قرأَتُ هذه الأَبياتَ في الحماسةِ لأَبي تمام . والّذي ذكرتُ هنا رِواية المُعجم وبينهما تَفاوُتٌ قليلٌ " لا " اسمُ " بَلَدٍ به . وغَلِطَ الجَوهريّ " نَبَّه على ذلك أَبو سَهْلٍ في هامش الصّحاح وغيرُه . " وهو ما بين جَبَلَيِ المُحْترِق والأُحَيْحِدَيْن بالتّصغير . وفي الحديث : " صَيْدُ وَجٍّ وعِضَاهُه حَرامٌ مُحرَّمٌ " . قال ابن الأَثير : هو مَوضعٌ بناحيةِ الطَّائف " وقيل : هو اسمٌ جامعٌ لحُصُونها وقيل : اسمُ واحدٍ منها يحتمل أَن يكون على سَبيلِ الحِمَى له " ويحْتَمل أَن يكون حَرَّمَه في وَقْتٍ مَعلومٍ ثم نُسِخَ . وفي حديث كَعْبٍ : " إِنّ وَجّاً مُقَدَّسٌ منه عَرَجَ الرّبُّ إِلى السَّماءِ " " ومنه " الحديث : " آخِرُ وَطْأَةٍ " أَي أَخْذَةٍ ووَقْعَةٍ " وَطِئها اللهُ تَعالى " أَي أَوْقَعَها بالكُفَّار كانت " بوَجٍّ " يريد " بذلك " غَزْوةَ حُنَينٍ لا الطّائفِ " وهذا خلاف ما ذَكره المُحَدِّثون " وغَلِطَ الجَوهريّ " . ونقلَ عن الحافظِ عبدِ العظيمِ المُنْذِريّ في معنى الحديث أَي آخرُ غَزْوَةٍ وَطِئ اللهُ بها أَهْلَ الشِّرْكِ غَزْوَةُ الطّائفِ بأَثَرِ فتْحِ مكَّةَ . وهكذا فسَّره أَهلُ الغريب " وحُنَيْنٌ وَادٍ قِبَلَ وَجٍّ . وأَمّا غَزْوَةُ الطَّائفِ فلم يكُنْ فيها قِتالٌ " . قد يقال : إِنّه لا يُشتَرطُ في الغَزْوِ القِتالُ ولا في التَّمْهِيدِ بالتَّوَجُّهِ إِلى مَوْضع العَدوِّ وإِرهابِه بالإِقدام عليه المقاتَلَةُ والمُكافحةُ كما تَوهَّمه بعضُهم . " والوُجُجُ بضمَّتين : النَّعامُ السَّريعةُ " العَدْوِ . وقال طَرَفَةُ .
وَرِثَتْ في قَيْسَ مُلْقَى نُمْرُقٍ ... ومَشَتْ بين الحَشايَا مَشْيَ وَجّْ ومما يستدرك عليه : الوجُّ : خَشَبةُ الفَدَّانِ ؛ ذكره ابنْ منظورٍ .
وحج .
" الوَحَجُ محرَّكةً : المَلْجَأُ " هذه المادّة أَهملها الجوهريّ وابن منظور . " وَحِجَ به " كَفرِح " : إِذا " الْتَجَأَ . وأَوْحَجْتُه " أَنا " : أَلْجَأْتُه " " والوَحَجَةُ محرَّكةً : المَكانُ الغامِض ج أَوْحاجٌ " . وأَظنُّه تصحيفاً فإِنه سيأْتي لممصنّف في و ج ح هذا الكلامُ بعَينه ولو كان لغةً صحيحةً تعرَّضَ لها ابن منظورٍ لشدَّةِ تطلُّبه في ذلك .
و د ج .
" الوَدَجُ محرَّكةً : عِرْقٌ في العُنُقِ " وهما وَدَجانِ " كالوِدَاجِ بالكسر " . وفي المحكم : الوَدَجانِ : عِرْقانِ متَّصلانِ من الرَّأْس إِلى السَّحْر والجَمْعُ أَوْداجٌ وقال غيره : الأَوداجُ : ما أَحاطَ بالحُلْقومِ من العُروقِ . وقيل : الوَدَجَانِ : عِرْقانِ عظيمانِ عن يَمينِ ثُغْرَةِ النَّحْرِ ويَسارِها . والوَريدانِ بجَنْبِ الوَدَجَيْنِ . فالوَدَجَانِ من الجَداوِلِ التي تَجْرِي فيها الدِّمَاءُ . والوَرِيدانِ : النَّبْضُ والنَّفَسُ . من المجاز : كان فُلانٌ وَدَجِي إِلى كذا أَي " السَّبَب والوَسِيلَة " . وفي بعض الأُمّهات تقديم الوسيلة على السَّبب . وفي بعضها : الوُصْلَة بالصاد بدل الوَسيلة ومثلُه في الأَساس . من المجاز " الوَدَجَانِ : الأَخَوانِ " قال زَيدُ الخَيْلِ : .
فقُبِّحتُما مِن وافِدَيْنِ اصطُفِيتُما ... ومن وَدَجَيْ حَرْبٍ تَلَقَّحُ حائلِ أَراد بِوَدَجَيْ حَرْبٍ : أَخَوَيْ حَرْبٍ . ويقال : بِئْس وَدَجَا حَرْبٍ هما . وفي الأَساس : يقال للمُتواصِلَيْن : هما وَدَجَانِ : شُبِّها بالعِرْقَيْنِ في تصاحُبِهما . " والوَدْجُ : قَطْعُ الوَدَجِ كالتَّوْدِيج " وهو في الدَّوابّ كالفَصْدِ في الإِنسان . ويقال : دِجْ دَابَّتَك : أَي اقْطَعْ وَدَجَها . ووَدَجَه وَدْجاً ووِدَاجاً ووَدَّجَه تَوْديجاً . قال عبد الرّحمن بن حَسّان : .
فأَمّا قَولُكَ الخُلَفاءُ مِنّا ... فهُمْ مَنَعُوا وَرِيدَكَ مِن وِدَاجِ