روى الأَزهريّ بإِسناده عن عليّ بن أَبي طالبٍ Bه قال : " نَهاني رَسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم عن لِبَاسِ القَسِّيِّ " المُتَرَّح " وأَن أَفترِشَ حِلْسَ دَابَّتي على ظَهْرِها حتّى أذكُرَ اسمَ اللهِ فإِنّ عَلَى كُلِّ ذِرْوَةٍ شَيْطاناً فإِذا ذَكرْتهم اسمَ اللهِ ذَهَب " وهو " من الثِّياب ما صُبِغَ صِبْغاً مُشْبَعاً " . المُتَرَّحُ " من العَيْشِ : الشَّديد . و " المُتَرَّحُ " من السَّيل : القَليلُ وفيه انْقِطاعٌ " . وقال ابن الأَثير : التَّرَح : ضِدُّ الفَرَح وهو الهَلاكُ والانقطاعُ أَيضاً . " والمُتْرِح كمُحْسِن " وفي نسخة : كمُكرِم " : مَنْ لا يَزَال يَسمَع ويَرَى مالاَ يُعْجِبه " . ومما في الصّحاح واللسان وأَغفله المصنّف : ناقةٌ مِتْراحٌ : يُسْرِعُ انتقطاعُ لَبَنِها والجمعُ المُتارِيح " وتَارَحُ كآدَمَ : أَبو إِبراهيمَ الخَليلِ صلّى الله عليه وسلّم " وعلَى نَبيّنا بناءً على أَنّ آزَرَ عَمُّه وأَطلقَ عليه أَباً مجازاً وفيه خلافٌ مشهور ؛ قاله شيخنا .
تشح .
" التُّشْحَة بالضّمّ : الجِدّ والحَمِيَّة " قاله أَبو عمرٍو " والأَصل وُشْحَة " . قال الأَزهريّ : أَظنّ التُّشْحة في الأَصل أُشْحَة فقُلِبت الهمزةُ واواً ثم قُلِبت تاءً كما قالوا : تُراثٌ وتَقْوَى . قال شَمِرٌ : أَشِح يَأْشَح إِذا غَضِبَ . ورَجلٌ أَشْحانُ أَي غَضبانُ . قال الأَزهريّ : وأَصْلُ تُشْحةٍ أُشْحَةٌ من قولِك : أَشِحَ . " قال الطِّرِمّاحُ " بنُ حَكيمٍ الشاعرُ يَصِفُ ثَوراً : .
" مَلاً بَائِصاً ثُمَّ اعْتَرَتْه حَمِيَّةٌ ... عَلى تُشْحَةٍ من ذَائِدٍ غَيْرِ وَاهِنِ أَي على حَمِيَّةِ غَضَبٍ " وقال الأَزهريّ : قال أَبو عَمرٍو : أَي عَلَى جِدٍّ وحَمِيَّةٍ . والذائدُ : الدَّافعُ . وغير واهن : غير ضَعِيف . ومَلاً : جمع مَلاةٍ : الصّحراءِ . وقول شيخنا : ولكنّه في فصل الواوِ وأَعرضَ عن هذا الأَصلِ ولم يَظْهَر له في كَلامٌ فَصْلٌ فلا يَخْلُو عن نَظرٍ وتَأَمُّلٍ . لا يَخْفَى أَنّ الأَوفَقَ إِيرادَه في " أَشح " لِمَا نَقَله الأَزهريُّ عن شَمِرٍ وأَقرَّه على ذلك لأَنّ أَصلَه " أَشح " لا " وَشح " فلا نَظَرَ في إعراضِه عنه في فصلِ الواو . نعم كان يَنبغِي أَن يُورِدَه في " أَشح " ونحن قد أَشرنا هنالك إِليه . التُّشْحَة : " الجُبْنُ والفَرَقُ أَو الحَرْدُ وخُبْثُ النَّفْسِ والحِرْصُ كالتَّشَحِ محرَّكةً في الكُلِّ " . ولكن المنقول عن كُراع في الحَرْد والغَضَب هو " التُّسْحَة " بالسين المهملة كما أَورده ابن سيده في المحكم نقلاً عنه . قال ولا أَحُقُّها . " ورجل أَتْشَحُ " هذا بنَاءً على أَن التّاءَ أَصليّةٌ وليس كذلك . وإِنّما الصّواب : رَجُلٌ أَشْحانُ وامرأَةٌ أَشْحَى وقد تقدّم في بابه .
تفح .
" التُّفَّاح " : هذا الثَّمَرُ " م " وهو بضَمٍّ فتشديدٍ وإِنما أَطلقَه لشُهرته واحدتُه تُفّاحَةٌ . وذُكِر عن أَبي الخَطَّاب أَنه مُشتَقُّ من التَّفْحَة وهي الرّائحةُ الطَّيِّبةُ . " والمُتْفَحَةُ : مَنْبِتُ أَشْجارِه " . قال أَبو حنيفةَ : هو بأَرضِ العربِ كثيرٌ . قال الأَزهريّ : وجمعه تَفافِيحُ وتَصغير التُّفّاحة الواحدةِ تُفَيْفِحَةٌ . ومن سجعات الأَساس : أَتْحَفَك مَن أَتْفَحَك . من المجاز : ضَرَبَه على تُفّاحَتَيْه . " التُّفّاحَتانِ : رُؤوسُ الفَخِذَيْنِ في الوَرِكَيْنِ " عن كُراع . ولَطَمْنَ العُنّاب التُّفّاحَ : أَي بالبَنَانِ الخُدُودَ ؛ كذا في الأَساس .
توح .
" تاحَ له الشيْءُ يَتُوحُ " تَوْحاً : إِذا " تَهَيَّأَ " قال : .
" تاحَ لَه بَعدَك حِنْزابٌ وَأَي " كتَاحَ يَتِيح " تَيْحاً واويّ العينِ ويائيُّها وكلاهما لازِمٌ . " وأَتاحَه اللهُ تعالى " : هَيَّأَه . وأَتاحَ اللهُ له خَيْراً وشَرّاً . وأَتاحَه له : قَدَّرَه . وتاحَ له الأَمرُ : قُدِّرَ عليه . قال اللّيث : يقال : وَقَعَ في مَهْلِكه فتَاحَ له رجلٌ فأَنْقَذه . وأَتاح اللهُ له من أَنْقَذَه . وفي الحديث : " فبِي حَلْفْتُ لأَتِيحَنَّهم فِتْنةً تَدَعُ الحَليمَ منهم حَيْرانَ . " فأُتِيح " له الشَّيْءُ أَي قُدِّرَ أَو هُيِّئَ قال الهُذَليّ : .
أُتِيحَ له أُقَيْدِرُ ذو حَشِيفٍ ... إِذا سَامَتْ على المَلَقَاتِ سَامَا