رَبَدَ كنصر بالمكان رُبُوداً بالضّمّ إِذا أقام فيه ومنه أُخِذَ المِرْبَد . ورَبَدَ رُبُوداً : حَبَسَ عن ابن الأَعرابيّ . قيل ومنه أُخذ المِرْبَد كمِنْبَر : المَحْبَس . وفي حديثِ النبي صلَّى الله عليه وسلّم : أَن مَسْجِده كان مِرْبَداً ليَتِمَيْنِ في حِجْر مُعاذِ بنِ عَفْراءَ فجَعَلَه للمُسلمين فبناه رسولُ الله A مَسْجِداً . قال الأَصمعيّ : المِرْبَد : كلّ شيءٍ حُبِسَتْ به الإِبلُ والغنمُ ولهذا قيل مِرْبَدُ النَّعَمِ الذي بالمدينة . والمِرْبَد : الجَرِينُ الذي يُوضَع فيه التَّمْرُ بعد الجَدَاد لِيَيْبَسَ . قال سيبويهِ : هو اسم كالمِطْبخ . وقال أَبو عُبيد : المِرْبَد بلُغةِ أَهلِ الحِجاز . والجَرِين لهم أَيضاً والأَنْدَرُ لأَهْلِ الشأْم . و البَيْدَرُ لأَهل العراق . قال الجوهريُّ : وأَهلُ المدينةِ يُسَمُّون الموْضِعَ الذي يُجَفَّف فيه التَّمْرُ لِيَنْشَف : مِرْبَداً وهو المِسْطَح والجَرِينُ والمِرْبَد للتَّمْرِ كالبَيْدَرِ للحِنْطة . وفي الحديث : " حتَّى يَقومَ اَبو لُبَابَةَ يَسُدُّ ثَعْلَبَ مِرْبَدِهِ بإِزارِه يعني مَوضِع تَمْرِه وبه سميَ مِرْبَدٌ : ع بالبَصْرَة وقيل لأَنه كان تُحْبَسُ به الإٍبِلُ . والرُّبْدَة بالضّمّ الغُبْرَة أَو لَونٌ إلى الغُبْرَةِ وقال أَبو عُبَيْدةَ : هو لَوْنٌ بين السَّوادِ والغُبْرة وقد ارْبَدَّ ارْبِدَاداً وارْبَادَّ ارْبيداداً كاحمَرَّ واحْمَارَّ فهو مُرْبَدُّ ومُرْبَادٌّ . ومنه الحديث . وآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَدٌّ كالكُوزِ مُجَخِّياً .
ومن المجاز : داهِيَةٌ رَبْدَاءُ . الرَّبْداءُ المُنْكَرَةُ . والرَّبداءُ من المَعَزِ : السَّوْداءُ المُنَقَّطَةُ بِحُمْرةٍ وهي المُنقَّطة المَوْسومةُ مَوْضِعَ النِّطاقِ منها بحمرة وهي من شِيَات المَعز خاصَّةً وشاةٌ رَبداءُ : منقَّطَةٌ بحُمْرة وبَياضٍ او سواد . والأَرْبَدُ : حَيَّةٌ خَبِيثةٌ وقيل ضَرْبٌ من الحَيَّاتِ يَعَضُّ الإِبِلَ . والأَرْبَد : الأَسَدُن كالمُتَرَبِّدِ عن الصاغانّي . وأَرْبَدُ بن ضَابئٍ الكلابِيُّ وأَرْبدُ بنُ شُرَيْحٍ المازِنِيّ . وأَرْبَدُ بنُ رَبِيعَةَ وهو أَخو لَبِيدٍ الشاعرِ : شُعَراءُ . وقال ابن شُمَيل : لمّا رآني تَرَبَّدَ لَوْنُه وتَرَبُّدُه : تَلَوُّنه تَراه أَحْمَرَ مرَّةً وأَصفَرَ مرَّةً وأَخْضَرَ مَرَّة ويَتَرَبَّدُ لَوْنُه من الغَضَبِ أَي يَتلَّون . وتَرَبَّدَ وَجْهُه : تَغَيَّرَ وقيل : صارَ كَلَوْن الرّمادِ كارْمَدَّ . وإِذا غَضِبَ الإِنسانُ تَرَبَّدَ وَجْهُه كأَنّه يَسْوَدُّ منه مواضِعُ . وفي الحديث : " كان إذا نَزَلَ عليه الوَحْيُ ارْبَدَّ وَجْهُهُ " أَي تَغَيَّر إِلى الغُبْرَة .
وفي حديث عَمْرِو بن العاصِ : أَنّه قام من عندِ عُمَرَ مُرْبَدَّ الوَجْهِ في كلامٍ أَسْمَعَه . وتَرَبَّدَت السَّمَاءُ : تَغَيَّمَتْ وهي مُتَرَبِّدة : مُتغَيِّمة . وتَربَّد الرَّجلُ تَعَبَّس . وفي مَتْنِه رُبَدٌ الرُّبَدُ كَصُرَدٍ : الفِرِنْدُ هُذَلِيَّةٌ . قال صَخْرُ الغَيِّ : .
وصارِمٌ أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُهُ ... أَبْيَضُ مَهْوٌ في مَتْنِه رُبَدُ وسيْفٌ ذو رُبَدٍ إذا كُنتَ تَرَى فيه شِبْهَ غُبَارٍ أَو مَدَبّ نَمْلٍ يكون في جَوهَرِه . والرَّبِيدُ كأَمِيرٍ : تَمْرٌ مُنَضَّد في الجِرَارِ أَو في الحُبِّ ثم نُضِحَ عَلَيْهِ الماءُ . وفي بعض الأُمَّهات : ثم نُضِحَ بالماءِ والرَّبِيدة بهاءٍ : قِمَطْرُ المَحَأضِرِ وهي السِّجِلاَّتُ . والرَّابِدُ : الخازِنُ وقد رَبَدَ الرّجلُ إِذَا كَنَزَ التَّمْرَ في الرَّبائِد وهي الكَرَاحَات . وقال اَبو عدنان : المُرْبَدّ : كمُحْمَرّ : المُوَلَّع بسَوادٍ وبَياضٍ وقد ارْبَدَّ وارْبَادَّ كاحْمَرَّ واحْمَارَّ وتَرَبَّد كلّ ذلك إذا احمَرَّ حُمْرَةً فيها سَوَادٌ . وأَرْبَدَةُ بفتح فسكون وفي التقريب : بكسر فسكون ومُوَحّدة مكسورة أَوْ أَرْبَدُ بحذف الهاءِ التَمِيمِيُّ المُفَسِّر تَابِعِيٌّ صَدُوقٌ من الثالثة .
مِرْبَدُ النَّعَمِ كمِنْبَرٍ : ع قُرْب المَدِينَةِ على لَيْلَتين منها وهو مُتَّسَع كانت الإِبلُ تُرْبَدُ فيه أَي تُحْبَس للبَيْع وهو مُجْتَمَعُ العرب ومُتَحَدَّثُهم كذا في الأَساس وهو قول الأَصمعيّ