ظَمِئَ كفرِح يَظْمَأُ ظَمْأً بفتح فسكون وظَمَأً محرّكة وظَماءً بالمد وبه قُرئَ قوله تعالى " لا يُصيبُهُم ظَمَأٌ " وهو قراءة ابن عُمَير وظَماءةً بزيادة الهاء وفي نسخة ظَمْأَة كرحْمَة وعليها شرح شيخنا فهو ظَمِئٌ كَكتِف وظمْآنُ كسكْران وظامٍ كَرامٍ وهي أَي الأنثى بهاء ظَمْآنَةٌ كذا في النُّسخ الموجودة بين أيدينا والذي في لسان العرب والأساس والأنثى : ظَمْأى كَسَكْرى قال شيخنا : وظَمِئَة كفَرِحة زاده ابن مالك وهي متروكة عند الأكثر ج أَي لكلٍّ من المذكر والمؤنث ظِماءٌ كرِجال يقال ظَمِئْتُ أظْمَأُ ظَمَأً مُحرْكةً فأنا ظامٍ وقومٌ ظِماءٌ ويُضَمُّ فيقال : ظُماءٌ وهو نادِرٌ قليلٌ لأن صيغته قليلة في الجُموع وورد منها نَحْوُ عشرةِ ألفاظ وأكثرُ ما يُعبِّرون عنها بباب رُخال حُكي ذلك عن اللِّحانيِّ ونقله عنه ابن سيده في المخصّصِ : عَطِشَ أو هو أي الظَّمَأُ : أشَدُّ العَطَشِ نقله الزجّاج وقيل : هو أخفُّه وأيْسَرُه والظَّمْآنُ : العَطْشان وفي التنزيل " لا يُصيبُهم ظَمَأٌ ولا نَصَبٌ " وقوم ظِماءٌ وهُنَّ ظِماءٌ : عِطاشٌ قال الكميت : .
إليكُمْ ذَوي آل النَّبيِّ تَطَلَّعَتْ ... نَوازِعُ من قَلبي ظِماءٌ وألْبُبُ استعار الظِّمَأَ للنَّوازع وإن لم تكن أشخاصاً قال ابن شُمَيْل : فأمَّا الظَّمأُ مَقصورٌ مصدر ظَمِئَ يَظْمَأُ فهو مهموزٌ مقصور ومن العرب من يَمُدُّ فيقول الظَّماءُ ومن أمثالهم الظَّماءُ الفادِحُ خيرٌ من الرِّيِّ الفاضِح . وظَمِئَ إليه أي إلى لقائه : اشْتاقَ وأصله من معنى العَطش وفي الأساس : ومن المجاز : أنا ظَمْآن إلى لِقائك أَي مُشتاقٌ ونبَّه عليه الراغِبُ وهو مُستعملٌ في كلامهم كثيراً قال شيخنا : والمُصنِّف كثيراً ما يَستعمل المَجازات الغيرِ معروفة للعرب ولا بدَّ أن أغفل التنبيه على مثل هذا قلت : وهو كذلك ولكن ما رأيناه نَبَّه إِلاَّ على الأقَلِّ من القليل كما ستقف عليه والاسم منهما أَي من المَعنيين بناءً على أنهما الأصلُ وأنت خبيرٌ بأن المعنى الثاني راجعٌ إلى الأول فكان الأوْلى إسقاطُ منهما كما فعله الجوهريّ وغيره نبَّه عليه شيخنا الظِّمْءُ بالكسر ويقال رجلٌ مِظْماءُ أَي مِعْطاشٌ وزْناً ومَعنًى . والمَظْمَأُ كمَقعَدٍ : موضعُ الظَّمَإِ أَي العَطَشِ من الأرض قال أَبو حِزامٍ العُكليُّ : .
وخَرْقٍ مَهارِقَ ذي لَهْلَهٍ ... أجَدَّ الأُوامَ به مَظْمَؤُهْ والظِّمْءُ بالكسر لمَّا فَصَل بين الكلامين احتاج أن يُعيد الضَّبطَ وإلا فهو كالتكرار المخالف لاصطلاحه : ما بينَ الشَّرْبَتَيْنِ والوِرْدَيْنِ وفي نسخ الأساس : ما بين السَّقْيَتَيْن بدل الشَّرْبَتين وزاد الجوهريّ : في وِرْدِ الإبل وهو حَبْسُ الإبل عن الماء إلى غاية الوِرْدِ والجمع أظْماءٌ ومثله في العُباب قال غيلان الرَّبْعيُّ : .
" هَقْفاً على الحَيِّ قَصير الأظْماءْ وظِمْءُ الحياةِ : ما بينَ سُقوطِ الوَلَدِ إلى حينِ وقت مَوْتهِ وقولهم في المثل ما بَقيَ منه أي عُمْرِه أو مُدَّتِه إِلاَّ قدر ظِمْءِ الحِمار أَي لم يَبْقَ من عُمره أو من مُدَّته غيرُ شيءٍ يَسير لأنه يقال : ليس شَيْءٌ من الدَّوابِّ أقصَرَ ظِمْأً منه أَي من الحمار وهو أقلُّ الدوابِّ صَبْراً عن العطش يَرِدُ الماءَ كلَّ يَومٍ في الصيف مرَّتين وفي حديث بعضهم : حينَ لم يَبْقَ من عُمري إِلاَّ ظِمْءُ حمار . أَي شيءٌ يَسيرٌ . وأقصَرُ الأظماءِ الغِبُّ وذلك أن تَرِدَ الإبل يوماً وتَصْدُر فَتكون في المَرْعى يوماً وتَرِد اليومَ الثالثَ وما بين شَرْبَتَيْها ظِمْءٌ طال أو قَصُر وفي الأساس : وكان ظِمْءُ هذه الإبل رِبْعاً فَزِدْنا في ظِمْئِها وتَمَّ ظِمْؤُه والخِمْسُ شَرُّ الأظماءِ . انتهى . وفي كتب الأمثال : قالوا : هو أقصَرُ من غِبِّ الحِمار وأقصَرُ من ظِمْءِ الحِمار . وعن أَبِي عُبَيد : هذا المَثلُ يُروى عن مروان بن الحَكَم قاله شيخنا ولمُلاّ عليّ قاري في ظِمْءِ الحياة دَعْوى يقضي منها العجبُ والله المستعان