةُ البَعِيرِ سُمِّيَت لاستدارتها . والسَّعْدَانَةُ : الحَمَامَةُ قال : .
إذا سَعْدانَةُ السَّعَفَاتِ ناحَتْ ... عَزاهِلُهَا سَمِعْتَ لها حَنِينَا أَو السَّعْدانَةُ اسمُ حَمَامَة خاصَّة قاله ابن دُرَيْد وأَنشد البيت المذْكورَ . قال الصاغاني : وليس في الإنشاد ما يَدُل على أنها اسمُ حمامة كأَنَّه قال : حَمامةُ السَّعَفَات اللّهُمَّ إلا أَن يُجْعَلَ المضافُ والمضافُ إليه اسماً لحَمامةٍ فيقال : سَعْدانةُ السَّعَفاتِ : اسمُ حَمَامَة . ويقال : عَقَدَ سَعْدانَةَ النَّعْلِ وهي عُقْدَةُ الشِّسْعِ السُّفْلَى ممَّا يلي الأَرْضَ والقِبَالَ مثل الزِّمامِ بين الإِصبَعِ الوُسطَآ والتي تَليها . والسَّعْدَانةُ من الاسْتِ : ما تَقَبَّض من حِتَارِهَا أَي دائِر الدُّبُرِ وسيأْتي