يدافع عنكم كل يوم عظيمةٍ ... وأنت قراحى بسيف الكواظم وقيل قراحى : منسوب إلى قراحٍ وهو اسم موضع قال الأزهريّ : هي قريةٌ على شَاطِئ البَحْر نَسَبَه إِلَيْهَا . والقارِحُ : الأَسَدُ كالقَرْحَانِ و القارِح : القَوْسُ البائنةُ عَنْ وَتَرِهَا . وقَرَحَتِ النّاقَةُ : استَبَانَ حَمْلُهَا . قال ابن الأَعْرَابيّ : هي قارحٌ أَيّامَ يَقْرَعُهَا الفَحْلُ فإِذَا اسْتَبَانَ حَمْلُهَا فهي خَلِفَةٌ ثم لَا تزال خَلِفَةً حتّى تَدْخُل في حَدّ التَّعشير . وعن اللّيث : ناقةٌ قارِحٌ وقد قَرَحَتْ قُرُوحاً بالضّمّ إِذا لم يَظُنّوا بها حَمْلاً ولم تُبَشِّر بذَنَبها حتّى يَستَبِينَ الحَمْلُ في بَطْنهَا . وقال أَبو عُبَيْد : إِذا تَمَّ حَمْلُ النَّاقّةِ ولم تُلْقِه فَهي حينَ يَستَبِينُ الحَمْلُ بها قارِحٌ : وقال غيرُه : فَرَسٌ قَارِحٌ . أَقَامَتْ أَربعين يوماً مِن حَمْلها أَو أَكثَرَ حتى شَعَّرَ والقَارِح : الناقةُ أَوَّلَ ما تَحمِل والجَمْع قَوَارِحُ وقُرَّحٌ وقد قَرَحَت تَقْرَحُ قُرُحاً وقِرَاحاً . وقيل القُرُوحُ أَوَّلَ ما تَشولُ بذَنَبِهَا وقيلَ إِذا تمَّ حَملُهَا فهي قَارِحٌ وقيلَ هي الّتي لا تُشْعِرُ بلَقَاحِهَا حتَّى يَسْتَبين حَمْلُهَا . وعبارةُ الكُلّ متقاربةٌ . والقَرِيحة : أَوّلُ ماءٍ يُستَنبَط أَي يُخْرَج من البِئر حيت تُحْفَر كالقُرْحِ بالضّمّ . قال ابن هَرْمةَ : .
فإِنّك كالقَريحةِ حين تُمْهَى ... شَروبُ الْمَاءِ ثم تَعودُ مَاْجَا المأْج : المِلْح ورواه أَبو عبيد بالقريحةِ وهو خطأْ كذا في اللسان . ومنه قولهم : لفلانٍ قَرِيحَةٌ جَيّدة يراد استنباطُ العِلْم بجَودةِ الطّبع . قال شيخُنا : وهي قُوّة تستنبطُ بها المعقولات وهو مجازٌ صرَّحَ به غيرُ واحد . وقال أَوس : .
على حِينَ أَنْ جَدَّ الذَّكَاءُ وأَدرَكَتْ ... قَريحَةُ حِسىٍ مِنْ شَرِيحٍ مُغَمِّمِ يقول : حينَ جَدَّ ذَكائي أَي كبِرْت وأَسننْت وأَدْرَك من ابني قريحةُ حِسْىٍ يعني شَعرَ ابنه شُرَيحِ بن أَوْس شَبَّهه بما لا يَنْقَطِع ولا يُغَضغَض مُغَمِّم أَي مُغْرِق . و قَريحَة الشّباب : أَوّلُه وقيل هي أَوّلُ كُلِّ شيءٍ وباكُورَتُه وهو مجاز . و القَرِيحَة منك : طَبْعُك الذي جُبِلْتَ عليه لأَنّه أَوّل خِلقتك ووقع في كلام بعضهم أَنّها الخاطر والذِّهْن . والقُرْحُ بالضَّم : أَوَّلُ الشَّيء . وهو في قُرْح سِنِّه أَي أَوَّلها . قال ابن الأَعرَابيّ : قلت لأَعرابيّ : كمْ أَتَى عليك ؟ فقال : أَنا في قُرْحِ الثلاثين . يقال : فلانٌ في قُرْحِ الأَربعين أَي في أَوّلها و القُرْحُ : ثلاثُ ليالٍ من أَوّل الشَّهر ومنهم من ضبطَه كَصُرَدٍ . نقلَه شيخنا . ومن المجاز الاقتِراحُ : ارتِجالُ الكَلام يقال : اقتَرَحَ خُطْبَتَه أَي ارتَجلَها . و الاقتراحُ : استنباطُ الشيْءِ من غير سَماعٍ . وفي حاشية الكشّاف للجرْجانيْ : هو السُّؤال بلَا رَوِيَّةٍ . والاقتراحُ : الاجتباءُ والاختِبَارُ . قال ابنُ الأَعرابيّ : يقال اقترحْتُه واجتَبيْته وخَوَّصته وخدَّمْته واخْتَلَمْته واستَخْلَصْته واسْتَمَيْتُه كلُّه بمعنَى اخترْته . ومنه يقال : اقترحَ عليه صَوْتَ كذا وكذا أَي اختاره . والاقْتراح : ابتِدَاعُ أَوّلِ الشْيءِ تَبتدعُه وتَقترِحه من ذاتِ نَفْسك من غير أَن تَسمعَه . وقد اقتَرحَه عن ابن الأَعرابيّ . واقتُرِحَ السَّهمُ وقُرِحَ : بُدئَ عَملُه . وفي الأَساس : وأَنا أَوّلُ مَن اقترحَ مَودّة فُلانٍ أَي أَوَّلُ مَن اتَّخذَه صَديقاً وهو مَجاز . والاقتراحُ : التَّحكُّم ويُعدَّى بعَلَى يقال : اقتَرَحَ عليه بكذا : تَحَكَّمَ وسأَلَ من غير رَوِيّة . وعبارةُ البَيْهَقيّ في التاج : الاقتراحُ طَلبُ شيْءٍ ما مِن شَخصٍ ما بالتَّحكُّم . ومن المجاز : الاقتراح : رُكُوبُ البَعِيرِ قَبل أَنْ يُركَبَ وقد اقتَرَحَه . والقَرِيح : السَّحَابَة أَوَّلَ ما تَنْشَأُ والقَرِيح : الخالِصُ كالقَرَاح قاله أَبو حَنِيفة . وأَنشد أَبو ذؤَيب : .
وإِنَّ غُلاماً نِيلَ في عَهْدِ كاهلٍ ... لَطِرْفٌ كنَصْلِ السَّمْهَرِيِّ قَرِيحُ